تتجسد البيوت أصحابها. تولَدُ الأجساد وتتفرَّع؛ فيتقشَّر الطلاء، ويتآكل الأساس، وتخفت الأنوار. بقعة مريبة تتوسط سقف غرفة المعيشة، تُتجاهل. تنضج الأجساد الصغيرة، ومعها تتبرعم عروق اللبلاب بجانب الزنابق في زاوية غرفة النوم الرئيسة. خمسُ سنواتٍ تمضي قبل أن تمتد لتتسلق سلالم الطابق الثاني من البيت، وخلال خمس سنواتٍ أخرى تتمدد فتغطي أرضية ما تبقى منه. تُتجاهل.
تولَد أكبر العناقيد في غرفة المعيشة، البقعة المريبة تقطُر عليها، فتغذيها حتى تكبر وتخنق الغرفة. يصعُب المرور من خلالها؛ تضطر الأجسادُ أن تلتف من حولها حتى تصل الغرف. شيء دبق داكن يُخلق في منتصف العُنقود؛ جذورٌ تتداخل حتى تخنق بعضها – تُتجاهل، يبدأ عويلٌ بالتسلل من عمق الدبق في الليل، وفي الصباح يعلو صياح وأنين يحرض الأجساد على التكفُّن باللحاف. يتقشَّر الطلاء؛ فيظهر العفن، ويتآكل الأساس؛ فتتهاوى القواعد، وتخفت الأنوار؛ فتتمادى الظلمة. فوَّهة مريبة تتوسط سقف غرفة المعيشة، تُتجاهل.
0 تعليق