المقالات الأخيرة

شعار النسخة الرابعة «بين الثرى والثريا» «نور الرياض»: 60 فنانًا من مختلف أنحاء العالم يربطون الفن بالتاريخ والمستقبل

شعار النسخة الرابعة «بين الثرى والثريا»

«نور الرياض»: 60 فنانًا من مختلف أنحاء العالم يربطون الفن بالتاريخ والمستقبل

يعود احتفال نور الرياض 2024م، في نسخة رابعة تحت شعار «بين الثرى والثريّا»؛ ليرمز بصورة شعرية إلى «الثَّرى» الذي يُبلله المطر، ونجم «الثريّا» الذي يصور معنى السمو والعلو. في أماكن عدة في مدينة الرياض تتجلى قصص الإبداع ويضيء الإلهام، ويجسد الطموح بجسارةٍ كدليل عندما...

لا تقرأ القصائد… أقرأ جدول القطارات

لا تقرأ القصائد… أقرأ جدول القطارات

كانت "الفيصل" قد كرست ملف عدد مارس – إبريل 2017 للقطار والمترو، فتضمن تأملات في المترو والقطارات من زوايا عدة، كتبها عددًا من الكتاب والباحثين. وكانت مناسبة الملف آنذاك مترو الرياض واستمرار العمل لإطلاقه. اليوم نعيد نشر هذا الملف، وفي مناسبة انطلاق مترو الرياض فعليا...

صناعة النخب

صناعة النخب

لا شك في أن «النخب» بما يتوافر لها من قدرات ذاتية مدعومة بالتميز الفكري والثراء المعرفي، وبما تملك من أدوات التأثير والاستنارة، فئة موجودة في كل المجتمعات والثقافات، ومتجذرة في تاريخ الشعوب والحضارات منذ القدم، وهي مطلب قائم ودائم ومتجدد، وصناعة ضرورية لكل مجتمع ولكل...

جاك دريدا قارئًا أنطونان أرتو

جاك دريدا قارئًا أنطونان أرتو

كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...

اليوتوبيا ونهاية العالم… القرن العشرون صحبة برتراند راسل

اليوتوبيا ونهاية العالم… القرن العشرون صحبة برتراند راسل

في 26 أكتوبر 1931م، كتب الفيزيائي والرياضي إدموند ت. ويتاكر، الأستاذ في جامعة إدنبرة، لابنه انطباعاته عن كتاب برتراند راسل الأخير «النظرة العلمية». نقتبس منها ما يلي: «يبدو الآن أنه بدأ يخشى من «المنظمة العلمية للإنسانية» (نوع من الدولة البلشفية بقيادة جي جي [طومسون]...

حنان الفياض: جائزة حمد للترجمة تسهم في نشر الثقافة العربية

وتعزيز مكانة المترجم

بواسطة | ديسمبر 12, 2024 | جوائز

تؤكد الدكتورة حنان الفياض، المستشار الثقافي لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، أن جائزة الشيخ حمد تأتي تعزيزًا للدور الثقافي القطري على الصعيدين العربي والعالمي، بهدف مد جسور التواصل الفكري والمعرفي والإنساني بين شعوب العالم من خلال الترجمة بوصفها وسيلة لتبادل الثقافات.

وتتطرق الفياض، في حوار مع «الفيصل»، إلى التحديات التي واجهت فريق الجائزة ومعايير اختيار الأعمال المترجمة وسعي الجائزة من أجل إثراء المكتبة العربية بمحتوى متنوع يمثل الثقافات المختلفة. تقول الفياض: إن الجائزة استطاعت أن تخلق بيئة حاضنة للإبداع والتميز في مجال الترجمة، وقد حققت نجاحًا ملحوظًا في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين الشعوب، ونشر الثقافة العربية عالميًّا. وأن الجائزة أسهمت في بناء شراكات مع مؤسسات ثقافية وأكاديمية عالمية، مما أدى إلى تبادل المعرفة والخبرات بين المترجمين.

تأثير الجائزة وأهدافها

  منذ انطلاق جائزة الشيخ حمد للترجمة، حفرت مكانة بارزة في الواقع الثقافي العربي والعالمي، ماذا عن التحديات التي واجهت الجائزة خلال مسيرتها؟

  انطلقت جائزة الشيخ حمد للترجمة في قطر عام 2015م تعزيزًا للدور الثقافي القطري على الصعيدين العربي والعالمي، بهدف مد جسور التواصل الفكري والمعرفي والإنساني بين شعوب العالم من خلال الترجمة بوصفها وسيلة لتبادل الثقافات، وانطلاقًا من الحاجة إلى تعزيز مثل هذا التواصل بين الثقافة العربية وثقافات اللغات الأخرى، وبخاصة في ظل تزايد الاهتمام بالترجمة كأداة تفاهم متبادل.

أما أبرز التحديات التي واجهت فريق الجائزة، فتتعلق بدقة المعايير لاختيار الأعمال المترجمة، وضمان جودة الترجمة وموضوعيتها، وأهمية العمل في لغته الأم من جهة واللغة الهدف من جهة ثانية، إضافة إلى جذب المترجمين المميزين وتحفيزهم للمشاركة، فضلًا عن الحاجة إلى تسليط الضوء على الترجمات ذات الجودة العالية في ظل المنافسة الكبيرة في هذا المجال. لكن على الرغم من تلك التحديات، استطاعت الجائزة أن تبرز وتحقق تأثيرًا ملحوظًا في الساحة الثقافية، من خلال تشجيع المترجمين ودعمهم وتعزيز الوعي بأهمية الترجمة في الثقافة العربية.

  ما الأهداف التي انطلقت منها جائزة الشيخ حمد، وكيف أمكنكم تحقيقها؟

  تهدف الجائزة إلى تشجيع المترجمين وتكريمهم؛ لكون المترجم في أغلب الأحيان لا يلتفت إلى الدور الذي يضطلع به وتحديدًا في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والأدبية. وتسعى الجائزة إلى إغناء المكتبة العربية بمحتوى متنوع يمثل الثقافات المختلفة، ويتأتى ذلك من خلال تقديم جوائز معنوية ومادية مجزية لتحفيز المترجمين على تجويد مهاراتهم، وكذلك من خلال الوصول إلى شرائح المترجمين جميعهم وإيجاد همزة وصل معهم لتحفيزهم ومعرفة التحديات التي تواجههم في مجالاتهم.

وما زالت الجائزة مستمرة بتطبيق تلك الفلسفة من خلال الفعاليات والمؤتمرات، وتسليط الأضواء على الأعمال الفائزة والمترجمين عبر عقد الندوات لاستمرار التواصل فيما بينهم، ومحاولة تعزيز مكانتهم في الساحة الثقافية. وبهذه الطريقة، استطاعت الجائزة أن تخلق بيئة حاضنة للإبداع والتميز في مجال الترجمة.

منصة للحوار الثقافي

  إلى أي مدى ترين أن الجائزة أمكنها في الدورات الماضية أن تحقق أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، ونشر الثقافة العربية عالميًّا؟

  حققت الجائزة نجاحًا ملحوظًا في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب، ونشر الثقافة العربية عالميًّا، وذلك من خلال تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة، وتشجيع ترجمة الأدب العربي إلى لغات أخرى؛ إذ أُتيح للقراء في أنحاء العالم الاطلاع على الروائع الأدبية العربية وكتب التراث العربي، ولمسنا حرص المترجمين على استكمال أعمالهم الترجمية من العربية إلى لغاتهم ودفعها لدور النشر حرصًا منهم على إبراز هذه العلاقة الحضارية بين اللغات مما يعزز من مكانة الثقافة العربية. ومن اللافت أيضًا زيادة نتاج المترجمين الفائزين بعد الفوز، فاستمروا بالتواصل معنا للحديث عن الإنجازات الجديدة التي كان للفوز دور في تحفيزها.

كما أسهمت الجائزة في بناء شراكات مع مؤسسات ثقافية وأكاديمية عالمية؛ مما أدى إلى تبادل المعرفة والخبرات بين المترجمين والكتّاب من مختلف البلدان، وأبرمت الجائزة العديد من الاتفاقات ومذكرات التعاون مع اليونسكو ومنتدى الفكر العربي، وأقامت شراكة مع مجلة Ide Arabia على سبيل المثال؛ مما يزيد من تنوع المشاركات وجودتها ويمنحنا فرصة التعرف إلى واقع الترجمة بين العربية ولغات العالم.

في سياق متصل، إن تنظيم حفل توزيع الجوائز في حد ذاته يسهم في خلق منصة للحوار الثقافي ولقاء المشتغلين بالترجمة في رحاب الدوحة؛ مما يعزز العلاقات الإنسانية بين الشعوب. وبناءً على هذه العوامل، يمكن القول: إن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي أسهمت بشكل فاعل في نشر الثقافة العربية وتعزيز التواصل بين الشعوب؛ مما يعكس أهمية الترجمة كوسيلة للتفاهم والتعاون العالمي.

الترجمة والملكية الفكرية

  عادة ما تحدث مشكلات في ملف حقوق الملكية الفكرية للأعمال المترجمة، كيف أمكن للجائزة أن تتجنب فوز مترجم أو مؤسسة لا تحترم حقوق الملكية الفكرية؟

  سياسة الجائزة أنها تُمنح للمترجم تحديدًا ولا تتعرض للعلاقة بين المترجم ودار النشر أو بين المترجم والمؤلف، فهذا الأمر متروك للعقد الذي بينهما، وهذه مسؤولية المترجم ودار النشر. وعادة يُطلب تفويض مكتوب من جميع المترجمين للعمل الواحد (في حال كان هناك أكثر من مترجم) لضمان أن كل من شارك في العمل سيتم تكريمه؛ لأن الجائزة تعنى بشكل رئيس ومباشر بالمترجمين خاصة.

ولا بد من الإشارة إلى أهم شروط الجائزة المرفوعة على موقعها الرسمي بالنص: «الجائزة تكرم حصرًا المترجمين في حال فوز أعمالهم حتى لو تم ترشيح هذه الأعمال من قِبل مؤسسات أو دور نشر قامت هي بإصدار الكتاب الأصلي أو الترجمة»، وذلك لاستحالة مراجعة المئات من العقود المبرمة بين المترجمين والمؤلفين والناشرين للتأكد من صحتها، ومن الأفضل ترك المسؤولية القانونية على عاتق المترجم ودار النشر؛ لنركز بدورنا على جودة الترجمة والتزام المترشحين بشروط الجائزة.

  ما طموحاتكم لتطوير الجائزة في السنوات القادمة، وهل يمكن أن نشهد تحولها إلى مركز للترجمة؟

  طموحات تطوير جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في السنوات القادمة تتضمن جوانب عدة؛ منها توسيع نطاق الجائزة بتوسيع الشراكات مع مؤسسات ثقافية وأكاديمية عالمية، مما يعزز من تبادل المعرفة والخبرات في مجال الترجمة.

إن فكرة إنشاء مركز للترجمة فكرة مطروحة بالفعل، لكنها تحتاج إلى المزيد من الدراسة. المهم أننا في الجائزة نسعى وبشتى الطرق لتعزيز الثقافة العربية على المستوى العالمي، وتعزيز مكانة الترجمة كفنٍّ وعلم، ودعم المترجمين المميزين.

جوائز الترجمة العربية

  تشهد حركة الترجمة في الوطن العربي عددًا من الجوائز المرموقة في السعودية والإمارات وبلدان أخرى، وهي جوائز ذات قيمة عالية، كيف ترون هذه الجوائز وأثرها في حركة الترجمة؟

  تعد الجوائز المرموقة في حركة الترجمة في الوطن العربي، ذات تأثير كبير وإيجابي في مجمل النشاط الثقافي العربي والترجمة، فهي تعمل على تحفيز المترجمين لتقديم أفضل ما لديهم؛ مما يسهم في رفع مستوى الجودة في الأعمال المترجمة، كما تسلط الضوء على أهمية الترجمة كوسيلة لنقل المعرفة والثقافة، وتمنح نشر الكتاب المترجم فرصة توسيع دائرة تداوله بين المهتمين والأكاديميين الذين يكتسبون الثقة بالعمل الفائز؛ مما يعزز الوعي العام بأهمية هذا المجال.

إلى جانب ذلك، توسع الجائزة نطاق الاختيارات من خلال تشجيع ترجمة الأعمال الأدبية من لغات متعددة، وتسهم في تنشيط حركة اقتناء المكتبات العربية للأعمال الفائزة وتسليط الضوء عليها وعلى المترجم الذي يحظى -بعد فوزه- بثقة أكبر من قبل دور النشر، وبناء علاقات جيدة بين المترجمين والكتّاب والناشرين؛ مما يقوي فكرة التعاون المهني ويساعد في تبادل الخبرات.

ومن خلال المنافسة العلمية الشريفة بين هذه المراكز والجوائز، يكون تشجيع المترجمين على الابتكار والإبداع؛ مما يؤدي إلى تحسين مستواهم المهني. بشكل عام، تسهم هذه الجوائز في تعزيز حركة الترجمة في الوطن العربي، وهو الأمر الذي يعكس أهمية القطاع في تعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب، وقد يكون المرء متفائلًا أكثر بأن تصل هذه الجوائز إلى مرحلة التكامل فيما بينها.

  يؤخذ على الجوائز العربية، سواء في حقل الترجمة أو سواه، عدم التنسيق فيما بينها؛ لذلك نشهد في حالات متكررة، فوز كاتب أو مترجم ما بجائزتين مرموقتين في عام واحد، أو جائزتين تفصلهما بضعة أشهر، في حين يُفترض تفادي ذلك وأن يكون هناك أكثر من فائز؟

  هذا صحيح ولكن ليس دائمًا، فمسألة عدم التنسيق بين الجوائز العربية، بما في ذلك جوائز الترجمة، من القضايا المهمة التي تحتاج إلى معالجة. إن تكرار فوز كاتب أو مترجم بجائزتين في العام الواحد أو بفارق زمني قليل على سبيل المثال يمكن أن يثير تساؤلات حول عدالة التوزيع، وقد يقلل من فرص فوز آخرين، ويعكس عدم التنوع في تقدير الأعمال.

لذلك من المهم أن تتعاون الجوائز المختلفة لتحديد معايير مشتركة وتنسيق مواعيد التقديم والإعلان عن الفائزين؛ مما يتيح فرصة أكبر للمترجمين والكتّاب للحصول على تقديرات متعددة. كما يمكن أن تستفيد الجوائز من تبادل الخبرات وأفضل الممارسات؛ مما يسهم في تحسين العمليات وتجنب التداخلات غير المرغوب فيها.

  هل أعطت هذه الجوائز المترجم العربي حقه من التقدير المعنوي والمادي؟

  لا شيء يمكن أن يعادل الجهد البشري الجاد في سبيل الثقافة، ومع هذا تعد الجوائز العربية في مجال الترجمة خطوة مهمة نحو تقدير المترجمين، لكن هناك بعض النقاط التي يجب النظر فيها لتقييم مدى إعطاء المترجم العربي حقه.

الجوائز تسهم في رفع مكانة المترجمين في المجتمع الثقافي، كما أن تكريم المترجمين من خلال الجوائز يساعد في تسليط الضوء على إنجازاتهم؛ مما يعزز من أهمية دورهم في نقل المعرفة والثقافة. ومهما كانت قيمة المكافأة المالية، غالبًا ما تكون غير كافية مقارنة بالجهود المبذولة، علمًا أن العديد منهم أشاروا في لقاءات متلفزة إلى أن الفوز ساعدهم ماديًّا في المضي قدمًا بمشروعاتهم الترجمية والعلمية الخاصة، أمثال المترجم الألماني هارتموت فندريش الذي عبّر بقوله مداعبًا: إن فوز المترجمين ينقذهم من الفقر.

لكن من حسن الحظ أن بعض الجوائز توفر فرصًا لدعم مشروعات جديدة. وبشكل عام، بينما تسهم الجوائز في تقدير المترجمين، لا يزال هناك مجال لتحسين الأوضاع المادية والمعنوية لهم، من خلال تعزيز الدعم المستديم والتنوع في فرص التكريم.

الترويج للجائزة والأدب العربي

  نتابع الجولات التي تقوم بها لجان الجائزة للتعريف بها في بلدان عديدة، كيف تنظمون هذه الجولات، وهل حققت أهدافها؟

  تعد جولات لجان الجائزة للترويج والتعريف بها في بلدان متعددة خطوة إستراتيجية مهمة في سبيل زيادة الوعي بأهمية الترجمة ودور الجائزة في تعزيز التواصل بين الثقافات والحضارات. وقد لقيت اللجان الترحيب من الجهات ذات الاهتمام بمجال الترجمة كالمؤسسات والمعاهد والجامعات بحيث سنحت لنا الفرصة للقاء المترجمين والطلبة الذين يَدرسون العربية في مختلف جامعات دول العالم التي وصلنا لها، كما أن التواصل مع المترجمين والكتّاب والناشرين في بلدان مختلفة أتاح بناء علاقات وشراكات إستراتيجية وشجّع المترجمين من مختلف الثقافات على المشاركة في الجائزة.

وغني عن القول: إن اللقاءات المباشرة مع المترجمين والمهتمين ساعدتنا في جمع ملحوظات قيمة حول كيفية توسيع مجالات الجائزة. وبالتالي، يمكن القول: إن هذه الجولات كانت فعّالة في تحقيق الأهداف المرجوة؛ مما يدعم رؤية الجائزة في ترسيخ ثقافة الترجمة وتعزيز التواصل بين الشعوب.

  يعاني الأدب العربي أزمة في ترجمته إلى الغرب، فإلى أي مدى استطاعت الجائزة أن تسهم في حل هذه الأزمة، وهل يجد الأدب العربي سوقًا جيدة في الخارج؟

  تعاني ترجمة الأدب العربي إلى لغات العالم تحدياتٍ عدةً، لكن الجائزة أسهمت في مواجهة بعض هذه التحديات من خلال تكريم الأعمال المترجمة، وتعريف الجمهور الغربي بأبرز الكتّاب العرب؛ مما يزيد من فرص ترجمة أعمالهم إلى لغات أخرى.

إلى جانب ذلك، تؤدي الجائزة دورًا في تحسين الفهم المتبادل بين الأدب العربي والأدب الغربي. مع ملاحظة أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالأدب العربي في الغرب، وبخاصة مع تزايد الوعي بالقضايا الثقافية والاجتماعية في العالم العربي، وهذا يتطلب مزيدًا من الدعم من الناشرين والمترجمين لتقديم الأدب العربي بشكل مناسب، بما في ذلك تسليط الضوء على الأعمال الجديدة والمبتكرة.

ويمكن القول: إن الجائزة تسهم بشكل جيد في معالجة أزمة ترجمة الأدب العربي، لكنها ليست الحل الوحيد. يحتاج الأدب العربي إلى دعم مستمر وشراكات قوية مع دور النشر العالمية؛ لتعزيز وجوده في الأسواق الغربية.

رعاية رسمية للترجمة

  ما مدى أهمية أن تعتني الحكومات برعاية أنشطة الترجمة، وإلى أي مدى سيعود ذلك بالنفع على الشارع العربي؟

  تعد رعاية الحكومات لأنشطة الترجمة خطوة حيوية لها تأثيرات إيجابية واسعة. فدعم الترجمة يشجع على تبادل الأفكار والابتكارات بين الثقافات، ومن خلال ترجمة الأعمال الأدبية والعلمية، يمكن الحفاظ على الهوية الثقافية؛ مما يساعد الأجيال الجديدة على فهم تراثهم. وتجدر الإشارة هنا إلى أن تاريخنا الحضاري العربي ازدهر بفضل نقل علوم وثقافات العالم الحضاري قبل الإسلام عبر تشجيع الخلفاء والأمراء للمترجمين الذي وصل إلى أن يعادلوا وزن الكتاب المترجم ذهبًا.

كما أن رعاية الترجمة تتيح للشارع العربي الوصول إلى المعرفة والأفكار من مختلف الثقافات؛ مما يساعد في إثراء الفكر النقدي وتحفيز النقاشات المجتمعية، ناهيك عن دعم الاقتصاد الثقافي، مجسدًا في خلق فرص عمل جديدة للمترجمين والناشرين؛ مما يسهم في التنمية الاقتصادية.

يضاف إلى ذلك تدعيم العلاقات الدولية من خلال دعم الترجمة؛ إذ يمكن تعزيز العلاقات الثقافية والسياسية مع الدول الأخرى. كما تتيح الترجمة للشارع العربي الوصول إلى المعرفة والأبحاث العلمية والكتب الأدبية التي قد تكون محصورة في لغات أخرى.

كسر المركزية الأوربية

  كيف أمكن للجائزة أن تكسر المركزية الأوربية في الترجمة؟

  تمكنت جائزة حمد للترجمة من كسر المركزية الأوربية في الترجمة من خلال إستراتيجيات فعالة عدة؛ منها تسليط الضوء على الأدب العربي، فالجائزة تعمل على تعزيز ترجمة الأعمال الأدبية والعلمية العربية إلى لغات مختلفة؛ مما يسهم في تقديم الأدب العربي للجمهور العالمي، كجزء لا يتجزأ من المشهد الثقافي العالمي، ويعزز من التفاهم المتبادل ويعكس التنوع الثقافي الغني.

ومن هذه الإستراتيجيات تشجيع التنوع الثقافي، من خلال تكريم الترجمات من لغات متنوعة؛ إذ تشجع الجائزة على تقديم وجهات نظر ثقافية مختلفة؛ مما يسهم في تقليل التركيز على الأدب الأوربي فقط. والأهم من ذلك استحدثت الجائزة فئة جديدة تسمى «فئة الإنجاز»؛ فطرحت خمس لغات ثانوية كل عام إلى جانب اللغتين الرئيستين اللتين تُطرحان سنويًّا، وذلك لكسر فكرة سيادة لغة دون غيرها من لغات العالم، ومنح جميع اللغات فرصة التقدم للجائزة.

المنشورات ذات الصلة

تحتفل بمرور 10 سنوات على انطلاقها جائزة حمد للترجمة والتفاهم الدولي تواصل جهودها لنقل منارات الثقافة العربية  وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية

تحتفل بمرور 10 سنوات على انطلاقها

جائزة حمد للترجمة والتفاهم الدولي تواصل جهودها لنقل منارات الثقافة العربية وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية

لا يبدو أن قضايا الترجمة والتحديات التي تواجه المترجمين العرب وسواهم، من المحدودية بحيث يمكن حصرها في أمور عدة، والعمل...

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *