المقالات الأخيرة

حنان الفياض: جائزة حمد للترجمة تسهم في نشر الثقافة العربية وتعزيز مكانة المترجم

حنان الفياض: جائزة حمد للترجمة تسهم في نشر الثقافة العربية

وتعزيز مكانة المترجم

تؤكد الدكتورة حنان الفياض، المستشار الثقافي لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، أن جائزة الشيخ حمد تأتي تعزيزًا للدور الثقافي القطري على الصعيدين العربي والعالمي، بهدف مد جسور التواصل الفكري والمعرفي والإنساني بين شعوب العالم من خلال الترجمة بوصفها وسيلة لتبادل...

لا تقرأ القصائد… أقرأ جدول القطارات

لا تقرأ القصائد… أقرأ جدول القطارات

كانت "الفيصل" قد كرست ملف عدد مارس – إبريل 2017 للقطار والمترو، فتضمن تأملات في المترو والقطارات من زوايا عدة، كتبها عددًا من الكتاب والباحثين. وكانت مناسبة الملف آنذاك مترو الرياض واستمرار العمل لإطلاقه. اليوم نعيد نشر هذا الملف، وفي مناسبة انطلاق مترو الرياض فعليا...

صناعة النخب

صناعة النخب

لا شك في أن «النخب» بما يتوافر لها من قدرات ذاتية مدعومة بالتميز الفكري والثراء المعرفي، وبما تملك من أدوات التأثير والاستنارة، فئة موجودة في كل المجتمعات والثقافات، ومتجذرة في تاريخ الشعوب والحضارات منذ القدم، وهي مطلب قائم ودائم ومتجدد، وصناعة ضرورية لكل مجتمع ولكل...

جاك دريدا قارئًا أنطونان أرتو

جاك دريدا قارئًا أنطونان أرتو

كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...

اليوتوبيا ونهاية العالم… القرن العشرون صحبة برتراند راسل

اليوتوبيا ونهاية العالم… القرن العشرون صحبة برتراند راسل

في 26 أكتوبر 1931م، كتب الفيزيائي والرياضي إدموند ت. ويتاكر، الأستاذ في جامعة إدنبرة، لابنه انطباعاته عن كتاب برتراند راسل الأخير «النظرة العلمية». نقتبس منها ما يلي: «يبدو الآن أنه بدأ يخشى من «المنظمة العلمية للإنسانية» (نوع من الدولة البلشفية بقيادة جي جي [طومسون]...

شعار النسخة الرابعة «بين الثرى والثريا»

«نور الرياض»: 60 فنانًا من مختلف أنحاء العالم يربطون الفن بالتاريخ والمستقبل

بواسطة | ديسمبر 9, 2024 | فنون

يعود احتفال نور الرياض 2024م، في نسخة رابعة تحت شعار «بين الثرى والثريّا»؛ ليرمز بصورة شعرية إلى «الثَّرى» الذي يُبلله المطر، ونجم «الثريّا» الذي يصور معنى السمو والعلو. في أماكن عدة في مدينة الرياض تتجلى قصص الإبداع ويضيء الإلهام، ويجسد الطموح بجسارةٍ كدليل عندما يكون الطريق مجهولًا، وتكمن العلاقة العميقة بين الثرى والثريّا في تصوير الانتقال من عُمق الخُطى على الأرض إلى سماء الوضوح والتجلّي، ومعرفة الدروب بالاستدلال بالنجوم في السماء الذي يعبر بنهجه عن الترابط الحقيقي الكامن في احتياج المرء للثرى، وتأمل الثريّا لتتحد قوة إبداعية تدعو لابتكار وسائل فريدة. ويأتي الاحتفال بمشاركة القيّمة الفنيّة السعودية الدكتورة عفت عبدالله فدعق، والقيّم الفني العالمي الدكتور ألفريدو كراميروتي، ويقدم الاحتفال في نسخته الرابعة أكثر من 60 عملًا فنيًّا إبداعيًّا. ويشجع احتفال نور الرياض 2024م، الزوارَ على التفاعل مع كل من المفاهيم التقليدية والحديثة للضوء والإبداع، من خلال التركيبات النحتية والتجارب الغامرة وتقنية الإسقاط الضوئي، ويحول العاصمة إلى لوحة مضيئة، تُجسد حوارًا نابضًا بالحياة بين الفن والتكنولوجيا.

وقد أضاءت ليلة العرض الخاص للاحتفال مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، مقدمةً لمحة حصرية عن أكبر احتفال للفنون الضوئية في العالم وسط حضور نخبة من الفنانين والقيمين الفنيين، والشخصيات البارزة، ووسائل الإعلام المحلية والدولية احتفاءً بالإبداع.

منصة إبداعية تجمع كبار الفنانين

بهذه المناسبة، أكد الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة عضو مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض رئيس اللجنة التوجيهية لبرنامج «الرياض آرت»، أن احتفال «نور الرياض» يُعَدُّ بمنزلة منصة إبداعية سنوية تجمع كبار الفنانين بأبرز المواهب المبدعة الوطنية والعالمية في أعمال فنون الضوء من داخل المملكة ومن مختلف أنحاء العالم؛ لتقديم أعمال فنية مُلهِمة، تدعم الحركة الفنية والإبداعية في مدينة الرياض، وتُسهم في تعزيز موقع المدينة على خريطة المشهد الفني العالمي، وترفع مستوى جودة حياة سكانها وزوّارها.

وأوضح وزير الثقافة أن «احتفال نور الرياض» يحظى بدعم ورعاية كريمة من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، مؤكدًا أن هذا الدعم والرعاية الكريمة «تشكّل امتدادًا لما تحظى به مختلف البرامج والمشاريع والأنشطة الثقافية والفنية في المملكة، من دعم ورعاية كريمة من قيادتنا الرشيدة؛ مما أسهم في وضع السعودية في صدارة المشهد الفني العالمي».

وكان المهندس خالد الهزاني مدير برنامج الرياض آرت قال: إن رؤى احتفال نور الرياض وأهدافه تساهم في تحقيق رؤية السعودية 2030 «كما يحقق احتفال نور الرياض طموح العاصمة الفني في تحويل الرياض إلى معرض فني مفتوح»، مؤكدًا أن الاحتفال يعزز الارتقاء بجودة الحياة في عاصمة المملكة، ويشجع الإبداع ويقدم الفنّ للمجتمع، «ويعتبر بمثابة منصّة للتبادل الفنّي والثقافي لتحقيق أهداف برنامج «الرياض آرت»، ومختلف مشاريعه في رعاية المواهب المحلية، وتعزيز الاقتصاد الثقافي في العاصمة».

في حين رأت المهندسة نوف المنيف مديرة احتفال نور الرياض أن الاحتفال يقدم جولات إرشادية؛ لاستكشاف الأعمال الفنيّة المميزة بإشراف القيّمين الفنييّن، إلى جانب عرض استثنائي قدمته فرقة الفنانين البصريين العالمية «United Visual Artists» باسم «الأثير» وضم 1,500 طائرة بدون طيار، حولت سماء الرياض إلى لوحة مضيئة مستوحاة من القوى الخفية التي تشكل عالمنا، بشكل ينسجم من خلاله الضوء والصوت والحركة.

من ناحية، يحول احتفال نور الرياض 2024م العاصمة إلى معرض مفتوح على مستوى العالم، حيث يُعرض أكثر من 60 عملًا ضوئيًّا أبدعه أكثر من 60 فنانًا من 18 دولة. من بينهم 18 فنانًا سعوديًّا موهوبًا إلى جانب 43 فنانًا دوليًّا يمثلون أستراليا، وفرنسا، وألمانيا، والمجر، وإيطاليا، واليابان، والجبل الأسود، وهولندا، وبولندا، وروسيا، وسلوفينيا، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، وتركيا، والمملكة المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية.

تضم قائمة المشاركين في نور الرياض 2024م: أستوديو 05.10، أ.أ. موراكامي، وفيديريكو أكاردي، وبوريس أكيت، ويوسف الأحمد، وحمود العطاوي، وآثار الحربي، وأسماء الجهني، ونجلاء القبيسي، وعلي الرزيزا، وراشد الشعشعي، ونواف الدوهان، وسعد الهويدي، وهاشل اللمكي، وفهد النعيمة، وناصر التركي، ورفيق أناضول، وأتلييه سيسو، وإدواردو ديونيا شيكوني، وستيفانو كاجول، وكوليكتيف سكيل، وأيمن يسري ديدبان، وفيليكس فرانك، وسعيد قمحاوي، وماتياس غراموسو، ويانيس غروشيلي، وريوجي إيكيدا، ومشروع من الداخل للخارج لجي آر، وكريستا كيم، وكيمتشي أند تشيبس، وكسافيري كومبيوتري، وأستوديو كوروس للتصميم، وجيين لي، وكريس ليفين، ومارشميلو ليزر فيست، وريكاردو مارسيللو، وتاكايوكي موري، ويان نغويما، ونونوتاك، وكوايت إنسمبل، وراندوم إنترناشونال، وآنا ريدلر، وخافيير رييرا، وفيليب روكا، ودان روزغارد، وفينسنت روخترز، وإبتسام صالح، وشستر وموسيلي، وسباي، وستانزا، وعبدالرحمن طه، ومريم طارق، ورومين تاردي، وجوكان تاتيسي وتاكاشي ياسورا، وثيرد سبيس أستوديو، وتندرا، ولاكلان توركزان، ويونايتد فيجوال أرتيستس، ونيك فيرستاند، وڤاو، وأستوديو جافي بوفي.

وانطلق الاحتفال في 28 نوفمبر ويستمر إلى 14 ديسمبر، في ثلاثة مراكز رئيسية: مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، ووادي حنيفة، وحي جاكس. وعلى هامشه برنامج للشراكة المجتمعية يتضمن عروضًا فنية وورش عمل وحوارات وأنشطة متنوعة، ليقدم مزيجًا فريدًا من الإثراء الثقافي وتعزز التعبير الإبداعي.

نور الرياض.. ثقافة بصرية جديدة

أعلن احتفال «نور الرياض» أحد برامج «الرياض آرت»، الذي تقوم عليه الهيئة الملكية لمدينة الرياض، عن إصدار كتاب «نور الرياض.. ثقافة بصرية جديدة» بالتعاون مع «دار أسولين العالمية للنشر» في احتفالية أقيمت بهذه المناسبة في العاصمة البريطانية لندن، بمشاركة عدد من أمناء المتاحف الفنية ونخبة من الفنانين والمبدعين والمتخصصين في المجال الفني والثقافي من مختلف أنحاء العالم.

ويهدف هذا الكتاب إلى توثيق احتفال «نور الرياض» الذي يعد أكبر احتفال للفنون الضوئية في العالم، والذي أسهم في تعزيز مكانة العاصمة الرياض حول العالم، وجسّد أحد أهداف «برنامج الرياض آرت» المتمثل في تحوّيل العاصمة إلى معرض فني مفتوح يمزج بين الأصالة والمعاصرة بمشاركة كبار الفنانين من المملكة العربية السعودية ومختلف أنحاء العالم بما ينسجم مع أهداف برامج «رؤية السعودية 2030» في تعزيز الفنون والثقافة بين سكان وزوار مدينة الرياض.

وصدر الكتاب ضمن المجموعة «الكلاسيكية الفاخرة» من دار أسولين العالمية للنشر، ويتميز بأخذ القارئ في رحلة بصرية تستعرض النسخ السابقة من «احتفال نور الرياض»، من خلال مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تعكس الطاقة الحيوية، وقوة الضوء في توحيد وإلهام الناس، وتصوير معنى التعبير الجمالي لفن الضوء في احتضان أبرز الأعمال الفنية للفنانين التي تألق بها المشهد الثقافي ضمن «احتفال نور الرياض».

كما يعكس الكتاب حيوية المجتمع الإبداعي في مدينة الرياض، ويظهر جوهرها النابض بالحياة، ويقدّم فرصة لعشاق الفن والمصورين، وكل من يملك القدرة والإلهام، لقراءة رسالة فنية ضوئية عميقة.

أعمال بارزة ومتنوعة

«دائمًا في لمحة» لفينسنت روخترز، تركيب حركي يستكشف الهوية والتراث والنزوح من خلال التفاعل بين الضوء والظل والقماش؛ إذ يستند العمل إلى بحث الفنان في جذوره الصينية الإندونيسية؛ ليعكس جمالية هذه الثقافة الهجينة من خلال إشارات تقليدية إلى المجتمعات الصينية الإندونيسية. يتمثل الاستكشاف الشخصي العميق لروخترز في هيكل معدني يشبه العروق، تتدلى منه شرائط من القماش الأحمر، ملونة بصبغة رمزية من لاسيم في إندونيسيا. ويستمد الأساس شكله من بتلات مستوحاة من نمط «كاوونغ» الشائع في فن الباتيك الجاوي، وتحيط بالعنصر المركزي مصابيح قائمة تحمل أشواكًا تُشبه زخارف «كيمبانغ كيلابا» الموجودة في ثقافة بيتاوي. في قلب التركيب، يلقي المصباح الكهربائي المتحرك ظلًّا غامرًا على الجدران والأرضية، ويدعو المشاهدين إلى التفكير في كيفية تموج ثقافة الأجداد، والهجرة إلى الحاضر لتشكيل هويتنا المتغيرة باستمرار.

«من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب» من «ثيرد سبيس- أستوديو» عمل فني بتركيب ضوئي تفاعلي يواكب التحولات المتسارعة التي تشهدها السعودية، يعتمد العمل الفني الجديد على رمزَي الضوء واللعب بوصفهما رمزين للجاذبية والأحلام ضمن هذا المشهد المتغير. يدعو العمل الزوار للتفاعل مع أرجوحة رباعية الاتجاهات، حيث يتحرك العمل الفني مع حركة الزائر، ويُمثّل هذا التفاعل حركة الصعود والهبوط، التي ترمز إلى طبيعة البحث عن الطريق في عالم معولم يعكس علاقتنا المتبادل بعضها مع بعض ضمن رحلتنا الجماعية. ومع الإيقاع والتفاعل فردًا تلو الآخر، يلهم العمل الفني المُشاهد للوصول إلى السماء بشكل حرفي ومجازي، ويحول العالم المحيط إلى فضاء حالم. من خلال التفاعل والاستكشاف، يشجع التركيب الفني على التأمل في معنى إعادة تخيّل الذات والانطلاق في رحلة عبر العالم.

«أحلام المرجان» هو عمل فني نحتي قائم على الذكاء الاصطناعي للفنان رفيق أناضول، يصوّر مجموعة ضخمة من صور الشعاب المرجانية، مسلطًا الضوء على جمالها الهش وأزمتها البيئية المُلِحّة، يحوّل العمل نحو 100 مليون صورة مرجانية خام إلى تصورات سائلة وديناميكية، وهو ما يعكس للزوار بيئة رقمية تشبه المحيط؛ لتجسد عالم الشعاب المرجانية النابضة بالحياة، والمعرضة للخطر في الوقت ذاته. من خلال تمثيلاته الحية، يهدف «أحلام المرجان» إلى زيادة الوعي بتأثير تغيُّر المناخ على موت الشعاب المرجانية، مُقدمًا تذكيرًا مؤثرًا بالحاجة المُلِحّة لاتخاذ إجراءات بيئية.

«الهرم الخامس» لراشد الشعشعي هو عمل فني نحتي يعكس التطور السريع للصناعات الإبداعية في المملكة العربية السعودية من خلال مفهوم الهرم المفكك؛ إذ يشكّل هذا العمل حلقة جديدة ضمن سلسلة من الأعمال المبنية على إعادة توظيف مواد متبقية من اقتصاد سابق يعتمد على النفط، بهدف تجسيد التحول المستمر لمدينة الرياض إلى مركز للفنون والثقافة والابتكار.

يستقبل الزوار هيكلًا هرميًّا ضخمًا مصنوعًا من منصات شحن بتروكيميائية خضراء. وبخلاف المعالم الأثرية القديمة، ينقسم هرم «الشعشعي» من المنتصف؛ ليكشف عن ممر مُضاء باللون الفوشيا الزاهي، مسلطًا الضوء على الطريق نحو مستقبل مشرق، حيث يعكس هذا اللون الجريء الروح الجريئة اللازمة لإحداث تغييرات مهمة.

عبر تفكيك رمزٍ تقليدي للاستقرار، يحفز هذا العمل الجمهور على التأمل في كيفية إعادة تشكيل الهياكل القائمة في المملكة؛ لتمهيد الطريق نحو اقتصاد جديد يقوم على المعرفة والاستدامة.

«صوت الرحى» لنجلاء القبيسي عمل تركيبي سمعي بصري تفاعلي يقدم لمحة عن عادات النساء قديمًا في نجد، حيث تسعى الفنانة في هذا العمل الجديد إلى توثيق التراث الشفوي من خلال عرض الأهازيج الشعبية التي تنشدها نساء نجد في أثناء قضائهن ساعات طويلة في طحن الحبوب على الرحى. يقدم هذا العمل عملية طحن الحبوب عبر استخدام تقنية الإسقاط الضوئي بشكل دائري؛ ليحاكي شكل الرحى، حيث تُوَلّد تقنية الذكاء الاصطناعي أشكالًا وحركاتٍ حيويةً تتراقص على السطح، وتتفاعل مع الأهازيج الشعبية وأصوات طحن الحبوب. ويرى الزائر من خلال هذا المشهد التصويري عملية إنتاج الطحين المضنية، التي تُعَدّ مصدرًا أساسيًّا للحياة، ومع دوران النساء للرحى وطحن الحبوب، واستيعاب هذه العملية بوصفها تجسيدًا للحفاظ على الحياة وربما المستقبل.

«داخل وخارج الرياض – بين الثرى والثريا» هو تركيب فني عام يتألف من صور بالأبيض والأسود للزوار، تُلْتَقَطُ في كشك تصوير مخصص. وبوصفه جزءًا من مبادرة «أكشاك الصور» لمشروع «من الداخل للخارج»، يهدف هذا العمل إلى تعزيز التبادل الثقافي والإنسانية المشتركة من خلال عرض التنوع والقصص غير المروية في عمل فني فسيفسائي ضخم.

يقع كشك التصوير في حي جاكس، حيث يستطيع الزوار التقاط صورة شخصية بالأبيض والأسود بمقاس 90 × 135 سم، والحصول على نسخة مطبوعة في غضون دقائق. ويمكن لمن لديه الرغبة في الانضمام إلى المجتمع المحلي لإيصال رسالتهم القوية أن يضعوا صورهم ضمن هذا العمل الفني الجماعي المتنامي، بعض هذه الصور ستُعرض أيضًا في مساحات مختلفة من الاحتفال، وهو ما يُضفي لمسة فنية ساحرة على مساحات المناطق العامة. يُلهم هذا العمل البصري الجمهور للتأمل في الترابط الإنساني، موضحًا قوة وجمال الهوية الجماعية.

     

«تدفق» لكوليكتيف سكيل، تركيب فني حركي مستوحى من دينامية الطبيعة وهندستها. يتكون العمل من 48 شريطًا ضوئيًّا مصفوفة على شكل دائرة؛ لتُشكل مساراتٍ ضوئيةً متموجةً تتفاوت في سرعتها وتدفقها، مُجسِّدة حيوية الطبيعة وشاعريتها. يكون التحكم في حركة الأشرطة الضوئية وَفْق الوقت الفعلي، وهو ما يضفي على جوهر العمل روحًا حيّة تتفاعل مع محيطها، حيث تؤدي التغيرات البسيطة في إيقاع سرعتها واهتزازها إلى تشكيل أنماط ساحرة وجذابة تُنَظّم قصيدة بصرية متناغمة. عند التأمل في عمل «تدفق»، سيحظى الزوار بفرصة عيش التجربة الأخّاذة وسط مشهد تفاعلي تتحول فيه الأضواء إلى موسيقا بصرية. عُرض هذا التركيب المعياري لأول مرة في مهرجان Constellations de Metz في مدينة ميتز بفرنسا عام 2021م، ومنذ ذلك الحين وهو يجوب العالم مضيئًا مسارح الموسيقا والفعاليات الفنية.

«جزء من حياة الإنسان» لعلي الرزيزا، عرض فني بتقنية الإسقاط الضوئي لإحدى لوحاته التي تجسد لحظة رمزية من التجربة الإنسانية، حيث تُعرَض الحركةُ البصرية الديناميكية التي ترسم اللوحة على واجهة مبنى في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، التي تجسد المشاعر المتنوعة في أعمال الرزيزا. وصُوِّرَت اللوحةُ الأصليةُ للفنان بدقة عالية لإنشاء تمثيل رقمي. وتُضفِي الرسومُ المتحركةُ الحياةَ على اللوحة، فتبدو عناصرها وكأنها تتنفس على الجدران. أما العناصر البصرية في اللوحة فهي تجمع بين الرمزية والتجريد؛ لتمثل الذكريات تاركةً المجال للتفسير الشخصي، وهو ما يعكس الطبيعة المتعددة والمتنوعة للحياة. يعكس عمل الرزيزا التجربة الإنسانية، داعيًا الزائر إلى إسقاط فهمه الشخصي على العمل الفني، والتأمل في كيفية تشكُّل اللحظات كجزء من نسيج الحياة الغني.

«بئر الحياة» ليان نغويما هو إسقاط خريطي لجزيئات ضوئية راقصة تصور نمو كائن مجرد يحاكي دورة الحياة، حيث يعتمد العمل الفني على خوارزميات النمو، التي تستخدم عادة لمحاكاة الشبكات الطبيعية المعقدة في علم الأحياء وعلوم أخرى، فبينما ينتقل الكائن بين الظلام والنور، محاصرًا في حلقة أبدية، يستكشف التركيب التوازن الدقيق بين الضوء والظل، وبين الحياة والموت. تُعرَض دورةُ الحياة على السطح الصخري لبئر قديم في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، حيث ينمو ويتدفق ويختفي، ثم يظهر مرة أخرى عبر الحجر في تصميم رقصات متقنة تدعو الزوار لملاحظة كيف أن جزيئات الضوء تخلق أحيانًا حيوانات ونباتات، وتتطور وفقًا للقوانين البيولوجية. هذه الرقصات المضيئة، التي تجمع بين الدقة والتعقيد وتصاحب مشهدًا صوتيًّا، يدعو الزائر إلى التأمل في شاعرية حركاته، والاحتفاء بدورة الحياة.

يتناول العمل النحتي لميلتون إستريلا قضايا الحياة اليومية عبر الهياكل المعمارية الصلبة والقاسية، التي غالبًا ما تظهر جنبًا إلى جنب مع التفاصيل العضوية الدقيقة، والتي تتآلف لتكون أشكالًا وحركات مجردة؛ إذ تصبح تلك الأشكال الهندسية، عند دمجها في البيئة الطبيعية وأصوات المدن بمنزلة موسيقا تتدفق في الفضاء الحضري لتشكيل لغة فنية فريدة. تدل هذه الأعمال على تجربة فريدة من نوعها، تجمع بين الحركات الصوتية والنحتية المتداخلة في غابة البناءات.

المنشورات ذات الصلة

التشكيلية السعودية غادة الحسن: تجربتي بمجملها نسيج واحد... والعمل الفني كائن حي وله دوره في الحياة

التشكيلية السعودية غادة الحسن:

تجربتي بمجملها نسيج واحد... والعمل الفني كائن حي وله دوره في الحياة

تصف الفنانة التشكيلية السعودية غادة الحسن، المتلقي الواعي بأنه شريك للفنان بتذوق العمل الفني وتحليله وإضافة أبعاد أخرى...

المخرج الجزائري سعيد ولد خليفة: ما يثير اهتمامي دائمًا هو المصاير الفردية للأبطال اليوميين... وفي الجزائر المقاومة كانوا يُعدون بعشرات الآلاف

المخرج الجزائري سعيد ولد خليفة:

ما يثير اهتمامي دائمًا هو المصاير الفردية للأبطال اليوميين... وفي الجزائر المقاومة كانوا يُعدون بعشرات الآلاف

يملك المخرج الجزائري سعيد ولد خليفة تصوّرًا مختلفًا للسينما، تشكّل من خلال تقاطع حياته الشخصية المصقولة على نار الغربة...

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *