كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
زياد الدريس: مركز عبدالله بن إدريس يهدف إلى تشجيع الابتكار
وجائزة ابن إدريس أكثر من كونها شعرية أو أدبية
يتطرق الدكتور زياد بن عبدالله الدريس، أمين عام مركز عبدالله بن إدريس الثقافي، في هذا الحوار، إلى دور المركز في تنشيط المشهد الثقافي في المملكة، وذلك باهتمام المركز بالأجيال الشابة، من خلال البرامج والدورات والمبادرات والورش والمسابقات عبر جائزته الثقافية، إضافة إلى برنامج التلمذة للربط بين الأجيال؛ ليستفيد جيل الشباب من جيل الأساتذة. كما تحدث الدكتور الدريس عن منهجيات التعاون بين المركز والمؤسسات الثقافية لضمان تحقيق أهداف المركز، مشيرًا إلى الاهتمام الذي حظيت به جائزة عبدالله بن إدريس الثقافية برعاية الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ودعم المثقفين للجائزة في الوطن العربي. وتحدث أيضًا عن دور الجائزة في تشجيع المثقفين وإثراء الساحة الثقافية، وشرح بالتفصيل آلية التحكيم وطريقة الترشيح والتقدم للمنافسة في الجائزة المتاحة لكل المثقفين العرب.
وقال الدكتور الدريس إننا نعيش اليوم واقعًا مختلفًا من ناحية تداخل الثقافات وسيطرة بعضها عبر وسائل الإعلام، وهو ما يجعل المحافظة على الإرث الحضاري والثقافي لأي مجتمع أمرًا ليس هينًا.
فعاليات المركز بين القائم والقادم
● مركز عبدالله بن إدريس الثقافي أحد المصادر الثقافية الداعمة للمعرفة والثقافة في المملكة من خلال تشجيعه اهتمامات الأجيال الثقافية والأدبية والفنية، وتطوير قدراتهم حرصًا على تعزيز القيم الأخلاقية والحضارية، فما البرامج التدريبية والتعليمية التي يسعى المركز إلى تحقيق أهدافه من خلالها؟ وما المنهجيات التي اتبعها للوصول إلى تطلعاته؟ وما الذي نتج عنها حتى الآن؟
■ يسعى مركز عبدالله بن إدريس إلى نشر الاهتمام بالمجالات الثقافية، من خلال الفعاليات التي يقيمها، وحَفْز النشء على الاهتمام بها عبر مسابقات يعمل على إطلاقها، واكتشاف المميزين، وتكريمهم من خلال جائزته الثقافية. إضافة إلى برامج التلمذة التي يدرس إطلاقها في المستقبل للربط بين المثقفين المخضرمين والجيل الناشئ منهم. ويتبع مركز عبدالله بن إدريس الثقافي مجموعة من المنهجيات لضمان تحقيق أهدافه، ومن أهم هذه المنهجيات:
الاعتماد على الخبراء والمختصين: حيث يستعين المركز بأساتذة جامعات وخبراء في مختلف المجالات الثقافية لتقديم والمشاركة في برامجه المختلفة. والتنوع في البرامج: من خلال حرص المركز على تقديم برامج متنوعة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع. كما يبذل جهدًا كبيرًا لتكون في برامجه لمعة ابتكار تخرجه عن المعهود والمكرر من برامج الثقافة. كما يتبع المركز منهجية التعاون مع المؤسسات الثقافية الأخرى: حيث يعمل المركز على بناء شراكات مع المؤسسات الثقافية الأخرى لتوسيع نطاق تأثيره.
وبصدق، فإني محظوظ بنخبة من الأصدقاء المميزين في مجالاتهم الذين كانوا شركاء معي في تأسيس المركز، وما زالوا أعضاء فاعلين في المجلس التأسيسي، ويقدمون يدًا طولى في صنع أو تنفيذ برامج المركز وخططه. ويتولى المهندس سامي الحصين على وجه الخصوص وضع اللمسات الابتكارية على البرامج بما عُرف به من تميزه في حقل الابتكار المعرفي.
غاية الجائزة وآلية الترشيح لها
● حظيت جائزة عبدالله بن إدريس الثقافية برعاية الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس أمناء المركز، وهو ما زادها قيمة معنوية وثقافية تدعم المشهد الشعري والثقافي، فما التطلعات التي تسعى الجائزة إلى تحقيقها؟
■ رئاسة سمو الأمير لمجلس أمناء مركز ابن إدريس، ثم تفضله برعاية الجائزة، وحضور حفلها الأول لتكريم الفائزين بها، شرف كبير للمركز وللعاملين فيه، وتعبير صادق من سموه للقيمة العلمية والمعرفية العالية للجائزة. هذا الاهتمام الذي حظيت به الجائزة من لدنه، حفظه الله، ومن المثقفين في الوطن العربي الكبير، يدفعنا إلى بذل المزيد من الجهد؛ لتكون هذه الجائزة إحدى ركائز تعزيز الهوية الثقافية للغة الضاد، وتسهم في تشجيع المثقفين على إثراء الساحة الثقافية عبر حافزات فكرية تطرحها الجائزة في كل دورة من دوراتها؛ لتتحدى بها قرائحهم الفكرية وتستحث إبداعاتهم الثقافية.
● ما الغاية الرئيسة التي تسعى الجائزة إلى تحقيقها، وما آليتها التي تتبعها عند الترشيح والتحكيم؟ وما المعايير التي تعتمد عليها في مرحلة التقييم؟
■ نعيش اليوم واقعًا مختلفًا من حيث تداخل الثقافات، وسيطرة بعضها على بعضها الآخر من خلال وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، وهو ما يجعل المحافظة على الإرث الحضاري والثقافي لأي مجتمع أمرًا ليس هينًا. ففي الوقت الذي نسعى بلا شك إلى أن نكون أكثر حداثة واندماجًا مع العالم من حولنا، نحن بحاجة إلى أن نحافظ على هويتنا الثقافية ونعزز مكانتها العالمية من خلال مبادرة تدعو إلى تقديم موروثنا الثقافي بصور متجددة وأكثر إبداعية، ومن ثم فإن الجائزة تضع نفسها في مقدمة المبادرات التي تسعى إلى تشجيع المثقفين العرب للتطوير والإبداع في منتجاتهم الثقافية، والاحتفاء بهذه المنتجات، وإبرازها للمجتمع بما يخلق حراكًا واسع التأثير.
أما عن آلية الترشيح والتقدم للمنافسة والتحكيم، فقد وضعت اللجان العلمية في الجائزة، برئاسة أمين عام الجائزة الأكاديمي المرموق والخبير الدولي في اكتشاف المواهب الأستاذ الدكتور عبدالله الجغيمان، منهجية متدرجة لتنظيم وإحكام عمليات التقويم والاختيار، ثم تقسيمها على مراحل متعددة. المرحلة الأولى الإعلان عن موضوعات الجائزة في دورتها المحددة، ثم فتح باب الترشح والتقديم من خلال الموقع الإلكتروني للجائزة. المرحلة التالية تعنى بعمليات الفرز الأولي، حيث تُستبعَد الأعمال التي لا تنطبق عليها اشتراطات الجائزة لموضوع الدورة التنافسية المحددة. في المرحلة الثالثة، وسُمِّيَتْ مرحلة التصفية بناءً على مصفوفة معايير التحكيم الأولي من خلال لجنة مكونة من مجموعة من الخبراء في مجال موضوع الجائزة في الدورة المحددة، حيث تجري تصفية الأعمال المقدمة وفق مسارات الجائزة.
أما المرحلة الرابعة فتُعنَى بالتحكيم التفصيلي المتدرج، حيث تجري عملية التحكيم على ثلاثة مستويات متدرجة؛ المستوى الأول: استخلاص أعلى عشرة أعمال تقييمًا وفق معايير الجائزة في كل مسار من مسارات الجائزة. المستوى الثاني: التحكيم الفردي التفصيلي من جانب الخبراء للأعمال الثلاثين التي وصلت إلى هذا المستوى، وترتيب المتسابقين بناءً على الدرجات التي حصلوا عليها وفق المعايير. المستوى الثالث: احتساب متوسط الدرجات لكل عمل على حِدَةٍ بناءً على تقييم المحكمين، ثم دعوة لجنة التحكيم لقضاء يوم كامل في التحكيم الجماعي للأعمال التي استطاعت الوصول لهذه المرحلة مرة أخرى، وإجراء مناقشات علمية حية حول كل عمل على حدة، واتخاذ قرار جماعي حول الفائزين، وترتيبهم في كل مسار.
● بالنظر إلى الفائزين السبعة في الدورة الأولى بالجائزة، إلى أي مدى يمكن للجائزة أن تتوسع في دعمها للشعراء بحيث يشمل الدول العربية كافة؟ وما السبل التي تتخذها لتشجيع الشعراء العرب على المشاركة في المسابقة؟
■ جائزة الشيخ عبدالله بن إدريس الثقافية ليست جائزة شعرية أو حتى أدبية، بل هي ثقافية بمعنى أنها تعبر عن مجموعة النظم الاجتماعية والمظاهر الفنية والفكرية التي تتميز بها الثقافة العربية، وتعكس بوضوح أفكار ومعتقدات وأساليب حياة مجتمعاتها. التقدم للجائزة مفتوح لجميع المثقفين العرب، وقد شهدت الجائزة مشاركات من جميع الدول العربية في عامها الأول بلغت 560 مشاركة تمثل معظم الدول العربية، كما أن الفائزين يمثلون دولًا عربية متنوعة، وهذا التنوع لم يكن في الأساس مستهدفًا، وإنما تحقق تلقائيًّا بناءً على نتائج التحكيم والتقويم الذي نتبع فيه منهجية إخفاء الأسماء المتقدمة وجنسياتهم عن لجان التحكيم في جميع المراحل، وتحكيم العمل من دون معرفة صاحبه.
مبادرات وبرامج مثمرة
● من منطلق تعزيز المبادرات والبرامج وتحقيقًا للفائدة المتبادلة بين المؤسسات الثقافية العامة والخاصة التي تسهم في إثراء جهود المثقفين وتعزز دور الثقافة والأدب والفنون. أي مشروعات الشراكة ثقافيًّا وأدبيًّا يكون قابلًا للتنفيذ، ويمكن أن تتجاوب معه المؤسسات والمراكز ذات العلاقة محليًّا وإقليميًّا؟
■ ترحب الجهات عادة بالمشاركة في الأنشطة والفعاليات مثل الندوات والمؤتمرات، كما ترحب بالمشاركة في مجالات النشر والترجمة وهذا ما لمسناه من خلال مبادرة (ترجمة مليار كلمة) التي أعلن عنها المركز العام الماضي، حيث رحبت جهات عدة من داخل المملكة وخارجها بالمشاركة، وجرى توقيع اتفاقيات معها خلال حفل توزيع جائزة عبدالله بن إدريس الثقافية. كما يمكن إقامة مسابقات ثقافية وأدبية مشتركة: تنظيم مسابقات على المستويين المحلي والإقليمي، وتقديم جوائز مالية وعينية للفائزين. وتطوير المحتوى الرقمي: إنتاج محتوى رقمي جديد بالتعاون بين المؤسسات، مثل المقابلات مع المثقفين، والبودكاست الثقافي. كما يمكن تنظيم الفعاليات الثقافية المشتركة، ودعم النشر عبر إصدار سلاسل مشتركة من الكتب والمنشورات التي تتناول مختلف الموضوعات الثقافية والأدبية. نسعى في المركز إلى تبادل الخبرات والمعرفة وتنظيم زيارات متبادلة بين ممثلي المؤسسات الشريكة؛ ليتعرف بعضهم إلى تجارب بعضهم الآخر.
كما نسعى مستقبلًا لتطوير برامج تعليمية للمدارس والجامعات، تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي لدى الطلاب. وتنظيم أنشطة تفاعلية للأطفال والشباب، كمسابقات الكتابة، والأمسيات الثقافية. وختامًا لا نغفل الجانب التقني والحث على تطوير تطبيقات للهواتف الذكية تعرض المحتوى الثقافي بطريقة جذابة، وتسمح بالتفاعل مع الجمهور.
● ما الدور الذي يقدمه مركز عبدالله بن إدريس لدعم البحوث والدراسات الثقافية؟ وأي المشروعات البحثية يوليها المركز أهمية دون غيرها؟
■ لا توجد لدى المركز حاليًّا مبادرات مباشرة في هذا المجال، وإنما يساهم فيها من خلال مبادرة (ترجمة مليار كلمة) التي تركز على ترجمة الكتب والبحوث والدراسات والمقالات المتخصصة.
● مع ما يواجهه من تحديات عالمية، ما الأدوار والمسؤوليات التي تولاها مركز عبدالله بن إدريس سعيًا منه إلى ترسيخ الهوية الوطنية ثقافيًّا؟
■ يسعى المركز بمبادراته المختلفة والمتنوعة لتعزيز الهوية الوطنية. مؤمنًا بأهمية بناء جيل واعٍ بتاريخه، من خلال غرس حب الوطن في نفوس الأجيال الشابة وتعزيز الانتماء الوطني والمشاركة في الاحتفال باليوم الوطني ويوم التأسيس، بمبادرات ومحتوى ثقافي وأدبي إبداعي، ويجتهد في الحفاظ على التراث الثقافي من خلال إبراز وتكريم المميزين من المثقفين السعوديين، مثل أمسية الرواد الراحلين التي أقامها المركز حيث تلا الأبناء قصائد آبائهم الشعراء الراحلين في احتفالية جميلة في مقر هيئة الصحفيين. وهذا من شأنه تعزيز انتماء الأجيال بالوطن الذي يحتفي بآبائهم وأجدادهم. كما يسعى المركز من خلال فعالياته إلى نشر ثقافة الحوار والتسامح لبناء مجتمع متماسك ومتسامح. كما يهتم المركز باللغة العربية وجعلها اللغة الأولى في الخطاب والتعامل محليًّا وإحدى اللغات العالمية ذات الأولوية. وختامًا فقد أطلق المركز مؤخرًا مبادرته في تعزيز القيم التي يأتي على رأسها قيم الانتماء والمواطنة.
برامج المركز ومصادر تمويله
● ما البرامج التي يعرضها المركز سعيًا منه إلى الإسهام في بناء اقتصاد معرفي وطني يكون مستديمًا؟
■ يهدف المركز في برامجه، إلى تشجيع الابتكار والمعرفة وتطوير المهارات الثقافية؛ لبناء اقتصاد معرفي قوي ومستديم، ومنها:
الندوات والمحاضرات والنقاشات المثرية حول الثقافة واقتصاد المعرفة. وكذلك إقامة ورش عمل في الكتابة الإبداعية؛ لتشجيع الإبداع الأدبي والفني. وعمل شراكات مع مراكز ثقافية عالمية؛ لتنظيم فعاليات مشتركة وتبادل الخبرات والخبراء. واستضافة خبراء وطنيين ودوليين؛ لإلقاء محاضرات وورش عمل عبر (صالون عبدالله بن إدريس الثقافي) العتيق/ المتجدد.
● حول تمويل المركز من أين سيكون؟ هل هناك وقف أو وديعة مالية ينفق من عائداتها على المركز وأنشطته، أم إن المركز سيتحول إلى مقدم للخدمات الثقافية بمقابل مالي، من خلاله يمكن للمركز تمويل نشاطاته؟
■ حظي المركز من فور انطلاقته بهبات مالية من بعض أصدقاء الوالد عبدالله بن إدريس -رحمه الله- وما زلنا نأمل في المزيد من الدعم، خصوصًا بعد أن تم تأسيس (وقف عبدالله بن إدريس) الذي ستتحول إليه الهبات المتحققة والهبات الموعودة، ويتم وضعها في محفظة استثمارية يصرف ريعها على نشاطات المركز، بينما تجري المحافظة على الأصول الوقفية إلى ما شاء الله.
● هل يوجد مركز ثقافي سعودي أو عربي يحاول مركز ابن إدريس اقتفاء أثره، أو الإفادة من منجزاته؟
■ لأننا رفعنا سقف طموحاتنا فقد جعلنا مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية هو المركز الذي نسعى لاقتفاء أثره، ونطمح للوصول إلى ما وصل إليه من مكانة عربية ودولية. وآمل أن ننجح في تحقيق طموحنا بعون الله.
● متى سيُشيد المقر الخاص بمركز الشيخ ابن إدريس الثقافي، وما الخطط التنفيذية التي جرى اتخاذها لتحقق ذلك المشروع؟
■ تشييد مقر للمركز يتطلب ميزانية تأسيسية، ثم ميزانية تشغيلية كافية له، والتأكد من إمكانية توفير هاتين الميزانيتين يتطلب بعض الوقت، ولعله يتيسر قريبًا بإذن الله. وحتى ذلك الحين فنحن نعمل وننفذ فعالياتنا عبر المقر الافتراضي للمركز الآن.
المنشورات ذات الصلة
المؤرّخ اللبناني مسعود ضاهر: مشروع الشرق الأوسط الجديد يحلّ محل نظيره سايكس بيكو القديم
الدكتور مسعود ضاهر أحد أبرز المؤرّخين العرب في لبنان والعالم العربي اليوم. هو صاحب مدرسة في الكتابة التاريخية تتميز...
بمناسبة صدور كتاب «رياض الشعراء في قصور الحمراء» خوسيه ميغيل بويرتا: نحن أمام مسؤولية إبراز التعايش مع الإرث الأندلسي بمفاهيم عصرية
بمناسبة صدور كتابه باللغة العربية «رياض الشعراء في قصور الحمراء» بالاشتراك مع الدكتور عبدالعزيز بن ناصر المانع،...
عبدالحكيم أجهر: الفلسفة ليست خطابًا دخيلًا على الفكر الإسلامي والبغدادي قدم تصورًا فلسفيًّا جديدًا للعالم
الدكتور عبدالحكيم أجهر كاتب وباحث سوري، حاز درجة الماجستير عن إمام الحرمين الجويني، من معهد الدراسات الإسلامية بـجامعة...
0 تعليق