وخُذ خزعة من هواء نقِي
لتنسى كآبة عُمركَ
في مدن
عسكرتها الضباع.
وهاجِر إلى البر
والبحر في الأهل
والدفء.
والأرخبيل السماوي.
واسكن جمال الأسى،
ليس يُوجد في الحلم إلاك،
حدِّق إلى غيمةٍ في المساء
تهاطل من كرمها فستق
الشعر في سلة الجاذبية،
حدِّق إلى فمها يا غروبُ.
وخذ نَفسًا من عصافير
من زفرة الطفل في الحي،
والطير في الجو
من زهرة امرأةٍ
في طبيعتها الساحلية،
لا مِن جبال يشيخ بها الطفل
قبل الأوان
ولا من دخان
سجائر مُطفأة
في مسامات
ما خلفتهُ الحُرُوبُ.
خذ بلادًا من الريح
واترك لها فسحة
لاحتضان البنفسج
كي تستريح،
كما تشتهي
علها في الطريق
إلى عشب ظلّ هُنالكَ
تبصر سُكّرَها
في شِفاهٍ: يذُوبُ.
خذ الريح من نفسها،
الشمس من شمسها،
واللياليَ من أمسها
في غدِ البحر،
سِر في خيالِ خُطى
لا تسير عليها طريقٌ
ويختال ظلٌّ
من الشوكِ في ظلها
حين تخسر أشجارها.
بُح لماء النوارس بالسِّر
في الفجر
و -إن شئتَ- كُن موجةً
كلما استودعتك
الشواطئ مِرآتها
يا حبيبُ.
وإن سألوكَ
إلى أين؟!
-قُل: إن وجهتي البحر
والأكسجين
دعوني فقلبي جهات بلادي
وقبلتي الحب
لا الحرب
لِي (رئتان):
شمالٌ
جنوبٌ.
0 تعليق