كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
طيف امرأة الجبل*… جبل «هِتّاش الخلا»
الجبل من بعيد علامة ثابتة يتلاعب بها السراب في النهار، وأنا على سفحه علامة متحركة، وندخل نحن الاثنان في لعبة السراب في نفس اللحظة دون إحساس بالفرق من جهتي. وإن كان هناك من يراقبنا من بعيد، فإني غالبًا لا أظهر في اللعبة إلا عبر المقراب. أختفي عن العين المجردة بسبب بعد المسافة وبسبب طريقتي في التخفي لكني أظهر في الرؤية عبر الآلة مع مزيد من التركيز والبحث. ليس من الصعب أن أُرى في النهار عبر المقراب إذا تخليت عن شيء من الحذر والتحرز. وفي الإجمال، لا يفرق نهم الآلة بيني وبين الجبل، فأية نقطة حولي إنما هي مكاني التالي أو كانت مكاني قبل قليل، لكنها في كل الأحوال نقطة ثابتة في الجبل دائمًا.
إنني في كل الأحوال، في مكان ما من الجبل، أمشي على السفح، أو أستكن في غار، أو أقعي بحذر لأنني لمحت شيئًا رابني، أو أنبطح مثل أفعى على الحجارة لأحصل على شيء، أو لأختفي من شيء. نحن على منوال ما يحدث في كل مرة، تلمسنا الهبوب ويمسنا الضوء، غير أننا في حال المقراب ننحشر في ثقبين آليين يسلطان علينا من بعيد. من هناك تبدأ اللعبة، أما نحن فلا نبالي كثيرًا بالمتعة القائمة في تلك الناحية. إن شئت الدقة، لا أكترث لمتعة من يختبئ هناك، إلا بقدر ما يمس سلامتي الشخصية. وبهذا الخصوص، هل هناك متعة فيما يقوم به هو، أم إن الأمر مجرد تربص مميت على نحو ما تفعل الأفعى قبيل الانقضاض. إنه في نقطة بعيدة، لا يمكننا، أنا والجبل، الوصول إليها معًا؛ وذلك بسبب عجزنا عن التصرف بالمثل، لسنا عيونًا ولسنا آلات، ولا يحسن أن ينفصل أحدنا عن الآخر، وليست لدينا خطة محكمة لمراقبة أحد، بينما هو في نقطة مناسبة تسمح له بمراقبتنا بصبر وبطء مقصودين.
وبما أنني أنا المقصودة في اللعبة أكثر من الجبل، فإنه يراقب ما إن كانت هناك حركة مني أو ردة فعل تثيره على نحو خاص. يراقب تدرجات اللون فيما تكسر من النهار على الصخور والحجارة والأشجار، وذلك ليس لفرجة عابرة، وإنما لتزداد المتعة عنده إذا ضمني إلى التضاريس. أفهم ذلك، فهو تارة تستفزه تفاصيلي إذا نظر إليّ كرجل، يشتهيني ويحلم بأشياء، وتارة أخرى يكتفي بمراقبتي ليطمئن إلى أنني هناك وحسب.
أما تفاصيلي، فإذا كنت أعني جسدي، فإنني في الأوقات العادية التي أراها آمنة أمشي على سجيتي في السير المتمهل، في التخفف من لوازم المشي المجربة عادة في السهول، لا أتوقى من العيون، ولا ألم جسدي في صمت امرأة رأت رجلًا على الطريق فارتبكت. إنني أمشي على رأي الجبل، وهو أن الصخور لا تَرى. ليست ملساء تمامًا لتشف، وليست فيها نتوءات تسمح بالقول بأنها وجِدت لمراقبة الخارج، ميزة أنها صماء تحميها من القلق على أي شأن آخر، وهذا يحميني أيضًا، وهي قطعًا لا تتطفل على جسدي لأنها دومًا ملمومة على نفسها كما تفعل القنافذ الوجلة. وسواء جلست على صخرة أم مررت بها فإن شأنها سينصرف عني بعيدًا، إنني بالنسبة إليها كقطرات المطر التي تنزلق من على سطحها دون أن تتمسك بها، أو كالريح التي مهما كشطت منها على مر السنين فإنها لا تنفعل ولا تشكو النقص.
ورأي الجبل يقول: إنني محرزة بمنعة خاصة، فالصاعد إليّ يجب عليه أن يلهث، ينقصه فقط أن تتردد أنفاسه بشدة في صعوده لأعرف، فإن فعل فإن لهاثه يشي به مهما تخفى عني. وعندئذٍ أتوارى من الطلب. لا أهرب إلى الوجه الآخر من الجبل، ولا أتعلق بقلته كما تفعل الوعول في طلب النجاة، وإنما أتماهى مع تضاريسه فلا يراني إلا الفهامة الحاذق في اكتشاف الفوارق الدقيقة بين الأشكال الأصلية والمتماهية معها.
ورأي الجبل يقول: إن الصخور لا تؤلف ظاهر الجبل ليثقل على الأرض، وإنما تؤلفه ليطمئن، فالجبل الضخم دون صخور ضخمة ليس إلا كتلة صلعاء من الطبيعة تبعث على الخوف وينعدم فيها التناغم مع البيئة، بل لن يجد من يثق به حد أن يختبئ فيه أو يجعله مأوى. والصخور أيضًا تحمل الجبل لتصنع الطريق فيه، تسهله وتوعِّرُه، تطيله وتقصره، وذلك ما يجعل اللهاث للصاعد أول واشٍ به. ورأي الجبل يقول: إن أشجار الجبل ليست فضولية أبدًا وذلك لأنها منهمكة باستمرار في لملمة كسورها ومواساة نفسها. صحيح أنها تطل من كل جوانب الجبل على الأراضي المنخفضة، ويمكنها أن تكون رقباء صامتين على ما يقع تحتها، لكنها بالرغم من ذلك تبقى حدود اهتمامها في أنها شيء مكتفٍ بذاته. الصخرة كائن زاهد، والشجرة كائن مواسٍ. الصخور تنسى عظمتها بالرغم من أنها تشد الجبل من قاعدته إلى قمته. والشجرة تعالج ما تشقق من لحائها؛ لأن فيه سر كتمانها أمام الخارج، ولأن منه صون نسيج بقائها في الداخل.
ورأي الجبل يقول: إن الجرف الصخري إذ يعترض طريق الصاعدين نحوي ليس أهلًا لأن يكون جرفًا ما لم تطبعني تجاويفه بما يموج فيها من أخيلة وأوهام. إنني جزء من الوهم تارة، وجزء من الحقيقة تارة أخرى. شيء من الوجود وشيء من العدم. أُرى في الحركة وأُرى في السكون. لدي صبر قط جبلي في انتظار صيده، ولدي تململ جرذ جائع. لي في كل حال ما يناسبه.
ويقول رأي الجبل: إن أرنب السفح إذ تلتصق بجحرها خشية أن تصاد، فإنما لتريني حكمة الكمون من أجل غاية نفيسة. فروها الطفيف المغبر يهديني إلى أخذ كفايتي من الأشياء لأحيا على قدر ما يلزمني فقط، والبرثن المتوتر يهديني إلى فن المراوغة وتضليل المتعقب. وعند الإحساس بالخطر، لن تكون الأذنان الملتصقتان بالظهر، سوى طريق نجاة. أما الأنف فصياد ماهر لروائح المتعقبين. لا أقول: إنني أجيد مهنة التخفي كما تجيدها الأرانب، وإنما أقول: إنني أرنب على طريقتي. أرنب بحسب حجمي، وبقدر الأخطار التي تحدق بي، إنني أرنب أيضًا في تلمس النهايات الآمنة لمساراتي وأحوالي. ليس لدي ضغيب الأرنب لتألفني الأصوات المشابهة، أو لأندمج تمامًا في مخلوقات الفرو، ولكني أمتلك صوتًا دقيقًا يناسب طريقتي في تحذير نفسي.
وماذا عن حرباء الجبل أم حبين؟ ماذا آخذ منها زيادة في التخفي؟ إنها حرباء ملول، تقفز طوال النهار من صخرة إلى أخرى برأس مرفوعة جهة السماء، وحين تجد مطلبها يهدأ في جسمها فزع الحرابي، ويقر ذيلها الطويل على حال واحدة حتى تنتهي. وبالرغم من أنها تنفر مني في النهار إلا أنها في الليل تسمعني فحيحها في مكان ما، فأسكن تمامًا وأتعلم منها القرب الملائم لحرباء تناجي حرباء من منطقتها. ما لم أستطع استعارته منها هو القدرة على تبديل الألوان مثلها لكني استعضت عن ذلك بالقدرة على التنقل بخفة من موقع إلى آخر، وتعلمت منها كيف أصمت ورأسي مرفوعة جهة السماء.
لذلك، فإن المراقب عبر الآلة يجدني تارة على هيئة شجرة، وتارة على هيئة صخرة، وتارة ثالثة ألتصق بفجوة في الجبل كما تفعل الأرنب، وأحيانًا أسقط في صدع مثل حرباء، وأنا في كل أحوالي أعلم أنه هناك يراقبني من مكمنه. لكنه يخشى الاقتراب لأنني سأسمع لهاثه، ويرفض الابتعاد لأنه إذا ابتعد عن موقعه بردت في عينيه شهوة القناص. أو شهوة القسَم. إنه فقط يتحين الفرصة لأختار شكلي المناسب للموت، لأشير إليه أن يهمز إصبع البندقية باتجاه المرأة التي اختارت أن تكون شجرة. كلا، بل إرم الصخرة المدورة هناك منذ دقائق، إنها أنا، وإني بكامل استعدادي لأنفلق شطرين من طلقة واحدة. وإن تأخرت أو ترددت فانتظر قليلًا وسيمكنك إطلاق النار على رأس حرباء كبيرة تعمدت أن تبرز رأسها عاليًا لتكون في متناول الرصاصة. تلك الحرباء الهادئة تمامًا، هي أنا، ولا بد أنني تعلمت الكثير من الحرباء لأختار نهايتي برأس مرفوعة.
عن السراب والمقراب، إننا، أنا والجبل، طوع الرؤيتين في كلا الحالين، رؤية المقراب ورؤية السراب، لكنا في المقراب ينوس منا من بعيد ما ينوس من الطبيعة، ذهب، نحاس، حجر، شجرة، غير أنني أصغر بكثير من الجبل؛ لذلك لا مانع أن أبدو في بعض الحالات مثل خشبة ناتئة توشك أن تهوي من على السفح، أو قرن غزال ملقى على جرف منذ عشرات السنين. إنني ذلك الشيء الذي تبحث عنه العين الطبيعية من مسافة بعيدة، وعندما يعجزها العثور عليه، فإنني بالنسبة إليها فراغ، أو بقعة معتمة في نتوء جبلي فائض عن الرؤية.
الإنسان في جبل هو ذلك الشيء المتواضع للغاية الذي تهيمن على بروزه أشياء أضخم منه بكثير، فهو مقارنة مع الجبل ليس إلا كِسرة متحركة تتموج فيها أخاديع الضوء على وجه يوحي بفنائها وعدمها. غير أن الفارق بين الرائي من بعيد والرائي من قريب يتأكد في التجربة المباشرة من داخل الشي، من اختراق الشيء والوصول إلى عمقه، وبالتالي إلغاء كتمانه الظاهر للمراقب من الخارج. فالبدوي في قربه من الأشياء حوله، إنما هو بطريقة ما مخترِقٌ للصورة البرانية لها. ليس وحسب بسبب إقامته في الصحراء، وإنما لأنه أيضًا عاش أحوالها، وخبر على وجه التحديد طقوس الكتمان التي لا تظهر لأي عابرٍ في العلن.
ذلك هو القناص الكامن لي في تلك النقطة البعيدة، الممسك ببندقية مؤهلة للقتل دون أن يغادر موقعه. هل يرتاح؟ هل ينام أو يأكل؟ هل يذهب لقضاء الحاجة أو يغفو؟ بغض النظر عن كل ذلك، أظن أنه يواصل ليله بنهاره لغاية واحدة هي قتلي. إنني أعلم ذلك تمامًا، وأعلم عن القوم الذين كانوا بدوًا ثم سكنوا القرى، أعلم أنه قبل أن أهرب أقسم لأبيه في اجتماعهما الخاص أنه سيدفن الفضيحة بأنف البندقية، سيطلق علي الرصاص في مكان خفي، أو يطعنني بخنجر في القلب، وسيدعي أمام القوم أنني مت عطشًا في المراعي البعيدة. سيدفنني في مربض شاة عجفاء؛ لأنني في عينه لا أستحق قبرًا يليق بإنسان. سيقتل المرأة التي حملت عضوين تناسليين منذ ولادتها، ولا تستطيع أن تختار أي الجنسين أقرب إليها. تصدقتْ عليها الأم بعدم الإفشاء بسرها حتى كبرت، ولما اضطرت الأم إلى إخبار الأب ثم الإخوة بسبب كثرة الخاطبين، لم تستطع بعد ذلك الإتيان بحل لتهدئة الثائرين على الحقيقة الجديدة. عجزتْ عن جعل ابنتها ابنتها لتكون عروسًا. أو على الصفة الأخرى، لم تستطع جعل ابنها ابنها لتلطم أنوف القائلين بأنها لا تلد إلا إناثًا. أي مصيبة حلت باسم المنطقة الوسطى بين الرجل والمرأة؟! قالوا لها: أنتِ ولدتِ هذا المخلوق على هذه الصفة المربكة فماذا نقول للناس عنه؟ ايتينا بحل. بل ماذا نقول لهم عنك أنت؟ وتتابعت الأسئلة، وكبرت المصيبة. وأخيرًا خرجوا يجأرون بمخرج واحد. أن تكون الابنة في حجم كارثة بهذا القدر، فإن الحل الملائم هو أن توضع في حجر أمها، ثم تنسب للشياطين وليس للإنس. ستكون الأم ممسوسة بهم، معاشرة لهم في السر. إنها ابنة حرام جاءت من نطفة شيطان. ولإخفاء المسخ الشيطاني يجب قتله.
اخترت الهرب لأنقذ أمي من الفضيحة التي قرروها رغمًا عني وعنها. هربتُ في الليل إلى أحد الأودية ثم اتجهت مباشرة إلى جبل «هِتّاش الخلا» حافية القدمين باكية العينين. دعست على رؤوس الأفاعي وتخطيت أنياب الذئاب لأصل إلى الجبل. هذا هو الأمر. وأعلم أن الرجل المكلف بقتلي يكمن لي هناك منتظرًا اللحظة المناسبة. إن شئت أن أصوغ كلامي بدقة، سأقول: إنني لا أدري هل يرابط بالفعل في مكانه طوال هذه المدة أم إنه يعاود المجيء إليه بين وقت وآخر دون أن أتنبه له في بعض الأوقات. إنه يقيم في خرم جبلي ليس بالقريب مني غير أنه قريب في تقدير البندقية للمسافات القاتلة. سمعت من الرماة من يقول: إن المسافة حتى أربع مئة متر تعتبر الإصابة قاتلة، المسافة أبعد من أربع مئة متر إصابة خطرة لكنها غير قاتلة. ومنهم من يؤكد أن المسافة حتى ثماني مئة متر تدخل في الإصابة القاتلة. بالرغم من ذلك، فإنني أشعر به حولي، يأتيني إحساس ما يقول: إنه بالقرب مني في صورة من الصور، لكنه لن يستطيع قتلي إلا عندما أقرر أنا ذلك. هذه هي لعبتي معه، فالأيام القليلة التي مرت في المراقبة من جهته والتخفي من جهتي منحتني قدرًا كبيرًا من الطمأنينة بأن الأمور ستجري هكذا. نستطيع أن نقول بأنها لعبة مقابل لعبة. لكن الثمن مكلف.
دخلت الجبل حافية القدمين، لكني تعلمت بسرعة من الحيوانات والأشجار والصخور والحشرات والطيور كيف أكون محصنة على طريقتها، تلك الحصانة الهشة التي قد تتعرض لثقوب مدمرة في أي وقت. تنصلت بمشقة كبيرة من كوني إنسانًا سهل المنال. كلما تعلمت حيلة جديدة في التواري أو في محاكاة الأشياء تهذبت بطريقة أفضل على صورة جسدية غير مألوفة أو مرئية.
إنني أقيم في الجبل منذ عام واحد، أشرب من «رِسٍّ» لا ينضب ماؤه، يعرفه المسافرون العابرون وعشاق القنص، وهو حفرة متوسطة الحجم تتجمع فيها مياه الأمطار، وهذا المورد وجد هكذا منذ القدم ولا أحد يعرف كيف وجد، غير أن هناك ما يُحفر بالأيدي مع بعض الأدوات البسيطة حتى الوصول إلى عروق الماء بين الصخور. لكني أشرب أحيانًا من المطر إذا استقر في النقرات، أو من مساربه إذا جرت في المنحدرات. بعد مجيئي بفترة، اتخذت من الحجارة سكاكين ونسجت أردية لي من النباتات ولحاء الشجر، إما للتمويه أو لأنني في حاجة إلى كساء. يعرفني صيادو الوعول والأوبار بالغولة، ويتحاشون الاقتراب مني، لكنهم لإثبات حسن النية يرمون لي بلحم من صيدهم، ويلقون إلي بملابس وأردية دون أن أقترب. يفعلون ذلك على طريقة تقديم النذور لسيد المكان التي كانت شائعة بقصد حصول البركة ونيل الأمان. لكن أحدهم، وكان جريئًا، حاول استثارة اشتهائي للرجال بتعريه الكامل أمامي..
*من رواية لم تنشر بعنوان «غَبْنة».
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق