لا أظلم الريح، إن الريحَ كادحةٌ
لا أظلمُ البحرَ، في أحشائِه وجعٌ
لا أظلمُ الليلَ، أعراسُ النجوم به
لا أشتمُ الأفُقَ القاصي، فبهجتُه
لا أظلم القفر، بات الصمت يكنُفُه
أصبحتُ أنضُدُ غفراني لمن عبروا
وانزحت للملأ الأحلى، أساومهم
وصرتُ أردع صوتي كلما انتفشتْ
(طوق الحمامة) في جيدي، وملءُ فمي
مهاجرٌ نحو نفسي، علّ يثربَها
|
|
تسعى، ولو فتَرَتْ لم تبلغِ الأمدا
طاغٍ تناثر في شطآنِه زبَدا
غفّارةُ الهمّ، تسقي ناظريَّ مدى
في أن يظلَّ عن العينين مبتعدا
فحيثما التفتتْ عيناه لا أحدا
وأنسجُ اللغةَ الفُضلى لمن بعُدا
على الرحيل إلى… كي نغزو الأبدا
أشواكه، وأساقي الصائحين صدى
لقد (أتاك الربيع الطلق) مطّردا
تُدني إلى الروح من أنصارها مَددا
|
0 تعليق