كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
سيرة الأظافر
أظافرك التي قصصتها بالأمس
لم تعد تجمعها في منديل
وتدفنها في التراب..
كان جدك يلكز الأرض بعصاه لتواصل أنت الحفر،
يشجعك على دفن الأظافر
يعلمك ثقافة التشييع
ودفن كل الأدلة.
الفرشاة تحكُّ ظهرك بأظافرها المسنونة
وأنت تتذكر كل الأمثال التي تمجِّد الظفر!!
ظفرك في أنفك
في أذنك،
يستطيع الظفر أن يفعل أكثر من هذا
لو تم توجيهه جيدًا..
أعرف ظفرًا بإمكانه إضاءة النخاع الشوكي
بينما هو يعدُّ الفقرات.
تتذكر أظافر جدتك،
لم تكن تستخدمها سوى لــ«قَصْع» القمل
الذي يملأ رأسك
ويتمشَّى على ياقة ثوبك،
وأنت تظن أظافر جدتك الـمُحنَّاة احمرت من دم القمل.
أظافر أمك القصيرة كانت تتلون كل يوم..
تقف على سجادة الصلاة فتختفي كل ألوانها..
كانت تسميه «سِبَاغْ»،
وزوجتك أخبرتك أن اسمه «مناكير».
أظافر زوجتك تتلوَّن كحرباء،
تضع أظافرَ لاصقةً
تعتني بها كما يعتني القناص ببندقيته،
ترصِّعها بالخرز اللامع
ترسم عليها علم اليمن
تكتب أول حرف من اسمها
ترسم عيونًا صغيرة لمواجهة الحسد.
قلَّامة الأظافر كانت وقفًا لكل شجرة العائلة،
لا أحد يعرف معنى «خصوصيات»
لأنهم يؤمنون أن «الظفر لا يطلع من اللحم»
وأنت تقضم أظافرك مثل أرنب مستعجل.
أظافر السجين هي قلمه الوحيد
لكتابة ذكرياته.
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق