كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
في أوصاف المهد وحالاته
«نص مشترك» مع المعلّم الشيخ إبراهيم بن ناصيف اليازجي *
رجفةُ المهدِ على الوليد؛
كالشجرة إذا مسّتها الرِّيحُ،
ومعها الأَرض.
خوفُ المهدِ على الوليد؛
واستطيَرَ فؤادُكَ من الذعر وفرائصُك.
تذكّرُ المهدِ للوليد؛
وشغلْتَ شعابَ قلبك.
غفلةُ المهدِ عن الوليد؛
رحلتُكَ في السهوِ
لا تكتملُ إلا بفُجاءةٍ وأخرى.
ممازحةُ المهدِ للوليد؛
يا حلوَ الشمائل
وإن لك لمزحًا يضحكُ المحزون.
حَمْلُ المهدِ للوليد؛
ثمرُ الشجرة،
وما يُحْمَل كحملِ العِنَبِ بين يدين.
ركضُ المهدِ بالوليد؛
وأنتما تجريان في عِنان.
سَرَحانُ المهدِ في الوليد؛
وجسسْته بعينك،
وآنسَكَ إيناسًا.
تَوَهانُ المهدِ في الوليد؛
فِكرُك في بريةٍ، مولهًا،
غلبَكَ حزنٌ وتِهتَ في شِعاب.
لَعِبُ المهدِ مع الوليد؛
ويكون بك الـمَوْجُ شهرًا.
غفوةُ المهد عن الوليد؛
يا نَوْمانُ أناديك،
وإنك لتغطُّ في منامك.
معانقةُ المهدِ للوليد؛
التزمْتَه وأدنيتَ عُنُقَك من عُنُقِه،
وقيلَ في مودّة.
كفكفةُ المهدِ دمع الوليد؛
قمتَ بمسحِهِ وكفِّهِ
مرةً بعد أخرى.
مناغاةُ المهدِ للوليد؛
كلامٌ ما لِحُسنه نهاية
وكأن لفظَك ممرُّ الصبا على العذبات.
مساررةُ المهدِ للوليد؛
وجعلتَ سرَّكَ في خزائنه
نجيّكَ الذي استكتمته الخبر.
تعبُ المهدِ من الوليد؛
لا يذوقُ للدّعة طعمًا
ولايتأففُ من الكلال.
شوقُ المهدِ إلى الوليد؛
يستوقده، لا يمسحُ أعشارَ قلبه بيدِ السلو
ولا أصبحَ نزوعُهُ إليه نزوعًا عنه.
شفقةُ المهدِ على الوليد؛
وأدركَتْك عليه رقةٌ
وآواهُ ظلُّ رحمتك.
كَمَدُ المهدِ على الوليد؛
كاسفُ البال متغيرُ اللون.
نظرةُ المهدِ إلى الوليد؛
من مُحبٍّ ذي عَلَق.
أخذُ المهدِ للوليد؛
تناولْتُه لاعبًا جادًّا وهزلًا.
حَضْنُ المهدِ للوليد؛
وهو البشارةُ، والعلم.
حنانُ المهدِ على الوليد؛
بالتثنيةِ كان،
حنانًا بعد حنان.
حَدَبُ المهدِ على الوليد؛
وكنتَ طائرًا تخفضُ له الجناح.
هدهدةُ المهدِ للوليد؛
وتُحرِّكه في مُهْدَته باللين
وبالترقق.
ميلُ المهدِ إلى الوليد؛
وأرى لك مَيْلةً إليه
بالودِّ موصولة.
تشبّبُ المهدِ بالوليد؛
وتقولُ فيه عذبَ الكلام.
* هو المعلّم الشيخ إبراهيم بن ناصيف اليازجي (١٨٤٧ – ١٩٠٦م)، من آباء اللغة العربية المعاصرة وأسباب نهضتها، وصاحب معجم «نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد» الذي يأتي هذا النص بإلهامٍ منه.
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق