كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
إثراء المعرفة: متعة المحتوى وروعة العرض
(إثراء المعرفة) برنامج له أبعاده الثقافية، والعلمية، والإبداعية، والترفيهية، موجّه بصيغة عصرية إلى جميع أفراد الأسرة، وهو إسهام كبير من شركة أرامكو السعودية في تعزيز جهود التحوّل إلى مجتمع المعرفة.
وهذا البرنامج الثرّ بمحتواه، وبمستوى إخراجه الفني، جزء من برامج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي تقوم الشركة بإنشائه في الظهران.
وإذا كان الجواب يبين من عنوانه كما يُشاع، فإن زائر المعرض الذي أقيم بالرياض يتأكّد من ذلك قبل أن ينزل من السيارة؛ إذ تلفت انتباهه واجهة المعرض التي وظّفت التقنيات الحديثة في تحويلها إلى قطعة فنية راقية، تأتلف فيها الحركة مع الضوء ووسائل البهر الأخرى، وهي تبثّ رسائل لها مغزاها وتأثيرها في وجدان المتلقي، كما تنبئ بأن الزيارة تستحقّ، وتمنح الزائر طاقةً واستعداداً للتمتّع بالدهشة.
سياحة روحية
معرض (أسماء الله الحسنى) يقدّم صوراً معبّرة عن قدرة الله سبحانه وتعالى، ويوظّف في ذلك تقنيات مرئية ومسموعة حديثة، إلى جانب اللوحات والمجسمات الفنية، والأفلام الوثائقية، كما يسخّر المؤثرات السمعية، والتقنيات الصوتية والضوئية، ومختلف وسائل العرض الباهرة، ليتعرّف الزائر إلى أسماء الله الحسنى ودلالاتها بأسلوب جذاب وشائق، وليتعزّز في داخله الإيمان بقدرته سبحانه وتعالى.
وتبلغ إحدى اللوحات التي تبرز قدرة الله تعالى وعظمته نحو 340 متراً مربعاً، ويشمل العرض تقديم أربعة أفلام وثائقية تخاطب الوجدان بأسلوب فني راقٍ، توظّف فيه الإمكانات التقنية العالية، التي تحاول أن ترتقي لتبرز شيئاً بسيطاً من عظمة الله وآياته في الكون.
ويضمّ المعرض تسع قاعات رئيسة، تشمل: قاعتي الاستقبال وكبار الزوار، اللتين تقدمان تعريفاً موجزاً بالمعرض، كما تحويان عرضاً عن (المجموعة الشمسية)؛ للتعريف بها مقارنةً بحجم الأرض للدلالة على عظمة الخالق سبحانه. وتقدم (قاعة المحبة والحياء) تعريفاً بأسماء الله الحسنى من خلال شرح دلالة الأسماء من القرآن والسنة، والتعريف بمعانيها، مع التركيز في الآثار الإيمانية لمعرفة هذا الاسم في الإنسان.
وفي (قاعة العرض البانورامي) عرض متحفي حديث عبر شاشة عملاقة عرضها 15 متراً تعمل بتقنية HD، يوضّح للزائر حقيقة حجم الإنسان مقابل حجم الأرض والشمس وسائر الكون الفسيح.
وتحتوي (قاعة الخوف والخشية) على صور ولقطات ولوحات ورسوم توضيحية تكشف أسباب الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى، بينما تحمل (قاعة التعظيم والإجلال) الزائر على التفكير العميق في عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى باستعراض لوحات لظواهر كونية لها. وفي (قاعة الوداع) يطّلع الزائر على مجموعة من الوصايا المتعلقة بأسماء الله الحسنى.
وحرصاً على معرفة آراء الزوار، والوقوف على انطباعاتهم، تتوافر شاشة تفاعلية تلتقط صورة الزائر، ويستطيع أن يعبّر عن مرئياته ووجهة نظره، مع توضيح بياناته الشخصية.
يقدّم المعرض معلوماته باللغتين العربية والإنجليزية، ويوجد مجموعة من الشباب المؤهّل الذي يقدم شرحاً وافياً لمكوّنات المعرض للزوار، مع الإجابة عن أسئلتهم.
الطاقة همّ العصر
يبدو جناح المركز السعودي لكفاءة الطاقة قريباً من الزوار؛ لأنه يقدّم المعلومات عبر بيئة حياتية حقيقية، وبأسلوب يمكن وصفه بالسهل الممتنع، وانعكس ذلك على الإقبال الكبير عليه؛ إذ اصطفّت الطوابير الطويلة أمام الجناح.
يضم جناح كفاءة الطاقة بيئةً تحاكي المنزل، أياً كان مستواه؛ فهناك منزل زجاجي يشتمل على غرف وأجهزة منزلية، تقدّم من خلالها معلومات قيمة لوسائل توفير الطاقة.
ومن الأسرار التي أفصح عنها الجناح لزوّاره أن اختيار جهاز التكييف الحاصل على نجوم عليا يعني أنه أكثر كفاءةً، وأقلّ في استهلاك الطاقة.
وقدّم المتطوعون لزوّار الجناح نصائح قيمة، منها الحرص على استخدام قِدْر الضغط في حالة الرغبة في تسريع عملية الطهي؛ لأنه يوفّر الطاقة، كما نصحوا باستخدام قليل من الماء في حال استخدام مكنة القهوة وغلاية الشاي لتوفير الطاقة، إلى جانب الاهتمام بغسل فلتر التكييف مرتين شهرياً، مع ضبط درجة حرارة التكييف على 24 درجة مئوية، خصوصاً أن التكييف يستهلك أكثر من 65% من فاتورة الكهرباء. ومن النصائح أنه يجب ألا يُكتفى بإطفاء جهاز التلفاز مع إبقاء الموصل الكهربائي في المقبس (الفيش)؛ لأن استهلاك الكهرباء في هذه الحالة يستمر بسبب وضعية (الاستعداد).
ويهتم الجناح بالتعريف بالطاقة البترولية من خلال إحصاءات ومقارنات في الإنتاج والاستهلاك على المستوى المحلي والعالمي، وعلى المستوى الفردي والمجتمعي. ومن المعلومات اللافتة للنظر أن الفرد في المملكة يستهلك نحو 40 برميل بترول سنوياً، وهو ما يمثّل ضعف استهلاك الفرد الأمريكي.
ويضم الجناح قسماً مخصّصاً للأطفال من أجل تقديم معلومات في هذا المجال تتناسب مع مستوى فهمهم وإدراكهم، وهم يتفاعلون في هذا القسم بإنتاج طاقة خفيفة من طريق دراجات تساهم في تشغيل آلة فقاعة الصابون والضوء.
وينبع أهمية هذا الجناح من أزمة الطاقة التي يواجهها العالم، واهتمام الدول بتلمّس السبل لترشيد استخدامها من أجل الحفاظ على ديمومتها من غير أن تمثّل عبئاً على أفراد المجتمع.
عوالم من الإبداع والبهر
جناح (ألف اختراع واختراع) يتّسم بالحيوية والتنوّع في أسلوب العرض؛ فمن إحساس بأنك في إحدى دور السينما وأنت تشاهد عرضاً لما يشتمل عليه الجناح، إلى الانتقال إلى ما يشبه سوق عكاظ؛ إذ ينادي المنادي (يا قوم)، وهو ما يستدعي الانتباه والالتفاف حوله لمعرفة (ما الخطب)، ثم مشاهدة عرض حيّ يتقمّص فيه أحد الممثّلين البارعين دور عالم من علماء المسلمين في عصر عنفوان الحضارة الإسلامية، وهو يقدم معلومات قيمة وبسيطة عن العصر الذي عاش فيه العالم، وكيفية وصوله إلى اختراعه، وأثر هذا الاختراع في مسيرة الحضارة الإنسانية.
وتقدّم شاشات متناثرة في أرجاء الجناح معلومات ثرّة عن علماء كثيرين أغنوا حياة الإنسان في كلّ مكان بما قدموه من أعمال جليلة تطوّرت وبلغت في هذا العصر شأواً عظيماً، وتقدم هذه المعلومات باللغتين العربية والإنجليزية، ويستطيع الزائر أن يضع سماعةً على أذنه ليسمع المعلومات وهي تتدفق سلسةً من خلال أداء معبّر لأحد الممثلين باللباس التاريخي.
ويقف الأطفال من خلال عروض تفاعلية على أساس بعض الاختراعات، ويجيب عن أسئلتهم مختصون لهم قدرة واضحة على إيصال المعلومة بأسلوب شائق وجذاب.
رخص قيادة للأطفال
تستخدم هذه القرية أسلوباً توعوياً يجمع بين الترفيه والتعليم؛ فالطفل يستقلّ عربةً، ويطوف بها في أرجاء القرية، التي تحاكي الشارع الطبيعي حيث إشارات المرور، والمنحنيات، وهي تتطلب أنواعاً من الاستجابة من الطفل بما يعكس مدى وعيه المروري، وفي الوقت نفسه يقف على بعض التعليمات التي عليه اتباعها بالتفاعل الحيّ.
وعندما يجتاز الطفل الاختبار بنجاح يحصل على رخصة قيادة تدلّ على استيعابه المعلومات، وقدرته على تطبيقها.
وينتشر في القرية المتطوّعون الذين يمنحون الأطفال الثقة بمداعبتهم، وتوجيههم بلطف، وإرشادهم إلى ما يجب أن يفعلوه في المواقف المختلفة، مع تقديم شرح نظريّ يبيّن لهم أهمية احترام قواعد المرور، والتزام مبادئ السلامة.
للمبدعين استوديو خاصّ
يقدّم الاستوديو رعايةً كبيرةً للمبدعين الشباب عن طريق دورة قصيرة تقدَّم بالتعاون مع youtube في إنتاج الأفلام القصيرة وإخراجها بأسلوب الإعلام الجديد.وتقدم الأفلام محتوًى ثراً حول موضوعات اجتماعية باستخدام الكاميرات الشخصية والأجهزة المحمولة. وتشمل الدورة أساسيات تجميع المحتوى، واستخدام الكاميرا، والإضاءة، والصوت، والمونتاج. ويتيح الاستوديو للمشاركين إنتاج أعمالهم، ورفعها على موقع youtube؛ للمشاركة في مسابقة استوديو البارعين، الذي رُصدت له جوائز قيمة.
المنشورات ذات الصلة
معرض الرياض الدولي للكتاب يختتم فعالياته كتب جديدة وندوات وحوارات وورش جذبت جمهورًا واسعًا
قد لا تتوافر أرقام دقيقة حول الأعداد الكبيرة التي ترددت على معرض الرياض الدولي للكتاب، ولا ما أنفقته هذه الأعداد من...
«زرقاء اليمامة» أوبرا تراجيدية… تنتصر للمرأة وتنفتح على المستقبل
لحظة بدت شديدة الطموح إلى مخاطبة العالم عبر أوبرا سعودية، تأخذ بأهم ما في الأوبرا العالمية من سمات جمالية ومواصفات...
“لقاء مارس 02: تواشجات” دعوة إلى إعادة تصور مستقبل أكثر شمولًا وإنصافًا
فيما يشبه الالتزام الأخلاقي والجمالي، تبنى لقاء مارس السنوي، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، في دورته الجديدة التي...
0 تعليق