كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
موازين القوى هل تدحض سطوة التاريخ؟
أما زال حل الدولتين قائمًا، ولدى العرب أوراق ضغط يمكن أن تغير في موازين القوى،أم أن سياسة الأمر الواقع هي التي ستحدد المصير؟ هنا، باحثون وكتاب وشعراء يقاربون هذه التساؤلات من زوايا مختلفة.
خالد زيادة: نزاعات لا حل لها
بعد حرب حزيران ١٩٦٧م صدر قرار مجلس الأمن رقم ٢٤٢ الذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية المحتلة التي احتلت في النزاع الأخير. والنص الإنجليزي للقرار يستخدم كلمة أراضي، وينص القرار أيضًا على إنهاء حالة الحرب. هذا القرار يتجاوز قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ١٩٤ بتاريخ ١١/١٢/١٩٤٨م الذي ينص على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم. ويقول القرار في مادته الأولى: تعرب الجمعية العامة عن تقديرها للجهود الحميدة التي بذلها وسيط الأمم المتحدة في سبيل تعزيز تسوية سلمية مستقبلية في فلسطين، تلك التسوية التي ضحى من أجلها بحياته. ومن المعلوم أن العصابات الصهيونية بقيادة مناحيم بيغِن وإسحاق شامير هي التي اغتالته لأنها لم تقبل بشروط التسوية التي اقترحها. في تلك المدة بين ١٩٤٨ و١٩٦٧م كان الفلسطينيون والعرب عامة يتحدثون عن (الحق) العربي في فلسطين في حين تتحدث القرارات الأممية عن (التسوية)، إننا إزاء معضلة فكرية وقانونية ناجمة عن ثقافتين أو عقلانيتين، ثقافة تنطلق من مبدأ الحق الذي لا يموت بالتقادم، وفكرة تنطلق من الوقائع التجريبية. فالتسوية تنطلق من الأمر الواقع وتسعى إلى إيجاد تفاهمات وتنازلات من أجل الوصول إلى حل. كان العقل العربي يرفض مبدأ التسوية ويطالب بالحق في فلسطين عربية، وكانت السياسة الإسرائيلية تنكر الحق العربي وترفض التسويات التي تقترحها الجهة الدولية، في عام ٢٠٠٢م وفي القمة العربية المنعقدة في بيروت اقترح ولي عهد المملكة العربية السعودية (آنذاك) الأمير عبدالله (الملك لاحقًا) مبادرة تتضمن القبول بمبدأ التسوية، تقوم المبادرة على مبادلة الأرض بالسلام. ومنذ ذلك الوقت تثبت إسرائيل أنها لن تقبل بهذه المبادرة ولا سواها، الأمر يتعلق بموازين القوى، وطالما أن إسرائيل تحظى بدعم الولايات المتحدة الأميركية وخصوصًا الإدارة الراهنة، وإزاء الضعف والتشتت العربيين المتماديين، فإن شيئًا لن يجبر إسرائيل على قبول أي تسوية، حتى لو تُوُصِّل إلى تسوية تهدف إلى إقامة السلام، فإن العقل الإسرائيلي لن يقبل إلا بالهيمنة والسيطرة، ومن الجهة العربية فإن المتمسكين بالحق العربي في فلسطين، سيعتبرون أن أي تسوية هي شأن مؤقت. هناك نزاعات لا حل لها، وأولها على الإطلاق النزاع العربي الإسرائيلي.
كاتب لبناني.
فريدة النقاش: دولة واحدة.. مشروع للنضال
طبعًا الصورة القائمة الآن في الوطن العربي وكل البلدان العربية صورة لا تبشر بالخير، هناك ضعف شديد وخلل فادح في توازن القوى مع إسرائيل التي تعتمد اعتمادًا كليًّا على الولايات المتحدة الأميركية، وضعف الجانب العربي، وليس فقط الأسلحة والمال الأميركيين، هي البلد الوحيد في المنطقة الذي ليس به تهديدات مباشرة، باستثناء المقاومة الضعيفة من الفلسطينيين، وهي البلد الوحيد المحمي ضد أي انفجارات أو أعمال إرهابية، الإسلاميون يتوعدون إسرائيل دائمًا في خطاباتهم، لكنهم لا يفعلون شيئًا لها، وهي معتمدة على الحليف الأميركي والضعف العربي. أتصور أن هذا الصراع من الممكن أن يحل في المستقبل حين ينجح العرب في تعديل ميزان القوى، وحل الدولتين أصبح بعيدًا وغير ممكن، فالمستوطنات التهمت الأراضي في الجزء الذي يخص الفلسطينيين، 22% من الأرض الفلسطينية، ومن ثم فالمطروح الآن هو فكرة دولة ثنائية القومية يتعايش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون على أساس المواطنة وليس الديانة، حتى هذا عمل نضالي أيضًا، بحيث أن تكافح من أجله بتعبئة أوسع رأي عام عالمي، على أن يحقق هذا هدف الدولة الواحدة التي تضم كل سكانها، وأن تحل قضايا اللاجئين وعودتهم إلى ديارهم. إسرائيل وضعت شروطًا متعسفة تمنع عودتهم، إذا حققنا تعديلًا في ميزان القوى تتعدل شروط المياه، فإسرائيل تنزح مياه الفلسطينيين لتنشئ حمامات سباحة، في حين يعاني الفلسطينيون العطش، لن تكون هناك مشكلات حدود، لأنها دولة موحدة. أما قضية القدس، فلا بد أن تتراجع أميركا عن القرار الأخير الذي اتخذه ترمب، وتصبح القدس عاصمة للدولة كلها، الفلسطينيين والإسرائيليين والمسيحيين، هذا تصور نضالي أي أنه تصور موضوع للصراع.
هناك خطوات لا بد أن تتخذها إسرائيل نفسها، أولًا لا بد أن نطرح هذا الحل وننشئ علاقات معها، وهذا جوهر الورقة العربية عام 2002م التي قالت بالانسحاب الكامل في مقابل التطبيع الكامل، لكن لا بد من شروط وعلى رأسها تفنيد القوانين الإسرائيلية التي تجعل الفلسطينيين حتى الذين من عرب 48 مواطنين من الدرجة الثانية، حتى يهود الفلاشا الإثيوبيين الذين أتت بهم خوفًا من التغير الديموغرافي لصالح الفلسطينيين، فهي تمارس ضدهم كل أشكال العنصرية وهم يشكون في يهوديتهم لأنهم سود.
كاتبة مصرية.
منذر مصري: ضد التطبيع
أنا مع الوقوف ضد سياسة إسرائيل. أو قل ضد كل سياسات إسرائيل البارحة واليوم وغدًا. هذا ليس فقط واجبنا كعرب، وكإخوة للشعب الفلسطيني، بل أيضًا كبشر، كجنس بشري، كإنسانية. إسرائيل، وكأنه هناك داعٍ للتذكير، قامت على العسف والظلم وظلت عليه وزادت فيه. تتمسك بيهوديتها وتشترط على الآخرين الاعتراف بها كدولة دينية. بالنسبة لي لا مشكلة من التعامل مع الإسرائيليين حضاريًّا وثقافيًّا وإنسانيًّا ولكن بصيغة المواجهة لا الانصياع. لولا الوجود الإسرائيلي ولولا سياسات إسرائيل الاستعمارية بكل معنى الكلمة، وعملها الدائم على دفعنا نحن العرب للمزيد من التدهور والتفتت، لما وصلنا لحالتنا اليوم. عشرات الفرص التاريخية التي كانت إسرائيل تستطيع فيها أن تقبل بمعاهدة السلام مع الفلسطينيين، وإقامة حل شبه عادل، فهم لا يطلبون أكثر. وأن تقف مع تطلعات العرب لحياة أفضل ولمستقبل أفضل. وكانت هي الجدار الذي يمنع ذلك. فيصير السؤال: هل من الممكن بأية حال التصور، مجرد التصور، أن تغير إسرائيل سياساتها، وربما الأفضل أن أقول نواياها.. حيالنا نحن العرب؟ وقد أثبتت طوال هذه السنين أنها تعتبر سلامتها في تفتت العرب وتخلفهم وصراعهم مع بعضهم ومع جيرانهم، ودمارهم. لا.. أنا ضد التطبيع مع إسرائيل وضد الاستعانة بها لمواجهة إيران أو سواها. كما لا أرى أنه علينا الآن أن نختار. إما إسرائيل وإما إيران. ما أراه هو أن على الأنظمة العربية أن تعمل لصالح شعوبها كأولوية مطلقة، وأن تعمل بالأساليب الديمقراطية في الحكم. وتطور عمل مؤسسات الدولة، التشريعية والتنفيذية.. مع إعطاء حرية التعبير. كل ذلك تحت سقف القانون الذي هو فوق الجميع.
شاعر سوري.
شريف يونس: لا أنتظر تسوية
لا أنتظر تسوية حقيقية للصراع العربي الإسرائيلي في هذه الآونة، فلو وضعنا أنفسنا مكان إسرائيل، فعلينا أن نتساءل عما يمكن أن يقدمه الفلسطينيون من تنازل في هذه المرحلة، فالثابت تاريخيًّا أن الإسرائيليين كانوا يتنازلون منذ 48 وما قبلها، في حين كان الفلسطينيون هم الذين يرفضون، حتى تسوية كامب ديفيد، لكن الموقف تغير بعد خروج مصر من الصراع بشكله المباشر، وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، أصبح الفلسطينيون هم الذين يتنازلون، في حين الإسرائيليون يتشددون، ويتهربون من الوصول إلى تسوية حقيقية، وكان آخر تسوية معروفة هي أوسلو في سبتمبر 1993م، وبعدها لا شيء؛ لأن موازين القوى ليست في الصالح الفلسطيني، وليس هناك ما يجبر الإسرائيليين على الجلوس والتنازل أو الوصول إلى تسوية حقيقية.
ومن المستحيل أن يحدث ما تردد في بعض دوائر الإعلام حول توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء؛ لأن مصر دولة ذات سيادة وحدود معترف بها، ولكي تصل إلى هذا الأمر فلا بد من الإنهاء على الجيش المصري، وهذا غير وارد، حتى إذا حدث فإن المطلوب الآن بعد الفوضى الخلاقة التي نشرها السيد أوباما أن تتم تهدئة المنطقة، ولو كان هناك رغبة حقيقية لتوطين الفسلطينيين كما يشاع فما الذي يمنع من توطينهم في الأردن، وهي ليست قوة عسكرية ضخمة، لكن الأردن مملكة معترف بحدودها ولا أحد يرغب الآن في تفجير الصراع أو إعطاء إسرائيل أكثر مما ينبغي، لكن ذلك أيضًا لا يعني أن أحدًا سيعطي العرب أو الفلطسينيين ما لم ينهضوا من أجله، فتسويات الصراعات تقوم على توازن القوى وليس المجاملة والاستجداء.
كاتب مصري.
جمال جلاصي: احتمالات عدة
الحكومات العربية عودتنا على الانقسام الثنائي بين ما يسمى بجبهة الممانعة وجبهة المهادنة، وأن هذا الانقسام هو دليل أساسي على غياب أيّ موقف مبدئي من هذا الصراع الحيوي في المنطقة، وعلى ارتباط هذه المواقف بالمصالح «الوطنية» الضيقة، بعيدًا من ارتباطها بمصلحة القضية الفلسطينية والفلسطينيين بالداخل والخارج، وهناك عدد من الاحتمالات المتوقعة في الصراع العربي الإسرئيلي وهي:
استمرار موازين القوى في المنطقة على حالها، واستمرار الصراع على حاله مع إدارته بأنماط مباشرة في ظل حال الخلل الهيكلي الراهن مع تحقيق الحد الأدنى من التفاهم عبر صيغ للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، أو نجاح دول المواجهة في الخروج من الأزمات الداخلية المتصاعدة، وبناء مرحلي وجزئي للمؤسسات واستقرار الأوضاع السياسية، وتحقيق الحد الأدنى من المتطلبات الاقتصادية بما ينجح معه مسار التحول وعودة التوافق العربي، على الأقل، على مستوى المواجهة مع إسرائيل، مع التنسيق في التعامل مع التهديدات الإقليمية الأخرى. وثالث الاحتمالات، هو أن التعامل مع إسرائيل ليس ضرورة إنما هو قضية مرحلية، ولا تأتي على الأولويات الراهنة، إذ لا تبرر المتطلبات الملحّة للتعامل مع الصراع في ظل حالة الخلل الإستراتيجي والأمني الراهنة، وأن إسرائيل لن تبادر بالمواجهة ولن تتبنى المواجهة على أساس أن أمن إسرائيل يتحقق من دون مواجهات. ومن الصعب القول بفكرة التقارب الثقافي مع إسرائيل ضدّ ذلك بشكل قطعي، فالتقارب بمعنى التبادل الثقافي والمشاركة في ملتقيات ومهرجانات هو تطبيع وإعطاء فرصة للقاتل أن يبرّر أفعاله، وأن يحرّض على مزيد من القتل. أمّا قراءة الأدب العبريّ ومشاهدة السينما العبرية فهذه مسألة أخرى مختلفة تمامًا وهو أمر ضروريّ وليس ممكنًا فقط.
شاعر ومترجم تونسي.
محمد فريد أبو سعدة: انتفاء حل الدولتين
أعتقد أن حل الدولتين سقط، فما قيمة دولة لا تستطيع التنفس، دولة تآكلت بالمستوطنات الإسرائيلية ولم يبق لها سوى 13% من أرض فلسطين التاريخية، دولة مشطورة بصحراء إسرائيلية، ولا تقاوم هذا الاعتداء إلا بمناشدات المنظمات الدولية، والضمير العالمي في عصر لم تعد فيه الأمم المتحدة سوى ديكور من بقايا الحرب العالمية الثانية ولم تفلح الجهود المتباعدة في إعادة هيكلتها بإدخال أعضاء جدد في مجلس الأمن ـ لعمل توازن معقول أمام الخمسة الكبار المنتصرين في الحرب الثانية – لهم أيضًا حق الفيتو، لم يعد أمام العرب سوى حل من اثنين؛ إما الحرب الشاملة لاستخلاص الحق الفلسطيني وهذا مستبعد لأسباب كثيرة ومعروفة بالقطع، وإما العودة إلى حل الدولة الواحدة، دولة ديمقراطية علمانية ذات قوميتين، المواطنون فيها متساوون في الحقوق والواجبات. وإعمالًا للولولة العربية – غير المجدية – ستروج بالطبع ورقة التطبيع الثقافي للحفاظ على القدس.
شاعر مصري.
عدنان فرزات: نوعان من التطبيع
في العقد الأخير من الزمن، لم يعد مصطلح «الصراع» مرتبطًا بالصراع العربي الإسرائيلي، فمن المفارقات المؤسفة أن مصطلح الصراع أصبح يأخذ تفكيرنا إلى الصراع العربي الداخلي في بلد واحد، وإلى الصراع الطائفي والمذهبي. القصد من هذه المقدمة أن صراعاتنا أنستنا الصراع الأكبر والأهم، حتى إن المفهوم الجديد للصراع تكرس في وسائل الإعلام، وفي داخل فلسطين نفسها، يكاد مصطلح «الصراع الفلسطيني الإسرائيلي» يتلاشى ويحل مكانه مصطلح «الصراع الفلسطيني- الفلسطيني» بين المنظمات والفصائل الفلسطينية أنفسها.
ولو نظرت إلى المحيط الإقليمي لإسرائيل ستجد أنها جغرافية مشتعلة ومنشغلة بشؤونها الداخلية، سواء عبر حروب داخلية أو ملاحقة خلايا إرهابية تهدد الأمن والاستقرار، وهذا ناجم عن استثمار لئيم للربيع العربي من بعض المجتمع الدولي الذي أراد لهذه البلاد أن تدفع ثمن أحلامها. وبالتالي فمستقبل التسوية لصالح إسرائيل التي تنعم باستقرار أكبر من أي دولة محيطة بها، فعلى الرغم من حدوث أخطر قرار في تاريخ فلسطين والعرب من الولايات المتحدة الأميركية باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإن الانتفاضة الفلسطينية لم تكن بحجم هذا الحدث، ولم يبرز منها سوى الطفلة عهد التميمي التي صفعت جنديًّا إسرائيليًّا ليس إلا، أما الفصائل فاكتفت بتصريحات فقط، وربما سبب ذلك يعود إلى أن الشعب الفلسطيني شعر بالخذلان من بعد انتفاضة الحجارة التي جرى استثمارها لصالح زعامات سياسية. وهذا كله يرجح الكفة الإسرائيلية في أية تسوية محتملة.
من ناحية، هناك نوعان من التطبيع الثقافي مع إسرائيل، النوع الأول هو الصريح مثل الذي أقدم عليه بعض المثقفين في التسعينيات بزيارة صريحة وواضحة لإسرائيل وترويجهم علانية للتطبيع من خلال مقالات أو أعمال أدبية أو فنية، والنوع الثاني من التطبيع هو الأفضل لإسرائيل، ويتمثل إما في الصامتين أو في الذين يدسون عبارات التطبيع على استحياء في كتاباتهم، وهذا النوع لا يكلف إسرائيل حتى تذكرة سفر للمثقف، وهذا النوع من التطبيع هو الصمت أو التجاهل أو التلميح بشكل من أشكال السلام غير العادل. وهؤلاء المثقفون طبّعوا وانتهوا من دون أن يضطروا لزيارة إسرائيل. وقد أصبحنا نسمع في الآونة الأخيرة عبارات مثل: «الفلسطينيون هم الذين باعوا أرضهم فلماذا نقف معهم؟»، أو عبارات: «فلسطين كلها لم تكن موجودة أصلًا كدولة قبل عام 1948م، حتى اضطر بعض المتعاطفين مع فلسطين لنشر صور مناهيل مياه عليها كتابات تشير إلى فلسطين قبل هذا التاريخ أو مراسلات وطوابع إنجليزية. هذان النوعان يقولان: إن آلية التطبيع الثقافي بدأت فعلًا لكن بقي فقط أن يتهشم الحاجز الزجاجي الأخير أمام الجرأة من المثقفين بالإعلان عن هذا التطبيع الثقافي، وبالتاكيد ليس كل المثقفين، فهناك شريحة لا تزال تقف ضد هذا التطبيع وضد أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل.
كاتب سوري.
أحمد بهاء الدين شعبان: مركزية القضية
أتصور أنه لا بد من إعادة التأكيد على اعتبار القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية بما يوجبه من التزامات تجاهها، وبما يستتبعه من مقاومة الاعتداء عليها، ولا بد أن يأخذ مؤتمر القمة المقبل كل ما يدين الاعتداء على الفلسطينيين، ونقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس. ولا بد من رفض كل أشكال التطبيع، وربط أي تقدم في العلاقات العربية مع إسرائيل بالإيفاء بحقوق الشعب الفلسطيني والوعود التي قطعت بشأنها، كما يجب توسيع الاتصال بالدول التي اتخذت مواقفَ إيجابية ورفضت نقل أميركا سفارتها إلى القدس، والعمل على تقوية هذه المواقف. اعتبر أبو مازن أن أميركا وسيط غير نزيه، والدعوة لوساطة دولية جديدة، وفي رأيي أنه لن نستطيع إزاحة أميركا من الوساطة، لكن وجود وسطاء آخرين سيضمن أن تكون الوساطة أكثر موضوعية، وأتصور أن حل الدولتين يتداعى، لكن سيظل حتى الآن حلًّا قائمًا، فنحن ليس لدينا بدائل، فحل الدولة الواحدة له شروط غير متحققة، لكن على مستوى الشعب العربي لا بد من تنشيط المقاطعة، وحصار جماعات التطبيع وكشفها والتوعية بأهداف المشروع الصهيوني، وأنه لا توجد دولة بمنأى عن أهدافه. فيما يخص الطرف الفلسطيني فلا بد من إتمام المصالحة وإكمال النضال، فطالما استمر الانقسام سيكون الطرف الفلسطيني هو الأضعف، ولا بد من التوافق على الموقف الذي أعلنه أبو مازن بتجميد التنسيق الأمني مع إسرائيل، والقائم على حصار كل عناصر المقاومة، واستمرار التمسك بالأرض والتمسك بالثوابت الفلسطينية والاهتمام بتربية الأجيال الجديدة على التمسك بالحق الفلسطيني.
كاتب مصري.
المنشورات ذات الصلة
صناعة النخب في الوطن العربي
صورة النخب وجدل الأدوار محمد شوقي الزين - باحث جزائري مثل المنطوق الأوربي (elite)، تنطوي مفردة «النخبة» في اللسان...
الإبل في الثقافات: شراكة في الحضارة قفْ بالمطايا، وشمِّرْ من أزمَّتها باللهِ بالوجدِ بالتبريحِ يا حادي
آفاق السنام الواحد عهود منصور حجازي - ناقدة سينمائية منذ فجر التاريخ، كان إدراك الإنسان لتقاسمه الأرض مع كائنات أخرى،...
تجليات الفن في العمارة… رحلة بصرية عبر الزمن
العمارة والفنون البصرية علاقة تكافلية مدهشة علاء حليفي - كاتب ومعماري مغربي منذ فجر الحضارة حتى يومنا الحالي، لطالما...
0 تعليق