هل من أفق للحل في أطول صراع يشهده التاريخ الحديث؟
الفيصل | مارس 1, 2018 | الملف
وقفت العام الماضي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في قصر لانكسترهاوس بلندن قائلة: «هناك مناشدات بضرورة اعتذارنا عن وعد بلفور، لكن بكل تأكيد أقول: لا، فنحن فخورون بدورنا الذي لعبناه لتأسيس دولة إسرائيل، فرسالة بلفور كان لها الفضل في بناء دولة غير عادية، رسالة فتحت بابًا ساعد في بناء وطن يهودي»، هكذا احتفلت تيريزا ماي بمرور مئة عام على وعد بلفور، غير مصغية لأصداء أصوات الضحايا والمشردين من الفلسطينيين في مختلف بلدان العالم وهم يطالبونها بالاعتذار عن هذا الوعد وما نتج منه من حروب ومذابح وتهجير وإبادة.
كان وعد بلفور عبارة عن رسالة مكونة من 67 كلمة أرسلها في الثاني من نوفمبر عام 1917م وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور إلى اللورد اليهودي ليونيل وولتر دي روتشيلد معلنًا فيها تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين… لتبدأ الترتيبات، ليس لميلاد دولة غير عادية في الشرق الأوسط، ولكن لواحد من أطول الصراعات التي عرفها التاريخ الحديث. وفي الوقت الذي أكدت فيه تيريزا ماي فخرها بإنجازها وعد بلفور، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يكن أقل انحيازًا منها للجانب الإسرائيلي، وسعى لتحقيق ما يمكنه أن يفخر به أيضًا أمام اليهود؛ إذ قرر نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، ليدفع بالصراع العربي الإسرائيلي إلى تحول نوعي جديد أكثر إظلًاما وإضعافًا للجانب العربي. يتجدد هذا للصراع باستمرار مع كل خيبة يُمنَى بها العرب جراء تعلقهم بصناع القرار في الغرب. اللافت أن إسرائيل ذاهبة في الإجرام والتوسع الاستيطاني، ولا تقدم أي تنازل من أجل أي تسوية، وفي المقابل يمكن رؤية العرب وهم يتنازلون شيئًا فشيئًا حتى لم يبق هنالك شيء يمكن لهم أن يتنازلوا عنه من أجل إقناع إسرائيل بتسوية ما، إلى أن باتت الدول العربية، من اليأس في الحلّ وتحت ضغط الواقعية السياسية، تتعامل كما يرى باحثون عرب، مع هذا الصراع من زاوية مصالحها.
«الفيصل» في هذا الملف، الذي يشارك فيه نخبة من الباحثين والكتاب العرب، تطرح الأسئلة الآتية: كيف يرى المثقفون العرب والكتاب الفلسطينيون هذا الصراع؟ هل يوجد إمكان لتسوية عادلة؟ أيمكن الإذعان للواقعية السياسية ولموازين القوى أم الرفض والاستمرار في المقاومة؟ وتحت الضغط الأميركي والدول الداعمة لإسرائيل هل لا مفر للدول العربية من التطبيع سواء في شكل علني وواضح أم مقنع؟
موضوعات الملف
0 تعليق