كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
صامتة كعتبات حجريّة منهكة
تضرب الريح صدري
الشاعر التشيلي: بابلو نيرودا 1903- 1973م
بين الظلّ والفضاء، بين اللُّجم والعذارى،
عطيةُ قلبٍ وحيدٍ وأحلامٌ قاتلة، متهور شاحب، مغضّن الجبهة
وفي الحِداد أرملٌ غاضبٌ كلّ أيام حياتي،
آه، مع كلّ جرعة ماء لا مرئي أشربها نعسان
ومع كلّ صوت آخذه، أرتعش،
أُحسُّ ذات العطش المفقود وذات الحمى الباردة،
أُذنٌ تولدُ، قلق خفيّ،
كأن لصوصًا على وصول، أو أشباحًا،
داخل محارة طويلة عميقة مجوّفة،
كنادل ذليل، كجرس بحّ قليلًا،
كمرآة قديمة، كرائحة بيت مهجور
يرجع إليه الضيوف ليلًا مخمورين،
ثمّة روائح ملابس ملقاة على الأرض،
وأزهار غائبة
-أو ربما أقلّ كآبة-
الحقيقة، فجأة، تضرب الريح صدري،
الليالي الكالحة تغمر غرفة نومي،
جلبة نهار يحترق لقربان يبحث عن العرّاف بداخلي، كآبة حاضرة
قرع أشياء تنادي بلا ردّ
حركة لا تهدأ، واسمٌ عَكر.
الشعر
الشاعر اليوناني: أناستاسيس فيستونايتس: 1952م.
القصيدة لا تشبه أوراقًا
كنستها الريح في الشوارع.
ليست بحرًا ساكنًا،
قاربًا مربوطًا.
ليست سماءً زرقاء
وطقسًا صافيًا.
القصيدة شوكةٌ
في قلب العالم.
سكينٌ لامعٌ
مغروسٌ مباشرةً في المدن.
القصيدة كَرْبٌ،
قطعة معدن لامعة،
جليدٌ، جرحٌ غامقٌ.
القصيدة صلبةٌ،
ماسٌ متعدّد الأسطح.
متينٌ – رخامٌ منحوت.
سيّالٌ – نهر آسيوي.
القصيدة ليست صوتًا،
عبور طائرٍ.
إنها طلقةٌ
في الأفق والتاريخ.
القصيدة ليست وردة تذبل.
أنها ألمٌ محنّط.
فن الشعر
الشاعر الأميركي: أرشيبالد ماكليش 1917- 1982م
على القصيدة أن تكون محسوسة وصمّاء
كفاكهةٍ مكوّرة،
بكماء
كالأنواط القديمة لإصبع الإبهام،
صامتة كعتبات حجريّة منهكة
لنافذة نمت عليها الأشنات.
على القصيدة أن تكون بلا كلمات
كتحليق الطيور
٭
على القصيدة أن تكون ساكنة في وقتها
كما يصعد القمر،
طارحة، كما يطلقُ القمرُ
الأشجار حبيسة الليل عودًا عودًا،
طارحة، كما يختبئ القمر خلف أوراق الشتاء
ذكرى وراء ذكرى- العقل
على القصيدة أن تكون ساكنة في وقتها
كما يصعد القمر
٭
على القصيدة أن تكون مساوية لـ:
غير حقيقي.
لكلّ تاريخ الأسى
ممرٌّ فارغٌ وورقةُ شجرةِ قيقب.
للحبّ
اتّكاءةُ عشب وفناران فوق البحر.
ليس على القصيدة أن تعني
بل أن تكون.
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق