كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
طرد بريدي إلى أقرب مكتب أعياد
مرارة!
كم مرَّة عليّ أن أغمسَ أصابعي
في مرارةِ ريقِ النسيانِ؛
لأقلبَ صفحةَ الزمنِ؟!
وكم مرة عليّ أن أغمسها
في مرارةِ جوفِ الجرأةِ؛
لأقلبَ الطاولةَ
على رأسِ الذكريات؟!
لندن 2014م
اسم على غير مُسمّى
أسميتُكَ الحلوَ،
ونقعتُكَ في الشهدِ مرارًا؛
تغيَّر اسمُكَ،
وطعمُ مرارتِكَ
لمّا يزل يجرحُ حلقي!
لندن أغسطس 2016م
طَرْدٌ بريديّ
حين تُسرِفُ الزينةُ في زينتِها،
وتصبغُ الأشجارُ وجهَها
بالثلجِ الأبيضِ،
وشفاهَهَا بحُمرةِ الكَرَز؛
أُغلّفُ قلبي بحريرٍ ورديّ،
وأُرسلُهُ
دونَ طابعٍ بريديّ
إلى أقربِ مكتبِ أعياد.
جدة 1 مايو 2011م
ضربة شمس
الشمسُ الحارقةُ..
لا تتوقّفُ عند إشارةِ المرورِ؛
والحياةُ باردة!
والمشاعرُ الصاخبةُ..
تختبئُ خلفَ خوفٍ جليديٍّ؛
هربًا من ضربةِ شمسٍ
عاريةٍ من الصحّة!
لندن فبراير 2014م
صانعُ الأقنعة
تأملتُ طويلًا صانعَ الأقنعةِ؛
وهو يصنعُ وجوهَنا البرّاقةَ الملوّنة
تأملتُهُ طويلًا،
و تساءلتُ كثيرًا:
لو ماتَ صانعُ الأقنعةِ؛
كيف سنعرفُ بعضنا البعض؟!
مارس 2017م
خُصوصيّة
عند بابِ الحجرة الأبويّةِ
ذاتِ النقوشِ الباليةِ،
والجدرانِ العاليةِ،
والساعةِ المُذهّبةِ التي
تسيرُ عقاربُها برتابة أبديّة
عكسَ الوقت؛
فتّشتْ في جيوب الصمت؛
عن اللحظةِ التي
تحوّل فيها المفتاحُ
إلى قفلٍ فولاذيٍّ
بنكهةِ الخصوصيّة!
لندن 2014م
جينات
القصيدةُ التي تُغطي وجهَها،
ويتصبّبُ عَرَقُها
خجلًا
القصيدةُ التي
تُغيّرُ لونَها،
ومِشيتَها:
تحسُّبًا
القصيدةُ التي
تَعُدُّ أنفاسَها،
وتتلفّتُ
خوفًا؛
لا يَضمُّها ديوان،
ولا تَتوارثُ جيناتها ذاكرة!
لندن أغسطس 2016م
سِـرٌّ على الجمر!
فلمّا تدانى الغيمُ دندنَ وارتقى، تجلّى؛ فسالَ البرقُ من راحةِ القَطْرِ
ومالَ على نحري؛ فقلتُ: عليلةٌ؛ فقال: وإنّي مثلُ ذلكَ لو يدري
بيَ العشقُ لاختارَ الضلوعَ منازلًا، وأَسكَنَ آهاتِ المُحبّينَ في صدري.
فقلتُ له: عشقي، ورُوحي، وسيدي، وقيدي الذي يسري بأوجاعهِ أسري،
وسرّي، وبوحُ الوردِ إن جاء باكيًا؛ يُخبّئُ لونَ البوحِ في ريشةِ السِّرِ،
وفجري، ونورُ الشمسِ، والعصرُ، والضُّحى، أنايَ، وأنَّاتي، وذاتي، ولا غيري:
فدتكَ الليالي الساكناتِ تلطُّفًا، فدتكَ الصباحاتُ الغريقةُ في العطرِ
فَدَتْ عشقَكَ المخبوءَ في خدِّ زهرةٍ حقولُ الهوى الغافي على لوعةِ الزَّهرِ
فديتُكَ: ما أبقى النوى غير دمعةٍ، وما أبقتِ الآهاتُ للصبرِ من صبرِ
لنرحلَ: خلفَ الضوءِ خبّأتُ نارنا؛ فإن أظلمت دنياكَ دونكَ ذا جمري.
جدة 2015م
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق