كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
مرآة لا تريني وجهي
مقهى
الوقت سريعٌ…
الوقت بطيءٌ…
ليس بطيئًا ولا سريعًا…
نحن نتدحرج فيه كصخرة، أو نتدفق كسيل جارف.
الوقت هو الآن، ما نحن عليه في هذه اللحظة فقط…
ليس هناك من وقت خارج اللحظة التي نعيشها…
يمضي الليل
تتخلله أصوات أخرى:
معلِّق رياضي يمزق آذاننا بسكينه الحادة
طلقات مدوية لحبات الدومينو على طاولة مجاورة
طلبات الزبائن التي لا تنقطع
صراخ العاملين الذي لا يتوقف
و…
شتائمنا، لعناتنا، تبرمنا، ضحكاتنا، بكاؤنا،
أحلامنا، أغانينا، استغاثاتنا، احتجاجنا…
و…
غمامة عقيمة تظلل رؤوسنا دون أن نعيرها انتباهًا
يمضي الليل
تأتي اللحظة الحاسمة لصياغة البيان الختامي للجلسة
المتحدث الرسمي يتلو البيان بنبرة دبلوماسية تصالحية هادئة:
الوقت ليس بطيئًا
الوقت ليس سريعًا
الوقت بطيء وسريع في نفس الوقت.
حسين
أشعر بالذنب
كلما أحسست أنني أتفق معك في رأي ما
ليس لأن ما تقوله خطأٌ
وما أقوله صوابٌ
ولكن لأنني اخترت منذ البداية أن تكون نقيضي
المرآة التي لا تريني وجهي الآن
بل الوجه الذي ضيعتُه منذ زمن بعيد!
ضياء
كمن يريد أن يقفز إلى المستقبل مباشرة سألني:
متى سأتعلم القيادة؟
أجبته من خلف المقود:
عندما تصبح السيارة جزءًا منك
قدمَك التي تمشي عليها
يدَك التي تمسك بها
عينَك التي ترى بها
لسانَك الذي تنطق به…
التفتُّ إليه في حبور
لأرى الدهشة في عينيه
لكنه بدا حائرًا ومرتبكًا
أظنه كان يخفي عبارة من نوع:
أنت غبي جدًّا يا أبي…
لماذا تعقِّد الأمور إلى هذا الحدّ؟!
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق