المقالات الأخيرة

جاك دريدا قارئًا أنطونان أرتو

جاك دريدا قارئًا أنطونان أرتو

كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...

اليوتوبيا ونهاية العالم… القرن العشرون صحبة برتراند راسل

اليوتوبيا ونهاية العالم… القرن العشرون صحبة برتراند راسل

في 26 أكتوبر 1931م، كتب الفيزيائي والرياضي إدموند ت. ويتاكر، الأستاذ في جامعة إدنبرة، لابنه انطباعاته عن كتاب برتراند راسل الأخير «النظرة العلمية». نقتبس منها ما يلي: «يبدو الآن أنه بدأ يخشى من «المنظمة العلمية للإنسانية» (نوع من الدولة البلشفية بقيادة جي جي [طومسون]...

رحلة أدب الأطفال الروسي من جامع الفلكلور حتى حكايات اليوم

رحلة أدب الأطفال الروسي من جامع الفلكلور حتى حكايات اليوم

يلاحظ المهتم بالأدب الروسي أن معظم الكتّاب الروس الكبار خاضوا في ميدان الكتابة للأطفال، بدءًا من شيخ كتّاب روسيا ليف تولستوي، الذي أغنى مكتبة الأطفال وقدم كتبًا لمختلف الأعمار، هي عبارة عن حكايات شعبية وقصص علمت الحب، واللطف، والشجاعة والعدالة. نذكر منها «الدببة...

الأدب والفلسفة

الأدب والفلسفة

هناك طريقتان للتعامل مع مشكل علاقة الفلسفة بالأدب: الطريقة الأولى، طبيعية تمامًا، وتتمثل في البحث عن الدروس الأخلاقية التي يقدمها الأدب من خلال الشعر والرواية مثلًا، وذلك ما قام به أندريه ستانغوينيك في كتابه «La Morale des Lettres» (أخلاق الحروف)، وأيضًا مارثا...

برايتون

برايتون

... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر لذيذ يعبر رأسه، تخلبه أشتات يوم قديم، يمسك بمعصم ابنه ويسيران إلى خارج المحطة، ينحدر بهما طريق يمتد من محطة القطار ويصب في شاطئ البحر، يقف أمام البحر...

تغيير الحدود لن يتوقف عند حدود

بواسطة | مارس 16, 2016 | كتاب الملف

A.alrashidمنذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬والموضوع‭ ‬المفضَّل‭ ‬لدى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬العرب،‭ ‬هو‭ ‬التنبُّؤ‭ ‬بمؤامرات‭ ‬حول‭ ‬إعادة‭ ‬رسم‭ ‬الحدود،‭ ‬وتغيير‭ ‬أنظمة‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وقد‭ ‬غذاها‭ ‬تغير‭ ‬الأحلاف‭ ‬الدولية؛‭ ‬بسقوط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتيّ،‭ ‬وتوحُّد‭ ‬أوربا،‭ ‬وظهور‭ ‬مفهوم‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬لدى‭ ‬مُنَظّري‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرِّف‭ ‬الأميركيّ. ‬المفاجأة‭ ‬أن‭ ‬الفريق‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬برنامج‭ ‬تغيير‭ ‬خريطة‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبدأ‭ ‬فعليًّا‭ ‬في‭ ‬تطبيقها‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬هو‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش؛‭ ‬ففي‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬إبريل‭ ‬عام ‭‬2013م‭ ‬أعلن‭ ‬أبو بكر‭ ‬البغداديُّ‭ ‬توسيعَ‭ ‬مملكته‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬محصورةً‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬العراق،‭ ‬وضَمَّ‭ ‬إليها‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬جبهة‭ ‬النصرة‮»‬‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وأعاد‭ ‬تسمية‭ ‬منظَّمته‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والشام‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬الخُطبة‭ ‬نفسها‭ ‬رفض‭ ‬ما‭ ‬سمَّاه‭ ‬بالحدود‭ ‬التي‭ ‬رسمتها‭ ‬القوى‭ ‬الاستعمارية. ‬ولاحقًا‭ ‬نصَّبَ‭ ‬البغداديُّ‭ ‬نفسَه‭ ‬خليفةً،‭ ‬وأعلن‭ ‬قيام‭ ‬الخلافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حدودَ‭ ‬لها،‭ ‬واستولى‭ ‬مقاتِلوه‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬حدودية‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا؛‭ ‬لهذه‭ ‬الأسباب؛‭ ‬أي: ‬كَشْف‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬عن‭ ‬مشروعها‭ ‬في‭ ‬التمدد‭ ‬والغزو،‭ ‬وإلغاء‭ ‬الحدود‭ ‬المرسومة،‭ ‬ومهاجمة‭ ‬الغرب؛‭ ‬صار‭ ‬التنظيمُ‭ ‬مستهدَفًا‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬تحالفيْنِ‭ ‬عسكريينِ‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المنطقة: ‬الأميركيّ‭ ‬والروسيّ‭.‬

‮«‬داعش‮»‬‭ ‬حركة‭ ‬تدمير‭ ‬لا‭ ‬بناء،‭ ‬ولن‭ ‬تستطيع‭ ‬تغيير‭ ‬منطقتها. ‬دَعُوا عنكم قُدرتها‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬العالم. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬لو‭ ‬هُزمت‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬وقُضِيَ‭ ‬عليها،‮ ‬فإننا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نجزم‭ ‬بأن‭ ‬المشهد‭ ‬القديم‭ ‬لمنطقتنا‭ ‬سيظلُّ‭ ‬كما‭ ‬هو‭.‬

بوصفي‭ ‬أحد‭ ‬المهتمين‭ ‬بشؤون‭ ‬المنطقة‭ ‬وتحوُّلاتها،‭ ‬أُتابِع‭ ‬منذ‭ ‬زمنٍ‮ ‬أطروحاتِ‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬المنطقة. ‬ومع‭ ‬أني‭ ‬أنبذ‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬تُفسّر‭ ‬الأحداث‭ ‬وَفْقَ‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة،‭ ‬فإنني‭ ‬أدرك‭ ‬أن‭ ‬جوهر‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هو‭ ‬الرغبة‭ ‬في‮ ‬التغيير،‭ ‬بالتوسع‭ ‬والهيمنة. ‬وقد‭ ‬ارتفعت‭ ‬درجة‭ ‬الإيمان‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬مؤامرة‭ ‬دولية‭ ‬تُحَاكُ‭ ‬لإعادة‭ ‬تقسيم‭ ‬المنطقة؛‭ ‬بسبب حروب‭ ‬العراق،‭ ‬وسوريا،‭ ‬واليمن،‭ ‬وليبيا. ‬لكن‭ ‬تفكيك هذه‭ ‬الدول‭ ‬المضطربة‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مؤامرة؛‭ ‬لأنها شبه‭ ‬منهارة‭ ‬ومفككة‭.‬

جغرافيًّا،‭ ‬تتجاوز‭ ‬نظرية‭ ‬تغيير‭ ‬الحدود‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬حزام‭ ‬دُوَل‭ ‬الثَّوْرات،‭ ‬إلى‭ ‬الدُّوَل‭ ‬المستقرَّة؛‭ ‬مثل: ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ومصر. ‬وهذه‭ ‬الأطروحات‭ ‬التي‭ ‬شاعت‭ ‬مؤخَّرًا،‭ ‬في‭ ‬رأيي،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬محضَ‭ ‬مخاوِفَ‭ ‬بواعثُها‭ ‬الفوضى‭ ‬المنتشرة،‭ ‬وتزايد‭ ‬تدخُّلات‭ ‬قوتيْنِ‭ ‬إقليميتيْنِ؛‭ ‬هما: ‬إيران‭ ‬وتركيا. ‬وربما‭ ‬الشائعات‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬أجهزة الدعاية‭ ‬المعادية‭ ‬المنتشرة،‭ ‬مستفيدة‭ ‬من‭ ‬سهولة‭ ‬استخدام‭ ‬ميديا‭ ‬التواصل،‭ ‬تقوم‭ ‬بتدوير‭ ‬أحاديث‭ ‬المؤامرة؛‭ ‬لهدف‭ ‬بثّ‭ ‬الشكوك‭ ‬والمخاوف. ‬الحقيقة‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬الأغلب‭ ‬ليست‭ ‬نتاج‭ ‬مؤامرات؛‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬الأنظمة‭ ‬للأزمات؛‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬عندما‭ ‬لجأ‭ ‬النظام‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬القسوة‭ ‬المفرطة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مظاهرة‭ ‬صغيرة،‭ ‬التي‭ ‬تحوَّلت‭ ‬إلى‭ ‬تمرُّد‭ ‬واسع،‭ ‬ثم‭ ‬ثورة‭ ‬ضدّ‭ ‬نظام‭ ‬الحكم. ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬غزو‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬الكويت‭ ‬كان‭ ‬سببًا‭ ‬جوهريًّا‭ ‬في‭ ‬سقوط‭ ‬نظامه‭ ‬وغزو‭ ‬العراق‭ ‬لاحقًا‭.‬‮ ‬

لسنوات،‭ ‬حرصتُ‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬الدراسات‭ ‬الجادَّة‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬التحولات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وكثير‭ ‬منها‭ ‬تَنبَّأ بأن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لن‭ ‬تبقى‭ ‬مثلما‭ ‬هي‭ ‬حدودها‭ ‬اليوم،‭ ‬لكنَّ‭ ‬قليلًا‭ ‬صار‭ ‬وتغيَّرَ‭.‬

state-of-unionالاستيلاء‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬البترولية‭ ‬السعودية

لعلَّ‭ ‬أقرب‭ ‬نظريات‭ ‬المؤامرة‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬واشنطن في‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬عام ‭‬2002م،‭ ‬بعد تسعة‭ ‬شهور‭ ‬من‭ ‬هجمات‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر،‭ ‬التي‭ ‬عُدَّتْ‭ ‬أكبرَ‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الأميركية‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬ففي‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم،‭ ‬عُقِدَ‭ ‬اجتماع‭ ‬مُغلَق‭ ‬لمجلس‭ ‬السياسة‭ ‬الدفاعية‭ ‬The Defense Policy Board‭ ‬في‭ ‬البنتاغون،‭ ‬شاركت‭ ‬فيه‭ ‬24‭ ‬شخصيةً‭ ‬مهمةً‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬الرئيس‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش،‭ ‬ومكتب‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬ديك‭ ‬تشيني،‭ ‬وجَمْع‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬والاستخبارات‭ ‬السابقين‭ ‬أيضًا. ‬الاجتماع‭ ‬خُصِّص‭ ‬لتدارس‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬بعد‭ ‬تورُّط‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مواطنيها‭ ‬في‭ ‬هجمات‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر،‭ ‬واتُّهمت‭ ‬بأنها‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬فِكْر‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة،‭ ‬وتمويله‭ ‬والدعاية‭ ‬له‭. ‬وتولَّى‭ ‬محلل‭ ‬فرنسيّ‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬راند‮»‬،‭ ‬يُدعَى‭ ‬لوران‭ ‬موراويك ‭ ‬Laurent Murawiec،‭ ‬ تقديم‭ ‬دراسة‭ ‬ومشروع‭ ‬ضدّ‭ ‬السعودية. ‬العرض‭ ‬المُقترَح‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬البترولية‭ ‬السعودية،‭ ‬بوصفها‭ ‬دولةً‭ ‬عَدُوًّا‭ ‬تُهدِّد‭ ‬أمْن‭ ‬أميركا‭ ‬والعالم. ‬اللافت‭ ‬أن‭ ‬أحدًا‭ ‬لم‭ ‬يعترض‭ ‬على‭ ‬التحليل‭ ‬والفكرة‭ ‬سوى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأسبق،‭ ‬هنري‭ ‬كيسنغر،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬للمجتمعين: ‬صحيح‭ ‬لدينا‭ ‬مشكلة‭ ‬مع‭ ‬السعودية،‭ ‬لكن‭ ‬السعودية‭ ‬دولة‭ ‬صديقة،‭ ‬وليست‭ ‬عدوًّا‭.‬‮ ‬

لم‭ ‬يعرف‭ ‬أحدٌ‭ ‬خارج‭ ‬الدائرة‭ ‬الخاصة‭ ‬حقيقةَ‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬إلَّا‭ ‬بعد‭ ‬شهر،‭ ‬عندما‭ ‬نُشِر‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الجادة. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬للسفارة‭ ‬السعودية،‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬العصيبة،‭ ‬دورًا‭ ‬مُهمًّا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الجناح‭ ‬المتطرِّف‭ ‬المُعادِي‭ ‬المملكة‭ ‬داخل‭ ‬إدارة‭ ‬بوش،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬الرئيس‭ ‬بوجهة‭ ‬نظرها،‭ ‬وللأمير‭ ‬بندر‭ ‬بن‭ ‬سلطان،‭ ‬سفير‭ ‬المملكة‭ ‬حينها،‭ ‬تعليق‭ ‬معبّر‭ ‬عندما‭ ‬سألتْه‭ ‬الصحافة‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬بلاده‭ ‬مما‭ ‬قيل‭ ‬في‭ ‬الاجتماع؛‭ ‬إذ‭ ‬أجاب: ‬‮«‬ترديد‭ ‬الأكاذيب‭ ‬لا‭ ‬يجعل‭ ‬منها‭ ‬حقائق‮»‬‭.‬‮ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بوش‭ ‬ظلَّت‭ ‬صديقةً‭ ‬للسعودية،‭ ‬لكن‭ ‬استمرَّت‭ ‬الحملة‭ ‬المعادية‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬وازدادت‭ ‬الشكوك‭ ‬داخل‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬النوايا‭ ‬الأميركية‭ ‬بعد‭ ‬احتلال‭ ‬العراق‭ ‬عام‭‬2003م. ‬

الحديث‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬إعادة‭ ‬رسم‭ ‬الحدود‭ ‬يتمحور‭ ‬في‭ ‬بلدين: ‬العراق‭ ‬وسوريا؛‭ ‬إذ‭ ‬صار‭ ‬كثيرون‭ ‬مقتنعين‭ ‬أن‭ ‬الجَرَّةَ‭ ‬قد‭ ‬كُسِرتْ،‭ ‬وأننا‭ ‬لن‭ ‬نشهد‭ ‬عودة‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬حدودهما‭ ‬على‭ ‬الخريطة. ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬فَتَحَ‭ ‬موضوعَ‭ ‬تبدُّل‭ ‬الحدود‭ ‬والخرائط،‭ ‬مراسلُ‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬حينها‭ ‬روبرت‭ ‬وورث،‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يونيو‭ ‬عام ‭‬2014م. ‬وقد‭ ‬أثارت‭ ‬الخريطة‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬تقريره‭ ‬انتباهًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬منطقتنا،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬وورث‭ ‬لم‭ ‬ينقل‭ ‬شيئًا‭ ‬رسميًّا‭ ‬يؤكّد‭ ‬تفكيك‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬سوريا،‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قناعةً‭ ‬بأن‭ ‬الانفصال‭ ‬حاصل‭ ‬كأمر‭ ‬واقع،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬العراق. ‬وقد‭ ‬اتصلتُ‭ ‬بوورث‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬هذا‭ ‬المقال،‭ ‬واستطلعتُ‭ ‬رأيَه،‭ ‬فقال: ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الإقليم‭ ‬الكُرديَّ‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أكثر‭ ‬حظًّا‭ ‬في‭ ‬الانفصال،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬تفكيك‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭ ‬أمر‭ ‬صعب‭ ‬ومعقَّد‭ ‬جدًّا،‭ ‬وأن‭ ‬الخيارات‭ ‬المقبولة‭ ‬والبديلة‭ ‬هي‭ ‬منح‭ ‬الأقاليم‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الاستقلالية‭ ‬الإدارية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المركز‭.‬‮ ‬

كيف‭ ‬سيبدو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؟

سبق‭ ‬لمجلة‭ ‬أتلانتيك‭ ‬الأميركية‭ ‬أن‭ ‬اختارت‭ ‬لغلافها‭ ‬موضوعًا‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬خرائط‭ ‬أغلبية‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006م‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬بَرَّاق: ‬‮«‬بعد‭ ‬العراق‭: ‬كيف‭ ‬سيبدو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؟‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬محض‭ ‬اجتهاد‭ ‬شخصيّ‭ ‬من‭ ‬الكاتب‭ ‬جيفري‭ ‬غولدبيرغ،‭ ‬الذي‭ ‬عاد‭ ‬وكرر‭ ‬الحديث‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬عن‭ ‬الخريطة‭ ‬التي‭ ‬رُسِمتْ‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تبقى‭.‬‮ ‬

وقد‭ ‬كتب‭ ‬كثيرون‭ ‬عن‭ ‬العراق‭ ‬خاصة،‭ ‬بإعادة‭ ‬رسم‭ ‬خريطته‭ ‬وتفكيكه،‭ ‬وهذه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬نظرية‭ ‬مؤامرة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬طَرْح‭ ‬علنيٌّ،‭ ‬سبق‭ ‬أن قُدِّمَ‭ ‬مشروعًا‭ ‬من‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬سيناتورًا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬عام ‭‬2006م‭. ‬بايدن‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬تقسيم‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬دول: ‬كُردية،‭ ‬وسُنِّيَّة،‭ ‬وشيعية؛‭ ‬ليكون‭ ‬مثل‭ ‬يوغسلافيا،‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬تفكيكُها؛‭ ‬لوقف‭ ‬الحروب‭ ‬بين‭ ‬إثنياتها‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬دايتون. ‬إنما‭ ‬كل‭ ‬الإدارات‭ ‬الأميركية‭ ‬السابقة‭ ‬والمتعاقبة: ‬بيل‭ ‬كلينتون،‭ ‬ودبليو‭ ‬بوش،‭ ‬والحالية‭ ‬باراك‭ ‬أوباما،‭ ‬الْتزمتْ‭ ‬بعراق‭ ‬موحَّد. ‬والسبب‭ ‬الأول‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬صعوبة‭ ‬تأسيس‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬وثانيًا‭ ‬هناك‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬تغيير‭ ‬الخرائط‭ ‬وعواقبها‭ ‬على‭ ‬المنطقة. ‬وعند‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬السياسية‭ ‬سنجد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬إيران،‭ ‬ليست‭ ‬متحمسةً،‭ ‬بخلاف‭ ‬بعض‭ ‬قيادات‭ ‬العراق‭ ‬الشيعية‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬التقسيم؛‭ ‬لأنه‭ ‬يعطيها‭ ‬دولة‭ ‬صغيرة‭ ‬بثروة‭ ‬كبيرة،‭ ‬إلَّا‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬مثل‭ ‬تركيا،‭ ‬تخاف‭ ‬تبعاتِ‭ ‬مَنْح‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬العراق‭ ‬استقلالَه؛‭ ‬خشيةَ‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬لأكراد‭ ‬إيران،‭ ‬وتعدادهم‭ ‬ثمانية‭ ‬ملايين،‭ ‬فيطالبوا‭ ‬لاحقًا‭ ‬باستقلالهم،‭ ‬ويهدّد‭ ‬وَحْدَة‭ ‬إيران‭ ‬المكوّنة‭ ‬من‭ ‬إثنيات‭ ‬ستطالب‭ ‬بالحقّ‭ ‬نفسه‭. ‬ولا‭ ‬تريد‭ ‬إيران  -‬أيضًا- ‬دولةً‭ ‬سُنية‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬العراق؛‭ ‬لأنها‭ ‬ستظلّ‭ ‬مصدر‭ ‬تهديد‭ ‬لبغداد‭ ‬وبقية‭ ‬الجنوب. ‬ومن‭ ‬ثَمَّ‭ ‬فإن‭ ‬مصلحة‭ ‬الجميع،‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬نواياهم،‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬سايكس‭ ‬بيكو،‭ ‬ربما‭ ‬باستثناء‭ ‬كردستان‭ ‬العراق،‭ ‬وقد‭ ‬عبَّر‭ ‬الرئيس‭ ‬الكرديّ‭ ‬مسعود‭ ‬بارزاني‭ ‬عن‭ ‬إصراره‭ ‬على‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬الأخير‭ ‬إلى‭ ‬صحيفة‭ ‬الغارديان‭.‬‮ ‬

ولنتذكر‭ ‬أن‭ ‬الحدود‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ليست‭ ‬محلَّ‭ ‬رضا‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬لكنها‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭ ‬جرى‭ ‬تثبيته. ‬ومهم‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدوليّ،‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬ترسيخها،‭ ‬ورفض‭ ‬تغييرها؛‭ ‬لتجنُّب‭ ‬الفوضى‭ ‬والحروب. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السياسة،‭ ‬فإن‭ ‬العالَم‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬مطابقًا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬عام ‭‬1945م؛‭ ‬إذ‭ ‬انفصلت‭ ‬باكستان‭ ‬عن‭ ‬الهند،‭ ‬ثم‭ ‬انفصلت‭ ‬بنغلاديش‭ ‬عن‭ ‬باكستان،‭ ‬وقُسِّمت‭ ‬إثيوبيا‭ ‬ويوغسلافيا‭ ‬والسودان،‭ ‬وبالطبع‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتيّ‭ ‬التي‭ ‬استقلّت،‭ ‬وبقيت‭ ‬معظم‭ ‬خريطة‭ ‬العالم‭ ‬مثلما‭ ‬رُسمتْ‭ ‬من‭ ‬قبلُ‭. ‬

أشهر‭ ‬اتفاقية‭ ‬سِرية

لا‭ ‬يمكن‭ ‬التحدُّث‭ ‬عن‭ ‬الحدود‭ ‬والخرائط‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أُدلي،‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬الزملاء،‭ ‬برأيي‭ ‬في‭ ‬أَشْهَر‭ ‬اتفاقية‭ ‬سرية‭ ‬رَسمتْ‭ ‬خطوطَ‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المعاصر؛‭ ‬أعني‭ ‬اتفاق‭ ‬الدبلوماسييْنِ‭ ‬البريطانيّ‭ ‬والفرنسيّ: ‬سايكس‭ ‬وبيكو‭. ‬فالاتفاقية‭ ‬التي‭ ‬وقّعت‭ ‬قبل‭ ‬مئة‭ ‬عام،‭ ‬رسمت‭ ‬حدود‭ ‬منطقة‭ ‬الشمال‭ ‬العربيّ. ‬ومع‭ ‬احترامي‭ ‬مَن‭ ‬يُعلّق‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نتعرَّفَ‭ ‬العالَمَ‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬تقسيم‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بالمعنى‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬اليوم. ‬وخريطة‭ ‬عراق‭ ‬الأمس‭ ‬ليست‭ ‬مثل‭ ‬التي‭ ‬نشاهدها‭ ‬الآن،‭ ‬ولا‭ ‬سوريا. ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬فلسطين‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬الضحية؛‭ ‬لأنها‭ ‬مُنِحتْ‭ ‬اليهودَ‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭.‬‮ ‬

middle-eastلا‭ ‬يَعْني‭ ‬هذا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬ظُلم‭ ‬لَحِق‭ ‬عربَ‭ ‬وادي‭ ‬الرافدين،‭ ‬إنما‭ ‬أَتحدَّث‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬الحدود. ‬فالعراق‭ ‬وسوريا‭ ‬كانا‭ ‬يخضعان‭ ‬لحكم‭ ‬الأتراك،‭ ‬ثم‭ ‬صار‭ ‬البلدان‭ ‬يخضعان‭ ‬لحكم‭ ‬التاج‭ ‬البريطانيّ‭ ‬وفرنسا. ‬والبريطانيون‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬أَسَّسوا‭ ‬دولة‭ ‬العراق‭ ‬الحديثة،‭ ‬بتوسيع‭ ‬حدودها،‭ ‬وضمُّوا‭ ‬إليها‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬الأكراد‭ ‬لا‭ ‬يتحدثون‭ ‬العربية. ‬والبريطانيون‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬وسَّعُوا‭ ‬مساحة‭ ‬السودان‭ ‬العربيّ،‭ ‬بضم‭ ‬الجنوب‭ ‬إليه،‭ ‬بإثنياته‭ ‬المختلفة‭ ‬عرقيًّا‭ ‬ودينيًّا‭.‬A.alrashid3

وعندما‭ ‬نضع‭ ‬اتفاقية‭ ‬سايكس‭ ‬بيكو‭ ‬في‭ ‬منظورها‭ ‬التاريخيّ؛‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬العالَم‭ ‬كما‭ ‬كان،‭ ‬وليس‭ ‬كما‭ ‬ننظر‭ ‬إليه‭ ‬اليوم،‭ ‬فالفرنسيون‭ ‬والبريطانيون‭ ‬تقاسَموا‭ ‬تركة‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية،‭ ‬مثلما‭ ‬تقاسموا‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى؛‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬حتى‭ ‬المغرب‭ ‬وبقية‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا‭.‬ وتصارعت‭ ‬الدول‭ ‬الاستعمارية؛‭ ‬حتى‭ ‬بلغ‭ ‬الصدام‭ ‬بينها‭ ‬داخل‭ ‬القارة‭ ‬الأوربية‭ ‬نفسها،‭ ‬وانفجر‭ ‬لاحقًا‭ ‬كحرب‭ ‬عالمية‭ ‬ثانية،‭ ‬وتسبَّب‭ ‬الدمار‭ ‬الهائل‭ ‬والدماء‭ ‬في‭ ‬تحطيم‭ ‬أوربا،‭ ‬ومعها‭ ‬انتهى‭ ‬المفهوم‭ ‬الاستعماريّ،‭ ‬وتحوَّل‭ ‬معظم‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬الدولة‭ ‬القومية‭ ‬بحدود‭ ‬مرسومة‭ ‬ودائمة. ‬واتفقت‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬المحافظة،‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع،‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الدول‭ ‬القديمة‭ ‬مثلما‭ ‬هي،‭ ‬بعد‭ ‬حسم‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬خلافات‭ ‬الحدود‭ ‬كثيرة،‭ ‬فإن‭ ‬حروبها‭ ‬قليلة،‭ ‬وقد‭ ‬تعايشت‭ ‬معظم‭ ‬الأمم‭ ‬معها؛‭ ‬طلبًا‭ ‬للسلم‭ ‬والاستقرار. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الدعوات‭ ‬الانفصالية‭ ‬لم‭ ‬تَجدْ‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬التعاطف،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬مسوَّغةً؛‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬عَدْوَاها؛‭ ‬إذ‭ ‬توجد‭ ‬ميول‭ ‬انفصالية‭ ‬تقريبًا‭ ‬في‭ ‬أغلبية‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬مثلما‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وغيرهما‭.‬‮ ‬

المنشورات ذات الصلة

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *