كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
ما الدور الذي يؤدّيه التأويل في الترجمة؟
«وكانت الأرض كلّها لغةً واحدةً وكلامًا واحدًا… إلى اليوم الذي نزل فيه الربّ ليرى ماذا فعل بنو آدم… فبلبل لغةَ الأرض كلّها حتى لا يفهم بعضُهم لغةَ بعض». عندئذ وجد الإنسان نفسه، انطلاقًا من حاجته المُلِحّة إلى التواصل، مرغمًا على البحث عن ملاذٍ يلجأ إليه، يقيه شر السقوط في الجهل القاتل. فاستبان له، وفق التصور الذي قدمه جورج شتاينِر (1929- 2020م) في كتابه المشهور «بعد بابل، شاعرية القول والترجمة» (1975م)، أنه مزود بمَلَكَةٍ يستدرك بها غنى هذا التنوع اللغوي، ليس بوصفه لعنةً استجلبتها مخاصمات البشر، بل بوصفه فسيفساءَ حضاريّةً تتجلّى فيها مكتنزاتُ اللغات البشرية المختلفة، أعني هنا الترجمةَ التي تقع في صلب التواصل البشري.
بيد أن هذه الوظيفة التي تضطلع بها الترجمةُ تتطلّب تحرّيًا فلسفيًّا حول المعنى والقدرة على إدراكه. فهي تتمحور في جوهرها حول مسألة الفهم، وتتركّز في مسارها في القدرة على الإفهام، بنقل المعنى من لغةٍ إلى لغة أخرى. وهو الأمر الذي قد يجعلها تتقاطع، في مفهومها، مع التأويل الذي يتحرّى به الإنسانُ حقيقة الوجود في تضاعيف العلامات التي يُظهرها، ويتقصّى الأصلَ في ثنايا الإشارات التي يُرسلها، ويستنبط المعاني من خلف الدلالات التي يستبطنها، وهي تتراءى بأبهى تجلّياتها في اللغة. وقد أشار فيه هانس غيورغ غادمر (1900- 2002م)، كبير العلماء الذي رسّخ التأويل عِلمًا في الفلسفة وفي مختلف العلوم الألسنيّة والإنسانيّة، إلى أن «كلّ ترجمة هي دائمًا تأويلٌ، بل يجوز القول: إنها إتمامُ التأويل الذي يمنحه المترجِمُ الكلمةَ التي يجد نفسَه أمامها».
التأويل أولًا، ثم الترجمة
يبين غادمر، في «الحقيقة والمنهج» (1960م)، أن «مهمة المترجِم لا تختلف عن المهمة التأويلية العامة التي يتطلبها النص اختلافًا نوعيًّا، بل تختلف عنها بدرجة الكثافة وحسب». فالمترجم يبذل جُهدًا جاهدًا لبلوغ فهمٍ يلتقطُ المضمونَ الذي تختزنه العبارة اللغوية، فيَعمِد إلى التعبير عنه بلغةٍ ملائمةٍ تُقلّص المسافةَ بين اللغات. وهي عملية تتطابق، في جوهرها مع العلاقة التي تنشأ بين المؤول والنص في مسار الفهم التأويلي، الذي يدأب على تجاوز المسافة القائمة بين النصوص التي تبلورت في التاريخ وفهمها الآن وهنا. ولذلك، يحسب غادمر «أن كل مترجم هو، في الواقع، مؤوِّلٌ […] وأن حال المترجم تتماثل جوهريًّا مع حال المؤوِّل».
يتوقّف الألسني الإيطالي أمبرتو إيكو (1932-2017م) عند هذا النهج الذي يدمج الترجمة في التأويل بالاستناد إلى مسألة الفهم. ويعاين مختلف التصورات التي تشدد على الوحدة الجوهرية بينهما. غير أنه يرسم «خطًّا زمنيًّا»، لا يفيد التخالف في الوظيفة المتمثلة في الانتقال من ضفة إلى ضفة أخرى، بل يشير إلى تتابعٍ يؤدي فيه التأويل وظيفة التأهيل الذي يحول دون أن يُخِلَّ هذا الانتقال بالمعاني المستبطنة في تلافيف الحروف وتضاعيف الكلام وثنايا العبارة. فمصطلح الترجمة يعود بالأصل إلى اللفظة اللاتينية «translatio» التي تعني النقل أو التحويل، وقد أصاب العربُ في استخدام مصطلح النقل تعبيرًا عن الترجمات التي قاموا بها، وهو مصطلح يطابق أيضًا المعنى المنضوي في المصطلح «traducere» الذي يعني «نَقَلَ أو قادَ إلى». كما أصاب العربُ باستخدام مصطلح الترجمة من الأصل الآرامي «ترجمان»؛ ذلك أن النقل هنا يُرافقه التعليقُ ويعضده ليكون «ترجمةً تأويليةً في مقابل الترجمة الحرفية». وقد ارتقت ترجماتهم إلى مصاف الفلسفة وأحدثت انقلابًا فكريًّا ولغويًّا امتد أثره إلى الأدب في نثره وشعره وإلى اللغة ومختلف علومها؛ لأنهم اعتمدوا نهجًا تأويليًّا درجوا فيه على تزويد هذه الترجمات بالشروح والتفاسير والتعاليق التي تساعد على فهمها.
أفصح إيكو عن مفهوم التتابع هذا في صريح العنوان الذي وضعه للفقرة السادسة من الفصل العاشر من كتابه «Dire quasi la stessa cosa» (أن نقول الشيء نفسه تقريبًا)، بالقول «prima interpretare, poi tradurre» (التأويل أولًا، ثم الترجمة). وهو قَولٌ يستدرك ما أتى في عنوان الفصل بأن «التأويل ليس ترجمةً»؛ لأن «عالَمَ التأويل -على حد قوله- أوسعُ من عالم الترجمة». فهو يسبِقُ الترجمةَ بقراءة استقصائية تَنظُر في مختلف مستويات النص، وبتحليل نصي يُسهم إسهامًا نقديًّا في فهم العمل المنوي ترجمته. ويستدرك إيكو لتسليط الضوء على الترابط الذي يحكم العلاقة بين التأويل والترجمة، فيوضح أن النفي الذي أتى في العنوان لا يرمي إلى إظهار التعارض بين العمليتين، بل إلى نوع من التكامل بينهما. كما يَعمِد إلى إثبات أن هذا التكامل ينبغي أن يتّبع الترتيب الذي يضع التأويل في مقدمة الترجمة، من حيث إن «الترجمة، كما يقول غادمر، تفترض دائمًا حوارًا تأويليًّا».
الترجمة تفاوض وحوار
تفترض الترجمةُ الحوارَ التأويليَّ؛ لأنها تأبى أن تتوقف عند حدود التراكيب اللغوية. فهي تتبع درب النص بانشغالها بمختلف عناصره التي تندرج في ثلاثة محاور: يتمثّل الأوّل في الكاتب الذي تتداخل في شخصيته التأليفية مختلف الأبعاد اللغوية والأدبية والثقافية والاجتماعية التي يطل بها على التاريخ ويبدع. ويتركّز الثاني على مضمون النصوص التي لا شك في أنها تتناول مواضيع متعددة ومسائل متنوعة وقضايا متشعبة، تحاكي الزمن الذي طُرحت فيه، غير أنها تخترقه لتَعبُر في قلب التاريخ إلى ما سيأتي، فتتحوّل إلى مرجعية تاريخية وفكرية. ويدور المحور الثالث حول المنهج الذي يعتمده المترجمُ، «وهو منهج ينبغي أن يندرج -وفق إيكو- تحت شعار التفاوض»؛ لأنه بالتفاوض، على حسب ما علّمته خبرته التخصصية في الترجمة، تتأتّى الحلول للمشكلات التي تعترض المترجمَ في مهمته الشاقة.
اهتم إيكو بمسائل الترجمة بدءًا من عام 1983م عندما حاول فهم الكيفية التي تُرجم بها كتاب كونو Queneau «تمارين في الأسلوب» (esercizi di stile). ثم فرضت مسألةُ الترجمة نفسَها في كتابه «البحث عن اللغة الكاملة» (ricerca della lingua perfetta). وفي عام 2001م نُشِرت المحاضرات التي ألقاها في جامعة تورونتو حول مسألة الترجمة، في كتاب صدر تحت عنوان: «experiences in translation»، وفي عام 2003م جمع عشرين عامًا من الخبرة في الترجمة وأصدرها في كتاب صدر تحت عنوان: «أن نقول الشيء نفسه تقريبًا»، طوّر فيه مفهوم الترجمة بوصفها تفاوضًا؛ ذلك أنها ليست سوى اتصالِ لغةِ المصدر التي تحمل في طيّاتها عالمًا ثقافيًّا نشأت فيه، بلغةِ الوصول التي تنطوي بدورها على عالمٍ ثقافي يَنزَرِعُ نصّ الوصول فيه. فالنصّ المصدر يختزن خصوصيّاتٍ لغويّةً واجتماعيّةً وثقافيّةً تحتّم على المترجم أن يلعب دورَ الوسيطَ المفاوضَ مع ما تُقَدِّمُه لغةُ الوصول من خصوصيّات مختلفة.
بنى إيكو نظريّته هذه في التفاوض على اليقين الذي تكوّن عنده أن العالمَ ليس سوى نتاجٍ لغويٍّ. فالعالم يتجلّى بأبهى حلله في اللغة، التي تبقى الأداةَ التي يتزوّد بها الإنسانُ وتجعل فيه القدرةَ على التعبير عما ينتج من علاقته بالوجود، وتكون له السبيلَ إلى مخاطبة الآخر بهذا الإنتاج. فاللغة هي الوسيلةُ الأبلغُ والأفصحُ والأوسعُ والأشملُ، تلازم الفكرَ، بل «هي الفكر وطريق الإنسان إلى إدراك الكون والوجود؛ ذلك أننا إذا فكّرنا فإننا نفكّر بوساطة اللغة، وإذا أدركنا الأمور فإننا ندركها بوساطة اللغة، وإذا تصوّرنا الأشياء فإننا نتصوّرها بوساطة اللغة، وإذا انتقلت إلينا اختبارات الإنسانيّة فإنها تنتقل إلينا بوساطة اللغة». وعلى هذا الأساس، ينظر إيكو في الترجمة نظرةَ فيلسوفٍ لغويٍّ لا يتوقّف مداها عند عمليّة الانتقال التقنيّة بين اللغات، بل تَنفُذُ إلى صميم هذه العمليّة بوصفها نسجًا لغويًّا، تحوك بلغة الوصول النصَّ المحبوكَ بلغة المصدر. وفي هذا المقام تحديدًا، تتحوّل الترجمة، المعضودة بالتأويل، من عمليّة تقنيّة تعيد إنتاج النصّ بلغة أخرى إلى مصاف العلم الذي يُنتِج النصّ إنتاجًا جديدًا. وهو المصاف الذي قد يسمح بالقول، قياسًا على السمة التي اتّسم بها التأويل المعاصر من شلايرماخر حتى يومنا هذا، إن الترجمة تأويل.
بيد أن هذا الارتقاء، الذي يماثل هنا الترجمة بالتأويل في مقام الإنتاج اللغويّ، لا يبدّل بالدور التمهيديّ المَنوط بالتأويل، ولا يعفي الترجمة من وجوب الركون إلى التأويل في إتمام مهمّتها؛ ذلك أنها مهمّةٌ تُحدِقُ بها المخاطرُ من كلّ حدب وصوب، كمخاطر التحويل والتعديل والتعويض في لعبة الربح والخسارة. الربحِ المحتملِ، الذي ينبغي له ألّا يُفرِط في إثراء النصّ المصدر ربما بتفخيمٍ لا يحتمله أصلًا. والخسارةِ، الحتميّة أحيانًا، التي ينبغي لها أن تبقى ضمن الحدود التي تسمح بالتعويض، في الشكل الذي يناسب القارئ ولا يضرّ بالمعنى. ولذلك، يتعيّن على الترجمة البحث باستمرار عن مخارجَ لا يبلغها المترجمُ إلا باللجوء إلى التأويل، الذي يتخذ شكلَ التفاوض حول المقترحات التي يقدّمها النص؛ ليستنبط منه «دلالة التراكيب بما تَتَضَمَّنُه من حذفٍ وإضمارٍ وتقديمٍ وتأخيرٍ وكنايةٍ واستعارةٍ ومجازٍ… إلخ». وينتهج سبيل الحوار بين المترجم ومختلف العناصر اللغويّة والثقافيّة التي يتكوّن النصّ منها، ليستجلي حقيقةَ المعنى وكيفيّة ارتباط الكلمات به.
أفق التأويل
تنقل إذًا، وظيفةُ التفاوضِ والحوارِ التي يضطلع بها التأويل هنا، الترجمةَ من علم تقنيّ يُعنى بنقل الحروف والكلمات من لغة إلى لغة أخرى، إلى مصاف العلم الذي يتكشّف «مسرى تكوّن المعنى في تراكم الدلالات التي تنطوي عليها الكلمات والعبارات والإنشاءات التي يستخدمها الإنسان في الإفصاح عن كيفيّات ارتباطه بالعالم الذي يكتنفه». وهي في هذا المصاف فنٌّ نمارسه بمفرده، كما أشار إيكو في المقابلة التي أجراها معه رافايل سوران. وهي عبارة تلخّص ربما تاريخ الفنّ وتعود به إلى جذوره حينما كان الفنُّ تقنياتٍ تُمتَهن في حقل الاختصاص. وهو الأمر الذي يقودنا إلى الاستخلاص، وفق مبدأ التعدية، أن الترجمة فنّ التفاوض والحوار. تجمع في المشهد، كما هي الصورة اليوم في عصر التقنية الكاسحة، عوالمَ مختلفةً، متشابهةً في جوانبَ ومتغايرةً في جوانب أخرى، متمايزةً في شيءٍ ومتماثلةً في أشياء أخرى، مُكتَنِزَةً في أمور مُفتقِرَةً في بعضها الآخر. وهو ما يحتّم عليها أن تؤدّي دور المفاوض الذي يتنقّل بين جميع المعطيات، فاتحًا بعضها على بعض، ودور المحاور الذي يكشف هذه المعطيات على أفق جديد، تأبى أن ترسمه مسبقًا. وبهذا المعنى، تستطيع الترجمة لجم جنوح العولمة نحو التنميط الشامل، والسوق بها إلى الشموليّة التعدّديّة. لتبقى سبيلًا من سبل الشعوب إلى التلاقي بالنصوص والتعايش فيها والتسامح من خلالها.
وبهذا المعنى، لا تُعَدّ الترجمة نقلًا لحروفٍ وكلماتٍ وجملٍ وفقراتٍ، بل تفاوضًا بين كلّ الثقافة التي نشأ النصّ فيها وكلّ الثقافة حيث ينزرع النصّ المتَرجَم، وحوارًا بين مكتنزات الثقافة الأولى ومكنونات الثقافة الثانية. وهي، بهذا الفعل، لا تكتفي بأن تكون نقلًا وانتقالًا للثقافات، بل تتكرّس بوصفها تنقّلًا بالثقافات وبينها. ومن هذا المنطلق، ينبغي لها أن تتظلّل بعباءة الوفاء، الكلمة التي لا تعني الصوابَ، كما يختم إيكو كتاب «أن نقول الشيء نفسه تقريبًا»، بل تفيدُ الأمانةَ والصدق والاحترام والاخلاص. وهي صفات لا تتوافر إلّا في التأويل الذي يتزوّد بالقدرة على إبراز الطاقات التي تتفجّر باتصال اللغات بعضها ببعض؛ ذلك أنه ينشأ من طبيعة الإنسان، يعتصم به في سعيه الدؤوب إلى استجلاء مختلف المعاني التي تتخفّى في الوجود وتعتلن في التفاعل بين
الذات الإنسانيّة والعالم.
غير أن الإنسانَ، الذي لا يستجلي المعاني ولا يتكشّف الحقيقة إلّا في التشكّلات التي تُمنَح لها، لا يستطيع فهمها وإدراكها إلّا بتأويلها الشخصيّ والتاريخي. أي بالتأويل الذي يأبى أن يحتكرها أو أن يدّعي امتلاكه الحصريّ لها، لسببين أساسيّين. يتعلّق الأوّل بطبيعة التأويل الذي يبقى تاريخيًّا وأنطولوجيًّا في آنٍ واحد، يستحيل عليه أن يغلق الباب على الكشف المستمرّ والمتجدّد عن الحقيقة. فهو من جهة امتلاك شخصيّ للحقيقة وامتلاك من جهة أخرى لما هو لا متناهٍ؛ ويتعلّق السبب الثاني بطبيعة الحقيقة التي، على الرغم من التشكلّات التاريخيّة التي لبستها عبر العصور، تبقى متعاليةً تتجاوز كلّ تشكيل من دون أن تهجره. فمملكة الحقيقة تتركز في استحالة المعرفة الأحاديّة التي يتّفق الجميع حولها من دون مناقشة وحوار.
وتأسيسًا على ذلك قدّم باريزون، الفيلسوف الإيطاليّ، نظريّته في التأويل بوصفها «أنطولوجيا ما لا يُستَنفد» (Ontologia dell’inesauribile)، التي بها لا ينظر التأويل في ما لم يُقل على أنه مضمَرٌ يختبئ خلف الكلام، وكأن الكلام يقول شيئًا ويُضمرُ شيئًا آخر، بل يحسبه باطنًا تستوطنه الحقيقة إشعاعًا تنبعث منه المعاني باستمرار. ففي الحال الأولى يَعمِد الفهم إلى نزع القناع عن المضمر لإزالة الالتباس في المعنى، أما في الحال الثانية فيعكف الفهم على «التعمّق في المُعلَن ليلتقط خصوبة الباطن التي لا تُستَنفَد، من دون أن يبلغ إطلاقًا التبيان الكامل؛ بسبب وفرة الحقيقة، أي ليس بسبب عدم ملاءمة الكلمة، بل بسبب قدرتها على امتلاك لا متناهٍ». فالحقيقة لا متناهية، وهي تسكن في الكلمة على نحو يدفع إلى قراءة النصّ قراءةً تشبه قراءة الكتب المقدّسة؛ «أي بالتبصّر، في الوقت عينه، في الحرف وفي الروح، في علانية الكلمة وفي عمقها، فيما تقوله صراحةً وفي الرسالة اللامتناهية التي تتضمّنها وتعلنها». وعندئذٍ يكون الفهم تأويلًا يدرك فيه الإنسان أن «الحقيقة لا يمكن امتلاكها إلا في الشكل الذي يحتّم البحث عنها مجدّدًا»، ويكون التأويل بابًا في الترجمة، يسعفها في كدّها وجهدها؛ كي تكون وفيّةً للنصّ المصدر وأمينةً لمعانيه ومخلصةً لدلالاته، تنفتح به نحو أفقٍ رَحْب للتحاور.
المنشورات ذات الصلة
صناعة النخب
لا شك في أن «النخب» بما يتوافر لها من قدرات ذاتية مدعومة بالتميز الفكري والثراء المعرفي، وبما تملك من أدوات التأثير...
جاك دريدا قارئًا أنطونان أرتو
كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في...
اليوتوبيا ونهاية العالم… القرن العشرون صحبة برتراند راسل
في 26 أكتوبر 1931م، كتب الفيزيائي والرياضي إدموند ت. ويتاكر، الأستاذ في جامعة إدنبرة، لابنه انطباعاته عن كتاب برتراند...
0 تعليق