كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
الشعر جاسوس اللغة (قصائد غير عربية)
سأتجوّل
سأُرخي حِباليَ في نهرٍ صديق
راحلًا إلى ظِلِّ مولدي
لكي أُنعِشَ أهواءَ التُّرُوبادُور المَنسيّة!
سأجعلُ آلافَ المَساءاتِ تُشعْشِعُ
لكي نَصقُلَ الحبَّ
على شاكِلَتِنا!
سأتجوّلُ مُبتَسِمًا
بدون توقّفٍ
في أكثرِ أرجاء ليلِ العالم لهوًا
حتى يَثْغُو في شسوع النظر
البحّارةُ والطيارونَ والمُغامرون
وكأنهم نِعاجٌ متراميةٌ في أطرافِ المفاوزِ والأعشاب.
العبء المفيد
(دليل العَيشِ في المنفى)
لا يُهِمُّ ما تَـفعلُهُ!
ابحثْ في المُستَبعَد أولًا
ناظرًا إلى الأمام
مرفوعَ الرأس.
فليس ثمّة ماضٍ أو مستقبلٌ
وإنَما حاضرٌ مُتَوالِدٌ.
اغسِلْ قدَمَيْكَ
في المياه الموسمية
فالسماءُ ستسقُطُ
في مَجرى الغَضب!
ما جدوى لغة الخطباء الكتومين
المتكدرين في مقهى بجانب الطريق
مثل حشرات لا تَجِدُ ما تأكُلُهُ،
مثل سكارى الجمعةِ
المترنحين صوب مكانٍ مجهول.
عندما يَشخِرُ الظلامُ
هناك دائمًا سماءٌ وقمر.
قمةٌ حيث يمتدُّ الوجودُ
بوجه العاصفةِ وعظامِ الأصلِ الملوّثة.
في الأزمنةِ السَّحيقة
كان البشرُ يموتون عُراةً.
وعلى نومِهم العَميق
قامَ عالمٌ وطيد.
في هذه اللحظة
لم يَعُدْ هناك ثورةٌ،
والجميعُ في السجون
والأبرارُ
يختبئون بين السطور،
لم تَعُدْ لديك فرصةٌ في الجَيْب!
اكْنُسْ إذن، كلَّ المُخلّفات من سِردابِ عَقلِكَ
وسوف تَشْعُرُ بلُيُونَةِ المُطلَق!
فعلى ساحلِ التشبيه
وفي هُويّة التاريخ
يُلاعبُ الجمالُ أمانَ المَسار.
نهاية الشتاء
العالَمُ المُكلّلُ بثلجٍ
بائسِ البَياض،
لا يَزالُ نائمًا في بِرَكِ الوقت
مثل عَبّاد الشمس دونَ مأوى.
الطفولةُ تبكي تحتَ التَّنُّوب،
المنزلُ مأهولٌ بالغِياب
والناعِسُ ينحني في أحلامِه البلّورية
تاركًا خلْفَهُ ما أقامَهُ من أسوار.
على سطحِ الظواهر
يَلِدُ المُستَقبلُ حاضرًا آخرَ
وعلى أكتافِنا تتراكمُ المَجازات.
منظرٌ حَضَريّ
سطحٌ مُمتدٌّ تحت سماءٍ زاهيةٍ
نافذةُ الطابقِ مفتوحةٌ
على شكلِ حَقيبةٍ.
بابُ المَدخلِ مُغلقٌ
أمامَه طفلٌ يلحسُ كتابًا.
ثَمَّ ظِلٌّ يتأرجَحُ في الشارع.
إنهُ خَيالُ الحارس
وهو يتشاجَر
مع أشباحٍ يَتَدافعونَ
مِن ثقبِ المِغلاق.
لَعِبٌ على الحرب
بَلدي يَسعُل في سريرٍ
ملقاةٌ تحته الحربُ
مثل جَوْربٍ عتيق.
كسلي يُضمرُ مشروعًا
منذ زمن طويل
فأنا جاسوسٌ لصالِح الكلمات
أتخبّأ فيما لا محلَّ له من الإعراب
بين تفرّعات المعنى
والجُمَلِ المرفوعةِ على رؤوسِ الأشْهَاد.
أَقْضي عُطلتي الصيفية على الشاطئ
أمسُّ الضوءَ المنتشر على صفحة الماء.
كلاهما يرتج،
ينزل بي حتى سريري…
وإذا ببلدي
ينفجرُ رذاذ قيحٍ
بوجه الكون.
رحلة في الفراغ
لقرونٍ
كنا نصرخُ في الفراغ
في برج الماء والشوك.
نرمي من وقت إلى وقت
السهامَ على قلوبِنا
المعلّقةِ في السقف
فنحن هائمون بدون شَرشَفٍ،
بدون ذاكرة،
مجرد طيورٍ من زجاجٍ ملون
دائمةِ التحليق، لم تطأ أرضًا.
وها هو النوم يأخذنا في دَيْرٍ
جدرانُه تستهزئ بفِراخِ النسر
والصورةُ تتفتّتُ حول السرير!
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق