لا شك في أن «النخب» بما يتوافر لها من قدرات ذاتية مدعومة بالتميز الفكري والثراء المعرفي، وبما تملك من أدوات التأثير والاستنارة، فئة موجودة في كل المجتمعات والثقافات، ومتجذرة في تاريخ الشعوب والحضارات منذ القدم، وهي مطلب قائم ودائم ومتجدد، وصناعة ضرورية لكل مجتمع ولكل...
المقالات الأخيرة
«زهْـرُ القُطْـن» لخليل النعيمي.. رحلة البحث عـن هُـوية
«زهر القطن» لخليل النعيمي (المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت- 2022م) نص روائي عن المكان، وعلاقة الذات معه، وهو، في الوقت نفسه، رحلة تلاحق تفتح الذات في علاقتها مع هذا المكان، وتكْشِف عن آلية تكونها وصيرورتها على المستويين العقلي والجسدي، وقد قدم لنا النص نموذجين يجسدان ذلك: نموذجًا تماهى مع المكان، وتكيف معه، وأمسى جزءًا منه هو (أبو الصبي)، ونموذجًا آخر انفصل عنه، وحلق فوقه، وتغلب على صعوبات الحياة فيه بعد أن تعلم (الحكْيَ) أو(الكلامَ)، هو (الصبي)، وقد أمسى المكانُ، الذي انتقل إليه الصبي (وهو الشخصية المحورية في النص)، بما فيه من سلطةٍ مهيمِنةٍ حائلًا بينه وبين تكشف ذاته على الوجه الأمثل؛ ولذلك اضطر إلى مغادرته إلى حيز آخر بغية تحقيق ذاته، من دون أن يكشف عن اسم هذا الحيز.
احتضن الحمادُ الشاسِعُ «أبا الصبي»، وأمسى عشه وقوقعتَه، وكان الحيزَ الذي ساعده على إعالة أسرته، وإنقاذها من الموت، رغم أنها بقيتْ جائعةً ومُهمشة في الرواية، وكان الحمادُ، رغم شُح موارده، الملاذَ الحميمَ الذي أتاح للأب أن يحافظ على ذاته من التبدد، وعلى أسرته من التشظي، لذا لم يشعر إلا في لحظات قليلة بأنه هش أو ضعيف أمام شظف الحماد وقحطه، بل إن الرواية تُقدمه لنا في مشاهد عديدة ممتلكًا طاقةً داخلية كبيرة على التوازن والصمود، وعلى الاستمتاع بما يكتنزه الحمادُ من خيرات ونِعَم مُخبأة، أتاحت للأب وزوجته وابنه أن يصمدوا، ويحافظوا على ذواتهم من الهلاك في أرض صحراوية قاحلة تفتقر إلى أسباب الحياة، بل إن النص قدم لنا (أبا الصبي) وهو مشدوهٌ أمام جماليات الحماد وروعة ما فيه من كائنات وعناصر طبيعية تأخذ بالألباب، حتى إن (الكمأ) الذي يعثر عليه الأبُ بالمصادفة في أحد الأيام يُصور على أنه لقية نادرة، في مشهد بصري وجمالي يختزن كثيرًا من الإبهار والشاعرية والرهافة.
لقد بقي الأبُ في الرواية محتفظًا بكامل توازنه العقلي والنفسي في مواجهة الحماد الشحيح المكتظ بالعجاج، وما أكثرَ ما اضطر إلى أكل الجرابيع وغيرها، كي يقاوم الموت، ولم يجد ضَيْرًا في ذلك، بل إن الحماد الشاسع منحه رحابةً في رؤية العلاقة بين الدين والحياة، وقدرةً على التكيف؛ ولذلك لم يهجره رغم ما فيه من شُح وقسوة في المناخ، بل وجد في رحابته مجالًا لتحقيق الذات، والشعور بالحرية والأمان والاطمئنان، فهو قادرٌ على التنقل فيه من دون خوف، وهو مهيمِنٌ عليه، وليس خائفًا منه، وقد انتقل هذا الشعور إلى الصبي، فلم يتغير موقفه إزاءه عندما غادره إلى الدرباسية وعامودا في شمالي سوري، وفيما بعد إلى دمشق؛ وظل يحن إليه مع أنه أدرك أنه عاش حياة ضنك وحرمان فيه، وقد تحدث عن معاناته هذه في ديوان شعر عندما انتقل إلى دمشق، وهو ما أفضى إلى غضب السلطة عليه، ومصادرة الديوان، وتحذيره من العودة إلى الكتابة عن ذلك مرة أخرى.
كان أبو الصبي يعيش حرًّا في الحماد الشاسع، وكان يشعر بأنه قادر على التنقل فيه أنى شاء، لأن الحماد كله «بيتُه»، كما كان يعتقد، وهو قادر على الحركة فيه من دون أن تكون هناك قوة تحول بينه وبين ذلك، وكان الناس من حوله يشعرون، أيضًا، بأن الكون كله تحت أقدامهم، و«يمكن لأي كان أن يتصرف على هواه، وأن يذهب إلى هناك، أو يصل إلى هنا» (نفسه، ص151)، ومع ذلك توصل الأبُ ذات يوم إلى أن الحمادَ ليس له كما كان يعتقد، وأن عليه أن يرحل عنه باستمرار، وأن ثمة قوة تحول بينه وبين البقاء فيه، وتأمره بالرحيل دومًا، و«كان يحسب أن البر جزءٌ منه، وأن باستطاعته أن يدعي امتلاك بعض الخروق والأتربة والأحجار فيه» (ص130)، إلا أنه أدرك ذات يوم أنه «لا يملك منه شيئًا، وكل ما عنده يعود بكليته إليهم» (ص130)، وقد «تساءل بامتعاض وتوجس: ولكنْ منْ هم؟» (ص130)، دون أن يعثر على جواب، وتوصل إلى أن «المكان هو الذي يستعبدنا وليس الآخرين» (ص142)، ووجد الحل في الابتعاد من الأمكنة التي يسلكها الناسُ الذين يغضب منهم. وقد ألِف الصبي منه ذلك، ومع أنه تعلم منه أن «الكلامَ بحرٌ يمكن للمرء أن يغرق فيه، ويمكن أن يجد في ثناياه ما يريد» (ص29)، إلا أنه اكتشف أيضًا أن دمشق ليست جزءًا من العالم الحميم الذي تحدث عنه أبوه، وأنه لا يستطيع أن يتحرك فيها كما يشاء، ولا أن يقول فيها ما يصبو إليه، كما تبين له أن لكلامه سقفًا وحدًّا لا يستطيع أن يتعداه، وأن ثمة قوى تملك القدرة على إسكاته، ومنْعِه من (الحَكْي)، مع أن (تعلم الحَكْي) كان هدفَه في الحياة، وهو ما همس به في أذن طفلة في مثل عمره ذات يوم (ص 41)، وما صرح به لأبيه عندما طُلِب منه الالتحاقُ بالمدرسة (ص36)، ولما كان الاعتداءُ على (كلامه) يوازي الاعتداءَ على (كينونته) شأنه في ذلك شأن أهل الصحراء الذين «كان كلامُ المرء عندهم جزءًا منه، وكان اعتداءُ أحدٍ على كلامهم يوازي الاعتداء على كيانهم» (ص33)؛ ولذا قرر الهرب ومغادرة دمشق عندما طُلِب منه أن يتوقف عن الكلام فيما يرغب فيه، مع أن الكتب والقراءة ساعَدَتاه في اكتشاف هُويته وتنامِي وعيه، كما جعَلتاه يستجيب لنداء جسده بحرية، وهو ما غير من آلية استجابته للعالم من حوله، ولا سيما بعد قراءته لرواية (الإخوة كارامازوف) في دمشق، وازدياد خبرته الجسدية؛ إذ تغير موقفُه الأخلاقي من العالم، ورفض أن يبقى ضحية (ص223)، وقرر أن يتمرد على العالم من حوله، ويغير آلية حياته ومصيره بشكل حاسم، كما قرر أن يكسر الدائرة التي بدأت تنغلق عليه من جديد؛ بعد أن أدرك أن فتحها هو الذي سيفتح له آفاق الكون، ويتذوق طعم الحرية التي كان يتوق إليها.
وجود أصيل لذات واعية
بحث الصبي، الذي أصبح فتى، في النص، عن الوجود الحقيقي الأصيل لذات واعية تقرر تحقيق وجودها الإنساني بمنجى عن الخوف والاستلاب الذي يقبله غيرُها، ويتكيف معه، ويعده جزءًا من حياته، وقدرًا ينبغي قبولُه، ودخَل في مواجهة مع واقعه، وعبر عن رفضه له من خلال الكتابة؛ فاصطدم بسلطة مُهيمِنة رأتْ في محاولته خطرًا عليها، وبعد أن اكتملت المواجهةُ بين الطرفين قرر الصبي (الذي أصبح شابًّا وكاتبًا) الهربَ خوفًا من السلطة التي استجوبتْه، وحرص على ألا يتنازل عما يتمسك به، ويعده هُوية له؛ ذلك أن البقاء في دمشق كان سيُفضي به إلى التنازل عن هذه الهُوية؛ ولذلك آثر الهرب منها إلى مكان آخر صونًا لذاته من التشظي، ورغبة في عدم تقديم أي تنازل عما يؤمن به، ولا سيما بعد أن أصبح الخوفُ جزءًا من وجوده فيها.
وقد اكتشف في دمشق، بعد أن تنامى وعيُه بسبب القراءة، قسوة العوز والحرمان الذي عاشه مع أهله في الحماد، وعاشه أضرابُه من الصبيان مع أسرهم، كما تبين له أن هناك قوة عاتية تُمسِك بدفة القدر، وتُوجهها لمصلحتها الخاصة، وسعى للخلاص من الشبكة التي كان يتخبط فيها، وكادت تُطبِق عليه، وتبين له أن السبيل الوحيد للخلاص مما هو فيه أن يعبر الحدود إلى بيروت، التي كانت وجهتَه الممكنة للوصول إلى الحرية، وبناء الهُوية، وتحقيق الذات، والخلاص من إسار القهر والظلم والحرمان الذي كان يرسف فيه.
وفي بيروت ظل يحس بالتوجس والخوف، فقرر الهربَ منها «إلى العدم، إلى عدم العدم إنْ كان موجودًا» (ص 247)، وحين شعر بالتردد في الرحيل قرع نفسه قائلًا: «إنه إنْ لم يسافر سيكون من الموتى/ الأحياء الذين يقبلون بأي حياة تُتَاح لهم، ولا يسعَوْن إلى تغييرها، وأن أقصى ما يمكن أن يقع له إنْ عاد إلى دمشق هو أنْ يقدم التنازل تلو التنازل، ويرضى بما هو مرسوم له من قبل القوة التي تُحكِم الرقابة عليه، وتطلب منه الالتزام بما هو مطلوب منه، وعندئذٍ سيُتاح له العملُ، وسيعيش كغيره، وإنْ كان سيُضطر إلى إهدار بعض «كيانه الذي كونه حبةً حبة»، والذي هو جوهر وجوده، ومبرر هذا الوجود، وقد يُفضِي به ذلك إلى أنْ يهوي مثل حصوة في بئر بلا قعر» (256)، وقد يخسر عندئذٍ وجوده ذاته؛ لذا بدا له بابُ الباخرة البيضاء التي نوى استقلالها هو «بابَ الكون» الجديد الذي سيلِجُه (ص 256)، ومع أنه استطاع دخول الباخرة بنجاح، وأفلت من قبضة ضابط الشرطة الذي كان يراقب المسافرين فإنه بقي مترددًا في العودة إلى مكانه «القديم الذي فر منه قاتمًا، ومحتقنًا بالشر مثل قلعة سوداء» (ص 261)، لكن الباخرة البيضاء حسمت الأمر؛ إذ «أغلقت أبوابها السميكة، وتعالى صفيرُها القاسي يُعلن المسير» (ص262)؛ وهكذا غدا «البابُ السميكُ» و«الصافرةُ القاسيةُ» رمزين للانفتاح على عالم مجهول لا يعرف عنه شيئًا، وإنْ كان النص قد ترك علامة تدل على التفاؤل من خلال استخدامه اللونَ الأبيضَ للسفينة، وهو لونٌ يدل على التفاؤل، ويرشح بمستقبل وضاء قادم.
الاحتفاءُ بالجسد بوصفه تجليًا لتشكيل الهُوية
سعى الصبي، في الخطاب الروائي، إلى تشكيل هُويته من خلال القراءة التي أسهمت في تشكيل وعيه، كما سعى إلى إشباع رغباته الجسدية من خلال علاقاته بالفتيات والنساء من حوله، وقد لاحقت الرواية تجاربَ الصبي العاطفية، وتنامِيَ خبرته الجسدية مع النساء، وجعلتْ إصغاءه لنداء جسده جزءًا من تشكيل هُويته، وعدت استمرارَ إصغائه لجسده وتلبيتَه لندائه متابعةً لآلية هذا التشكل؛ إذ لا انفصالَ في الرواية بين تشكيل الهُوية والاستجابة لنداء الجسد، فالذاتُ تجد هُويتها في تنامي وعيها وإدراكها لكينونتها، وعلاقتها بالفضاء الموار من حولها، كما تجد هُويتها في الاستجابة لنداء جسدها وليس في قمعه؛ ولذا فإن الاحتفاء بالجسد في الخطاب الروائي هو تجلٍّ للاحتفاء بالهُوية، وتأكيدٌ أن الهُوية لا تتحقق من خلال المعرفة والوعي وحسب بل لا بد لها من إرواء الجسد، لأن في قمع الجسد ورفض الاستجابة لندائه بضغط (التابو الاجتماعي) أو (الديني) حيلولةً بين الذات وهُويتها التي لا يمكن أن تكتمل إلا بإشباع حاجتها إلى الجنس، فضلًا عن حاجتها إلى المعرفة وامتلاك الوعي الجمالي في الوقت نفسه.
تشكيل الخطاب الروائي
في ظني أن من يقرأ هذا النص البديع لا بد له من الاحتكام إلى حاسة البصر في تلقيه؛ لأن الكاتب حشد فيه مجموعة من المشاهد البصرية الفاتنة سواءٌ في وصف المكان والشخصيات، أو في وصف الأفعال التي تجترحها هذه الشخصياتُ في مواجهتها للواقع، أو في استجابتها لنداء الجسد. وقد اعتمد الكاتب في تشكيله لصوره السردية على حاسة البصر، وجعلها أداةً في تعرف شخصيته المحورية إلى العالم من حولها، وكون من عالم الصحراء المحدود جمالياتٍ رهيفة ارتقت بصورة الصحراء في النص إلى ذرى بديعة من ذُرَى الجمال والتألق والإبهار.
كما أعاد بناء المكان بما يتناسب مع تشكيل بنية النص كله، ومنحه دلالةً جديدة تتوافق مع الدلالة العامة للنص نفسه، فجعله مفتوحًا في بداية النص ومفعمًا بالرحابة، ومناسبًا لتشكل ذاتٍ لا تواجه محظوراتٍ قاهرةً أو تابواتٍ ضاغطةً تحول بينها وبين تحقيق ذاتها وبناء هُويتها، وإنْ كان قد لمح إلى وجود قوة خفية تتحكم بهذه الرحابة، وتُهيمِن عليها، غير أن هذه القوة لا تُضيق الخناق على الناس، ولا تتدخل بشكل سافر في صياغة حياتهم اليومية، وإنْ كانت آثارُها قد بدأت تظهر في إفساح المجال لشريحة اجتماعية محددة كي تُثريَ وتُصابَ بالتخمة على حساب شريحة أخرى كانت تعيش في فقر مدقع، وهو ما شاهده الصبي حين غادر الحماد مع أهله إلى الدرباسية وعامودا بقصد إكمال دراسته، وقد بدأ المكانُ في النص يضيق بالناس، وينغلق عليهم، ويتحول إلى حيزٍ مكتظ بالمحظورات مع انتقال الفتى إلى دمشق لإكمال دراسته، وظل يضيق باستمرار إلى أن تحول إلى حيز قاهر أحكم قبضته على عنق الفتى، وحال بينه وبين قول ما يريد، وهو ما أجبره على الهرب إلى بيروت ومنها إلى الخارج.
وعلى الرغم من كثرة العجاج في الصحراء فإن اللونين الرمادي والأسود ظلا نائيًين عن مشاهد الكاتب البصرية، وظل احتفاء الكاتب بالألوان مهيمنًا على مشاهد القسم الأول من الرواية، وهو ما جعلنا نحس بالبهجة تعتمل في دواخل الشخوص وهي تواجه فضاء الحماد، وتنعم بما يشتمل عليه من مشاهد ضوئية وجمالية باهرة.
وقد حرص الكاتب على جعل الحماد موشحًا بالنور ومفعَمًا بالضوء والبهجة، واستخدم اللون والضوء بوصفهما عاملين من عوامل تشكيل الذات والهُوية في حياة الصبي وأبيه، وحين أحاط المكانُ بالفتى، وأمسى كالكماشة، وكثرت المحظوراتُ في حياته استُثمر غياب الضوء (أو نور القمر) لتأكيد وجود محظور يحول بين الشخصية وإرواء عطشها للجنس والحياة، وأمسى عائقًا يمنعها من تحقيق ذاتها على الوجه الأمثل. كما حرص الكاتب أيضا في تشكيل لغته السردية على توشيتها بالتشابيه الحسية الملتقطة من البيئة (الرواية، ص 57)، كما استعان بالملفوظ الشعبي الذي أفسح المجال للشخصيات كي تتحدث بلغتها ومنطوقاتها العفوية الطازجة (نفسه، ص200)، وأتاح المجال لسارده العليم كي يستخدم الحذف غير المعلن بغية التخلص من الفجوات الميتة في زمن السرد (ص202)، وبذلك أبعد روايته عن الإطناب والترهل، وأكسبها نعمة التكثيف والادخار والشفوف معًا.
المنشورات ذات الصلة
قراءة في تجربة العماني عوض اللويهي بين العتمة والماء يتشكل العالم
الشاعر العماني عوض اللويهي يقترح نصًّا مغايرًا، يبتعد من المألوف من خلال مجموعاته الشعرية: «العتمة تفر من ظلالها»،...
«القبيلة التي تضحك ليلًا» لسالم الصقور تشظي الذات بين المواجهات النسقية
يقدم الروائي السعودي سالم الصقور في تجربته الأولى مواجهة نسقية ناقدة، ينتمي فيها الفرد إلى حقبة زمنية موسومة عالميًّا...
«سجادة فارسية» نسيجُها القصائد… مختارات من الشعر الإيراني المعاصر
في ترجمة الشعر تخضع النصوص أو تتحرر. بعضٌ يترجم أعمالًا تشبهه، يختار قصائد ودّ لو كتبها، وإذا اضطر إلى ترجمة قصائد لا...
0 تعليق