واصل المركز إصدار دورياته المختلفة، فأصدر مؤخرًا عدد دراسات رقم (11) بعنوان: «داعش والإرهاب العابر للحدود»، للباحث السعودي المتخصّص في شؤون الجماعات المتطرّفة حسن سالم بن سالم، ويرصد فيها مدى اعتماد تنظيم داعش منذ ظهوره على إستراتيجية رئيسة تقوم باستهداف العدو القريب وفق جهاد التمكين والسيطرة المكانية، وحصر ساحات المواجهة في الدول القريبة، وهي إستراتيجية تمثّل أحد أبرز الفوارق بينه وبين تنظيم القاعدة، الذي كان يركّز نشاطه في استهداف «العدو البعيد» من خلال الجهاد والهجمات النكائية. ويؤكد الكاتب أن تنظيم داعش دعا، في أعقاب تشكيل التحالف الدولي لمحاربته بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في سبتمبر عام 2014م، إلى تنفيذ هجمات ضد المصالح الغربية في أنحاء العالم كافةً عبر تحريضه «الذئاب المنفردة» على تنفيذ عمليات فردية وشبه عشوائية ضد تلك المصالح، مشيرًا إلى أن إعلان التنظيم تبنّيه المسؤولية عن تنفيذ الهجمات الإرهابية التي عصفت بالعاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر عام 2015م يشير إلى نقطة تحوّل جوهرية في إستراتيجيته ونهجه التقليدي، وبدئه بقرار مركزي من قيادة التنظيم مرحلةً جديدةً من استهداف عواصم الدول الغربية وكبريات مدنها، وأن «العدو البعيد» أصبح هدفًا له الأولوية عند قيادة التنظيم.
0 تعليق