كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
خالد اليحيا: «المملكة الموازية» مبادرة تتوسل الفن في تحقيق هدفها
يعد مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي واحدًا من أضخم مبادرات التنمية الاجتماعية التي أطلقتها أرامكو السعودية، وبُدِئ في تشييد المركز في شهر مايو من عام 2008م، عندما وضع الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حجر الأساس. ويهدف المركز إلى دعم جهود المملكة في التنمية الاجتماعية والثقافية، مركزًا بشكل خاص على الصفة الإبداعية في المجالات المعرفية. يقع المركز في منطقة الظهران، على بُعد خطوات من «بئر الخير» حيث اكتُشف النفط في المملكة للمرة الأولى. ولهذا الموقع دلالته الرمزية؛ إذ يسعى المركز إلى تطوير مصدر أكبر للثروة يتمثل في الطاقات الخلَّاقة الكامنة في المجتمع والأجيال الصاعدة والمقبلة. بدأ المركز بإطلاق فعالياته الثقافية والفنية والفكرية الموجهة للشباب، وستستمر هذه الأنشطة إلى حين الافتتاح الفعلي للمركز.
بدأت أولى مبادرات المركز في أميركا وتحديدًا في ولاية تكساس أكبر الولايات الأميركية من ناحية المساحة؛ فهناك تجول الأميركيون في متحف ستيشن، إذ أقيمت في يونيو الماضي فعاليات معرض المملكة الموازية، بالتعاون مع أستديو غارم. وقال الدكتور خالد سليمان اليحيا الذي يرأس البرامج التعليمية في مركز الملك عبدالعزيز المسؤول عن فعاليات المملكة الموازنة: إن رؤية المعرض الرئيسة هي بناء جسور التواصل بين المجتمعات؛ «فالشباب السعودي قد يساء فهمه؛ لأنه لم تتح له الفرصة لعرض الملكات الإبداعية التي يمتلكها، فنحن نرى أنفسنا نافذة لهؤلاء الشباب، وهذه المبادرة اختارت العمل الإبداعي تحديدًا لتعريف العالم على السعودية والشباب السعودي؛ فالفن والإبداع يصل إلى العموم وليس إلى النخبة، ويخاطب الجمهور العريض. والمبادرة تحتمل القراءة وليس الحتمية التي كرست مفاهيم خاطئة عنا، إذ إنها قابلة للنقد والحوار، وإعادة اكتشاف ذواتنا من خلال القراءات المتعددة».
غارم وقصب السبق
وفيما يتعلق باختيار أستوديو غارم للفنان عبدالناصر غارم تحديدًا في الانطلاقة الأولى لهذه المبادرة؛ أوضح اليحيا أن المسألة متعلقة بالجاهزية فقط؛ «إذ حقق غارم قصب السبق في العمل الفني، وله أعمال اقتنتها كبار المتاحف العالمية، كما هو معروف في مدينة لوس أنجلس وغيرها من الولايات الأميركية، إضافة إلى أنه غالبًا ما يلجأ في أعماله إلى أنماط هندسية معقدة يستقيها من الثقافة العربية، ويمزجها برسائل غامضة تدور حول الطريقة التي يجري من خلالها استغلال الدين والسلطة في التأثير في الناس. وهو يعمل على تقديم الفكرة بطريقة تجعلها تبدو جميلة، حتى إن كانت الرسالة التي يوصلها صعبة نوعًا ما».
اليحيا أكد أيضًا أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي أتاح من خلال المعرض للشباب أن يتواصلوا مع العالم، بعرض لوحاتهم الفنية التي تناقش قضايا تتصل بالتحديات التي تواجه العالم المعاصر ومكوناته البشرية، مهما كان العرق أو الجنس أو الديانة التي ينتمي إليها، كما هي الحال في معرض «المملكة الموازية»، مشيرًا إلى انتقال المعرض إلى سان فرانسيسكو، تحت عنوان (جيل. generation)، لمجموعة من الفنانين والفنانات السعوديات، ويبلغ عددهم تقريبًا أحد عشر، «علمًا بأنه سيكون أكبر حجمًا، وسيحتوي بمساحته الشاسعة على لوحات فنية متعددة التأويلات والمدارس الفنية، إضافة إلى منحوتات ومجسمات «كابيتال دوم» بـارتفاع اثني عشر مترًا، التي تمتلك قبة تبدو سقفًا للكونغرس، ومن الداخل تحمل طابعًا خالصًا للبناء الإسلامي ذي الهوية الخلابة جدًّا».
علامة فارقة
وعن التأثير أو الانطباع الذي تركه المعرض في الزوار وعكسته الصحافة الأجنبية، قال الدكتور خالد اليحيا: إن المعرض كان بمنزلة العلامة الفارقة والنوعية، مقارنة بالمبادرات الثقافية التي قامت بها المؤسسات السعودية الأخرى؛ «فالصحف في مدينة هيوستن قد غطت الخبر في شكل موسع، وصنفه الكتّاب هناك واحدًا من أفضل خمسة معارض في الشهر السادس من هذا العام».
ويضيف أن السبب في هذا النجاح أن المبادرات الأخرى «ربما كان لديها هاجس قوي في التعريف بنا بشكل أساسيّ، لكن ليس في تقديم فنوننا، وترك الجميع في أن يفهمها بالطريقة التي يود، وفق القانون الفني الذي ينص دائمًا على أن الفن هو القيمة الأسمى بين كل القيم الأخرى!».
وعن الحرص على تقديم هذه الفعاليات في أميركا من دون غيرها، أشار اليحيا إلى أن الفعاليات «ليست موجهة تحديدًا إلى أميركا من دون غيرها من الدول والثقافات، إنما هي موجهة إلى العالم أجمع. ففي المستقبل ستكون هناك زيارات عدة لدول أوربية».
وأكد الدكتور خالد سليمان اليحيا أن الطموحات لن تقف عند هذا الحد، «بل هناك فعاليات أخرى متنوعة، بجانب الاعتزام في الشهور القريبة على إقامة معرض آخر في سان فرانسيسكو ونيويورك، إضافة إلى سلسلة من عشرة معارض ستقام تباعًا في أميركا بولاياتها المتعددة، خلال الأشهر التسعة المقبلة».
المنشورات ذات الصلة
رحلة الكتابة والخط والبحث عن الجوهر
تتناول النسخة الثانية من معرض «رحلة الكتابة والخط» الذي يقام في مدينة الرياض وينتقل لاحقًا إلى المدينة المنورة، البُعد...
مدير عام قطاع الأدب في هيئة الأدب والترجمة والنشر خالد الصامطي: نسعى لكسر الحواجز بين الأدب والفرد وبين الأديب وجمهوره
أوضح مدير عام قطاع الأدب في هيئة الأدب والترجمة والنشر خالد الصامطي، فيما يخص آلية عمل الشركاء الأدبيين، أن الهيئة...
تركي الفيصل يستقبل المبعوث الخاص الصيني للقضية السورية
استقبل الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، في مكتبه بالمركز في سبتمبر...
0 تعليق