
عبدالوهاب أبو زيد
الحكايةُ كانت
تقلّمُ في هدأةِ الصمتِ أظفارها
وتحدّقُ في ليل مرآتها
تحت ضوءٍ نحيلٍ
تسرّب من زيتِ مشكاتها
ليمدَّ عليها غشاءً كثيفًا
من الذكرياتْ
الحكايةُ كانت تعيدُ تفاصيلها
وتضيءُ قناديلها
لقلوبٍ تُرتِّل في السرِّ
أسماءَها والصفاتْ
الحكايةُ وهمُ الحكايةِ
معنى النهايةِ ملتبسًا بالبدايةِ
ما يتسلل من وهجِ الأمسِ
ممتطيًا صهوةَ المفرداتْ
الحكايةُ ظلُّ الحكايةِ
رجعُ صداها البعيدْ
حين يطرقُ أبوابنا
متعبًا مثقلًا بالبريدْ
حاملًا بين كفيه أخبارَها
الحكايةُ
تُبعثُ
حين تخونُ الشفاهُ الشفاها
الحكايةُ تبقى
وإن نسجتْ فوقها العنكبوتْ
بيتها، وتلاشى صداها
الحكايةُ ليستْ تشيخُ
وليستْ تموتْ
الحكايةُ تُسقى
بماءِ الحكايةِ
حتى تعيدَ إلى ما تصحّر
من تربةِ الذكرياتِ الجديبةِ
أشجارها
الحكايةُ تُجري على الأرضِ
(ما أتعسَ الأرضَ لولا الحكايةِ!)
أنهارها
الحكايةُ تؤوي الطيورَ التي بعثرتْ
قبضةُ الريحِ أوكارَها
الحكايةُ تأفلُ كالشمسِ
لكنّ آثارَها…
0 تعليق