كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
كي يبدو مثلنا
ما زالت قدمي اليمنى تنزفُ
كأنّني ما زلتُ عالقًا بين الأسلاك الشائكة وحقل الألغام
والقنّاصُ التركيّ يتسلّى ولا يقتلني
كأنّني لم أغادر بلدي منذ سنوات
ولم أعطِ ظهري لأحد!
●●●
أنا النبتة في أصيص الشرفةِ
النبتةُ التي كنتِ تسقينها
النبتة التي كبرتْ واصفرّت دون تذمّر
مضت كلّ هذه السنوات
دون أن تعرفي.
●●●
كنتُ أريدُ أن أذهب لأغطّي البحر المرتجفَ بشال صغير
بكنزة صوف أكبرَ من مقاسه
كي يبدو مثلنا.
●●●
عندما ضمّتنا
أخذتِ الأسلاكُ الشائكة نفسًا عميقًا
ودخلتْ تحت جلدنا
نفرَت منها الدموع
ونفرتْ منّا.
صار لنا أخيرًا
أسلافٌ
رقيقون
من المعادن.
●●●
في آخر النفق وجدنا ضوءًا بالفعل.
بصيصًا من الضوء كما قال الكثيرون
وكانوا يسمّونه سرابًا.
●●●
الهواءُ نظيفٌ هنا أكثر من هواء بلدي
نظيف بشكل خانق.
●●●
على الحواجز كانوا يعثرون علينا بسهولة في بطاقاتنا الشخصيّة
وكانوا يُقلّبونها كثيرًا كي يتخثّر دمنا.
على الحواجز كنتُ أبحثُ في الجنديّ أيضًا
كنتُ أبحث عن أنثى في عينيه
عن زرقة على رقبته بسبب الحب
عن كدمة على قزحيّته بسبب الهجران
ولكن لا شيء فيه، لا شيء
مثل هذا الثلج المتسخ في الطرقات
وكنتُ
أتألّمُ لأجله.
●●●
اخترتُ العيشَ في مدينة بحريّة
كي أدير ظهري للبحر.
●●●
لا أفعلُ شيئًا
لا أخرج من البيت
عندي فكرة راسخة،
أسقيها مثل نبتة ضعيفة،
بأنّهم استعملوا كثيرًا الحياة التي في الخارج
وما عادتْ
تخصّني
في شيء!
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق