كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
قصص قصيرة جدًّا
القطة
استيقظ من النوم وهو يصرخ: «لم أعد أرى شيئًا، هناك أحد ما الْتهم عيني»!
اجتمع أهله حوله وهم ينظرون إليه بحزنٍ شديد. لقد أصيب بالعمى منذ سبعة أيام، وعلى الرغم من أنه لم يعد يرى شيئًا في الواقع، فإنه ما زال يبصر الحلم ذاته في كل ليلة، الحلم الذي يكرر مشهدًا حدث قبل سبعة أيام بالضبط؛ حين حاصر القطة في آخر الزقاق، القطة التي ظلت تحدق في عينيه بشجاعة، وكأنها كانت تنوي التهامهما.. قبل أن يفلق رأسها بالعمود.
مجرد صدفة
قالت لي فتاةٌ لا تعرفني: إنني أشبه شخصية قرأتها في رواية لا تتذكر اسمها.. قلت لها: إن عبارتها هذه وردت في رواية لا أتذكر اسمها.. والآن بعدما مضينا في دربين مختلفين تمامًا كما اقتضت الحياة، وبينما هي الآن ترتدي سماعاتها وترسم لوحة الساعة الرابعة والنصف فجرًا.. وبينما أنا أشرب الشاي وأكتب نص الرابعة والنصف فجرًا.. يتذكر كلانا اسم الرواية، ونكتشف في ذات اللحظة أننا نتحدث عن الرواية نفسها.
الرجل الذي تحول إلى شجرة
حين قرّر أن ينتظرها، نبتت مكان ساقيه جذورٌ كثيرة، سرعان ما انغرست عميقًا في التربة، ويومًا ما حين تعود، ستجده في المكان نفسه، وعلى الهيئة نفسها، ولكن بدلًا من ذراعيه النحيلتين ستحيطها أغصانٌ وطيور، وشعره الذي تحبه سيغدو ورقًا أخضر وكثيفًا، وحين تنطفئ عيناه، ستنبت ثمرتان مكانهما، أما قلبه.. فذلك مجرد خشبة!
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق