جدتي
في صباي كنت أرسم
شخوصًا أحرصُ على أن أجمعهم مع الفرح في صندوق لكنهم سرعان ما يهربون،
أرسم معهم قططًا كاملة مكتملة لكنها لا تموء بل تبكي.
في حي يسمونه «سومر» رسمت قاربًا صغيرًا، وحين استيقظت صباح اليوم التالي وجدت الحي وقد تحول إلى هور، وقاربي تقوده امرأة بعباءة سوداء نادتني من بعيد وكانت جدتي.
وحين رسمت، في صباي، أصدقائي غرق بعضهم في ماء قليل، وآخرون ماتوا على الرمل،
أحدهم خدش عفنه بدينار، وآخر دفن شعره في قبر.
في صباي كل من رسمتهم هلعين.
– لا أريد أن أرسم بعد الآن..
قلت لنفسي هذا، يوم حلمت بكِ منذ صباي وحتى الساعة.
علبة نسيان
الساعة الآن الخامسة ونصف الحلم،
الثلج يجهز نفسه هنا.
لكني وأنا أفتح عيني ويدي تمتد لعلبة السجائر أتدفأ بكِ وأنت هناك
ليهبط الثلج مثل مظليين بيض من طائرات كثيفة.
أنا دافئ بكِ ويحرسني إخوتي الحقول
قبضة يدك وهي تقطر حزنًا ونعناعًا على ما تبقى من حياتي،
قبضة يدي تعصر ذكريات رجل مرَّ من تحت كل غيوم الأرض واهتدى للمطر الأخير في عنقك.
أنا الرجل الذي يحب كثيرًا فكرة الطيور،
يشتري مع علبة سجائره كل يوم علبة نسيان،
يغفو على أغنية ولا يصحو عليها.
تتناسل أحلامه حتى إنه يجد عشبكِ في فراشه.
رجل في الآخر أحمق لكنه طيب باعتراف كل الفراشات الحزينة التي مرت بنوافذه.
تَعَلَّمَ من صفعة الشرطي ومن قبله حبيبته أن الحياة واسعة، وأنكِ ستنتظرينه على حافة شارع ما في مدينة.
0 تعليق