كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
إحدى عشرة مقولة غير متوقعة ضد الديمقراطية من الآباء المؤسسين لأميركا
كثير من المواطنين الأميركيين يناضلون لتحديد ما إذا كانوا يحبون أو يكرهون سياسات بلدهم الأم، ومن المثير للاهتمام أن بعض الآباء المؤسسين ناضلوا أيضًا من أجل تقرير ذلك، وعلى ما يبدو فإن بعض الآباء المؤسسين كانوا مؤيدين للديمقراطية بشكل لا يصدق، بينما فضل آخرون «الجمهورية التصويتية». وبناءً على بعض المقولات المناهضة للديمقراطية من الآباء المؤسسين مثل جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وجون آدمز، فمن المحتمل تمامًا أن هؤلاء السياسيين لم يكونوا يعرفون بالضبط ما تحتاجه أمتهم الجديدة، ومن الممكن أن هؤلاء الرؤساء السابقين كانوا ضعاف الرأي مثل أكثرية الرؤساء الأميركيين الأخيرين.
١- كان يعتقد أن الديمقراطية ستدمر البلاد:
وعلى الرغم من أنه أكمل خدمته رئيسًا للولايات المتحدة في عام 1801م، كان لدى جون آدمز دائمًا الكثير ليقوله عن الديمقراطية. في رسالة إلى جون تايلور في عام 1814م، حطَّم آدمز ما اعتقد أنه بناء معيب، فكتب: «تذكر أن الديمقراطية لا تدوم طويلاً. إنها سرعان ما تهدر وترهق وتقتل نفسها. لا توجد أبدًا ديمقراطية لم تنتحر».
٢- جون آدمز اعتقد أن الديمقراطية ستؤدي إلى الفوضى:
وفي مقال له في عام 1807م حذر جون آدمز من تطلعات الرجال، ووفقًا له، فقد سمحت الديمقراطية للرجال بإشباع رغباتهم الظالمة الوضيعة على حساب الجماهير، وهو لم يكن يعتقد أن الحكومة تستطيع السيطرة على الرجال الذين سبق أن تعرضوا للفساد، وكان يرى أن: «الديمقراطية، سوف تتحول قريبًا إلى فوضى تجعل كل إنسان يفعل ما هو صحيح في عينيه، ساعتها لن تكون حياة أي إنسان أو ممتلكاته أو سمعته أو حريته آمنة، وكل ذلك سيتحول قريبًا إلى نظام لإخضاع جميع الفضائل الأخلاقية، والقدرات الفكرية، وجميع قوى الثروة والجمال والذكاء والعلوم، للملذات الوحشية، والإرادة المتقلبة، والقسوة المميتة لشخص واحد أو عدد قليل جدًّا من الأشخاص».
٣- إلبريدج جيري كان يعتقد أن الديمقراطية غمرت البلاد بالشر:
وخلال مناقشات عام 1787م، أكد إلبريدج جيري أن الديمقراطية سمحت لرجال أنانيي الاهتمامات وخبيثين بتضليل الجماهير تحت ستار الوطنية، فدوّن: «الشرور التي نشهدها تتدفق من فائض الديمقراطية. الناس لا يريدون الفضيلة، ولكنهم يتظاهرون بالوطنية الخادعة».
٤- بنيامين راش كان يعتقد أن الديمقراطية شيطانية:
مع احتدام النقاش الدائر حول الديمقراطية بين الآباء المؤسسين، أكد الكاتب والطبيب بنيامين راش، أن الديمقراطية في الواقع شريرة، وأن الرجال الديمقراطيين سيفعلون أي شيء للحصول على ما يريدون؛ وأن الفساد والجشع يحكمهم، وقد نوه راش إلى أنّ: «الديمقراطية البسيطة هي حكومة يملكها الشيطان».
٥- ألكساندر هاملتون حذّر من أن الديمقراطية قد تؤدي إلى حكم فردي آخر:
كان ألكساندر هاملتون يعلم أن إقامة الديمقراطية سيكون أمرًا صعبًا، وبخاصة إذا كانت المكاتب مفتوحة فقط لرجال ذوي ثروة أو وضع معين، وفي أثناء مناقشات عام 1787م، حذر هاملتون من أن الطبقة الدستورية ستعود إلى الأرستقراطية والنظام السلطاني، وهذا ما كان سكان المستعمرات قد تمردوا ضده بالفعل، وقد اعترف هاملتون بمخاوفه، قائلًا: «إذا كنا نميل إلى الديمقراطية أكثر من اللازم، فسنقع قريبًا في الحكم الفردي».
٦- جورج واشنطن كان يعتقد أن الديمقراطية دفعت الناس إلى اتخاذ قرارات عاطفية سيئة:
في رسالة إلى ماركيز دي لافاييت عام 1786م، كتب جورج واشنطن عن أخطار الديمقراطية، وهو لم يكن يعتقد أنه يمكن الوثوق بمعظم الناس لاتخاذ قرارات جيدة، وقد أقر واشنطن بأن الدستور الذي شُكّل حديثًا ما زال بحاجة إلى العمل، وفي رأيه: «إن واحدًا من شرور الحكومات الديمقراطية هو أنه يجب على الناس الذين لا يكونون دائمًا واضحي الرؤية ويضللون كثيرًا، أن يشعروا قبل أن يتمكنوا من التصرف بشكل صحيح؛ ولكن عندها فمن النادر لشر من هذا النوع ألا يفعل فعله».
٧- جون جاي اعتقد أن الدين يمكن أن يجعل الديمقراطية أفضل:
رئيس القضاة الأول في المحكمة العليا جون جاي كان يعتقد أن الديمقراطية ستكون بخير طالما أمكن تنظيمها، وكان يرى أن الديمقراطية يمكن أن تعطي فرصًا لا مسوغ لها للرجال الجشعين، ولكن، وفقًا له، فالأخلاق والعقيدة الدينية يمكن أن تبقي الديمقراطية تحت الرقابة، وقد أشار جاي: «كثيرون… يحبون الديمقراطية البحتة. يبدو أنهم لا يرون أن الديمقراطية البحتة هي مثل الروم الصرف، الذي يؤدي بسهولة إلى الثمالة ومعها آلاف الأعمال الحمقاء والطائشة».
٨- فيشر أميس كان يشبّه الديمقراطية بالبركان الناري:
لم يكن فيشر أميس من محبي الديمقراطية، وقد اعتقد أنها شكل خطير لا يصدق من الحكم، ويمكن أن يفسح المجال أمام الفئات غير المستقرة، والحضارات القديمة التي جربت الديمقراطية منذ قرون مضت قد انهارت جميعها، وقد أراد أميس تجنب ذلك، فقال: «الديمقراطية هي بركان يخفي المواد النارية المدمرة، وهذه ستنتج ثورانًا وتحمل الخراب في طريقها».
٩- ألكسندر هاملتون أراد حكومة أكثر اعتدالًا:
ألكساندر هاملتون، أول وزير للخزانة، آمن بكل إخلاص بالاعتدال، وكان هاملتون مقتنعًا بأنه إذا لم تقدّر الحكومة ضبط النفس والسيطرة على الذات، فالأمة ستسقط، وقد أشار إلى أن: «الحرية الحقيقية ليست موجودة في الاستبداد أو في أقصى درجات الديمقراطية، ولكن في الحكومات المعتدلة».
٠١- جيمس ماديسون لم يكن لديه أي إيمان بالأغلبية السكانية:
كان الرئيس الأميركي الرابع جيمس ماديسون حذرًا جدًّا من قوة الأغلبية، وقد استشهد ماديسون باليونان وروما كأمثلة على الأمم التي أخضعت الناس الأفقر والأقل ثقافة للظروف المشينة، وذهب ليقول: «عندما تتحد الأغلبية بعاطفة مشتركة، وتتاح لها فرصة، تصبح حقوق الفئة الأقل غير مضمونة».
١١- جيمس ماديسون كان يعتقد أن الديمقراطيات قصيرة الأجل وعنيفة بشكل مفرط:
في الورقة الفيدرالية رقم 10 لعام 1787م، كتب جيمس ماديسون أن الديمقراطيات الحقيقية كانت عرضة للشقاق، وأن الجماهير ستتبع مشاعرها الخاصة على حساب أية جماعة أقلية. أراد ماديسون أن تكون الأمة الأميركية أشبه بجمهورية بحيث يمكن تمثيل فئات أكثر من الناس، وكان يعتقد أن هذا التنويع سيمنع الفساد، فنوه قائلًا: «لطالما كانت الديمقراطيات مسرحًا للاضطرابات والشغب والنزاعات، ولطالما كانت متنافرة مع الأمن الشخصي أو حقوق الملكية، وكانت بشكل عام قصيرة في حيواتها مثلما كانت عنيفة في احتضاراتها».
المصدر:
https://www.ranker.com/list/founding-fathers-anti-democracy-quotes/melissa-sartore
المنشورات ذات الصلة
صناعة النخب
لا شك في أن «النخب» بما يتوافر لها من قدرات ذاتية مدعومة بالتميز الفكري والثراء المعرفي، وبما تملك من أدوات التأثير...
جاك دريدا قارئًا أنطونان أرتو
كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في...
اليوتوبيا ونهاية العالم… القرن العشرون صحبة برتراند راسل
في 26 أكتوبر 1931م، كتب الفيزيائي والرياضي إدموند ت. ويتاكر، الأستاذ في جامعة إدنبرة، لابنه انطباعاته عن كتاب برتراند...
0 تعليق