كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
التحديات الرقمية في المنطقة العربية
ما زال تعاملنا في المنطقة العربية مع مستجدات العالم الرقمي متباينًا؛ بين دول منخرطة منذ أكثر من عقد في الاشتغال على توظيف ما تتيحه التجارب الرقمية خدمة لمشروعات التنمية المحلية والإقليمية، وأخرى ما زالت متواضعة في تفاعلها مع ثورة علمية تساهم في إعادة تشكيل رؤى الإنسان المعاصر لذاته ومحيطه والعالم في آن. بعد انتشار وتوسع العوالم الرقمية في المجالات والثقافات العالمية كافة، ظهرت تحديات عدة ذات صلة بحقول الفكر والسياسة والثقافة والدين والاجتماع وغيرها، وهو ما يُفسر انخراط العديد من المفكرين والباحثين في الاشتغال النظري على هذه التحديات، سواء عبر إصدار مؤلفات ودراسات أو تنظيم مؤتمرات وندوات، وإن كنا نشهد فورة في هذا الاشتغال في الغرب على الخصوص، تحديدًا في الساحتين الأميركية والأوربية، فإننا أصبحنا نعاين شروع بعض دول المنطقة في طَرْق هذا الباب العلمي المفتوح على آفاق بلا حدود من الإبداع والتطبيق. في هذا السياق إذًا، نروم التوقف عند محور يرتبط بتبعات التفاعل الرقمي، وعنوانه الآفاق التي تفتحها الثورة الرقمية، لتجاوز أزمات تمرّ منها المنطقة العربية.
مُحدّدات أولية
لكي نأخذ فكرة أولية عن التحولات العالمية ذات الصلة بالعالم الرقمي و«المنعطف الرقمي»(١)، نتوقف عند واقعتين: أولًا، في 24 إبريل 2018م، وقعت سابقة في مجال تلاقي مصالح العالم الرقمي بنظيره المادي؛ لأن الخبراء والباحثين كانوا على وعي بهذه التقاطعات منذ أولى محطات إطلاق المنصات الرقمية التفاعلية، وفي مقدمتها مواقع التواصل الاجتماعي، ويتعلق الأمر بالاعتذار الذي قدمه مؤسس شركة «فيس بوك»، مارك زوكربيرغ حول قضية «كمبريدج أناليتيكا»، التي كُشف من خلالها تسريب معلومات عشرات الملايين من المستخدمين، خلال جلسة استماع أمام لجنة مشتركة من أعضاء الكونغرس الأميركي.
ثانيًا، بالنسبة للواقعة الثانية، فما زالت مفتوحة على احتمالات عدة، عالمية المدى، ويتعلق الأمر بالصراع الإستراتيجي بين الولايات المتحدة الأميركية والصين من أجل تحقيق السبق في المستجدات الرقمية، إلى درجة أصبحت فيها بعض الأسماء البحثية المتخصصة في الثورة الرقمية، ومن داخل المجال الأوربي، تؤكد أن الدول الأوربية، تعترف بأن النخبة الرقمية في أوربا في حالة «تخلف رقمي» مقارنة مع المستجدات التي طرقت بابها الولايات المتحدة الأميركية والصين.
الباحث الفرنسي لوران ألكسندر، الذي يُعد من أهم المتخصصين الأوربيين في موضوع «ما بعد الإنسان»، و«الذكاء الاصطناعي»، يقول في مضامين أحد إصداراته، وعنوانه «صراع الذكاءات: الذكاء الاصطناعي ضد الذكاء الإنساني»: إن دولة عظمى مثل فرنسا، تبقى متخلفة رقميًّا مقارنة مع التقدم التقني الرقمي للولايات المتحدة الأميركية والصين(٢). وهذا حُكم يتقاطع مع مجموعة من الدراسات والمقالات الصادرة في الولايات المتحدة، ونتوقف عند مثالين، على سبيل المثال لا الحصر:
أولًا- مقالة الخبيرة الإستراتيجية إلزا كانيا، وتقول فيها: إن الصين «تُنتج تطبيقات ذكاء اصطناعي مسجلة ببراءات اختراع أكثر من أي دولة أخرى في العالم، باستثناء الولايات المتحدة، وقد نشر الأكاديميون الصينيون أوراقًا بحثية عن الذكاء الاصطناعي أكثر من منافسيهم»، مضيفة أنه في 2017م، «استقبل المؤتمر السنوي لرابطة نهضة الذكاء الاصطناعي عددًا من الأوراق البحثية من الباحثين الصينيين يُساوي ما استقبله من الأميركيين». وهذه سابقة علمية، تفيد أننا إزاء مؤشر ميداني على «التطور المتزايد في أبحاث الذكاء الاصطناعي في الصين. ومن نتائجه الاستثمار المالي الصيني الذي يصل إلى مليارات الدولارات، سواء تعلق الأمر بالاستثمار في القطاع الحكومي أو الخاص، إضافة إلى ولوجها إلى كميات هائلة من البيانات الضخمة، ومجهوداتها لاجتذاب أفضل المواهب وتعليمها، فإن الصين في طريقها إلى التغلب على الولايات المتحدة»(٣).
ثانيًا- في ملف نشرته مجلة «شؤون خارجية» الأميركية، بعنوان «الحرب العالمية السيبرانية»(٤)، تضمن ستة مقالات تصب في التركيز على الصراع الأميركي/الصيني في المضمار نفسه، مقابل التهميش من الثقل الأوربي، وتعد المجلة من المطبوعات المقربة من دائرة صناعة القرار الأميركي، تلك التي تسلط الضوء على قضايا سياسية أميركية ذات أفق إستراتيجي.
الأمثلة السابقة تحيل إلى تحول مفصلي تمرّ منه البشرية اليوم مع الثورة الرقمية التي فاجأت الجميع، سواء تعلق الأمر بصناع القرار، أو علماء الاقتصاد، أو رجال الدين والفكر وغيرهم، بل إن وتيرة التحولات السريعة جعلت من الصعب على هؤلاء مواكبتها، بسبب كثرة المستجدات التقنية من جهة، ومن أخرى انخراط القوى العظمى في توظيفها خدمةً لمصالح الأمن القومي والرؤى الإستراتيجية، بما في ذلك مقتضيات حروب السياسة والاقتصاد على الصعيديْنِ الإقليمي والعالمي.
سياقات دولية
نعيش في «العصر الرقمي»، تحديدًا في أولى مقاماته، وما تفرضه من كثرة التحديات والمستجدات المقبلة، ولا يعد الأمر تحولًا تقنيًّا عابرًا، إنما حقبة تاريخية جديدة، يُتوج فيها الجهد البشري الذي مرّ من مرحلة العصر الزراعي والصناعي وما بعد الصناعي، فمن الطبيعي أن يتم الربط بين سمة الرقمنة ومختلف أشكال التفاعل الإنساني، من قبيل الحديث عن الثقافة الرقمية، والاقتصاد الرقمي، والدبلوماسية الرقمية، والتعليم الرقمي، والمسابقات الرقمية… إلخ، ومن ذلك، الصراعات والأزمات الرقمية، وبخاصة أن الفرص والإمكانيات التي توفرها الثورة الرقمية تبقى مغرية، ولم تكن متوافرة في زمن الأزمات والصراعات التقليدية، أقلها رفع شعار: «الذكاء الاصطناعي هو المستقبل»؛ لأنه سيوفر فرصًا ثمينة وفريدة من نوعها وجديدة في مضامينها، ولها وقع خاص على إدراكنا، لكنه مع ذلك سيأتي أيضًا بتهديدات صعبة التنبؤ، فمن يسيطر على هذا المجال سيتحكم في العالم حتمًا، العالم الذي يتجه إلى ثورة عالمية علمية تغير وجهه إلى الأبد بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي؛ لأن الإنسان المعاصر في زمن الثورة الرقمية سيصبح بمقدوره أن يتوصل إلى ما يُشبه الحلول السوية لمعضلات مركبة يواجهها بسرعة ودقة منطقية مُعتمدًا على التمثيل الرمزي لأشياء وإدراك العلاقات بينها، وبخاصة مع دمج الذكاء البشري بالحواسيب الإلكترونية.
بل إن الحديث عن حروب رقمية عالمية مسألة متوقعة عند الخبراء، وعلينا أن نتوقع ظهور أزمات رقمية، ما ذهبت إليه الباحثة الفرنسية كارولين فايي، إحدى خبيرات الحقل الرقمي في الساحة الأوربية، من أنه من الناحية العملية، أُطلِقَت الحروب الرقمية منذ مطلع الألفية الثالثة(٥)، وتحديدًا من عام 2001م، متوقفة عند اتجاهين اثنين من هذه الحروب والأزمات: الحروب الاقتصادية والحروب الأيديولوجية، وتشير الباحثة إلى أنه «في العالم الرقمي، نحن إزاء مسرح درامي لحروب بلا رحمة من أجل إنقاذ مؤسسات وقيادات وحصص من السوق. لن يجري استثناء أي أحد، ولا حتى المؤسسات الكبرى التي تجد صعوبات كبيرة في مواكبة قواعد هذا اللعب المتحرك، ومن أجل فهم معالم الحروب الرقمية، لا مفر من العودة إلى أولى محطات الثورة الرقمية المتتالية، التي زودت وحصنت المستهلك»، بل «أصبحت الحروب المعلوماتية تتخذ حيزًا مهمًّا في العمليات العسكرية الحديثة، وفي المنصات الرقمية، وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي تلعب أدوارًا مهمة في تنظيم وفاعلية وترويج المعلومة، وهو ما نعاينه مع مجموعة من الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وفي إفريقيا»(٦).
من نتائج السباق العالمي لصناع القرار على الاستفادة من الثورة الرقمية في شقها الصدامي، أصبح العالم الرقمي خلال العقد الأخير على الخصوص، أرضية جديدة لمعارك الألفية الثالثة، أخذًا في الحسبان التطورات التقنية التي خوّلت لصناع القرار السياسي والأمني، التعامل مع الثورة الرقمية على أساس أنها أسلحة رقمية تُجَنَّد وتُوَظَّف في سياق تدبير الأزمات والحروب الرقمية والمعلوماتية، مجسدة بذلك سلاحًا ذا حدين: فمن ناحية، يبقى هذا التوظيف متوقعًا من أجل مواكبة متطلبات العصر الحديث، ومن أخرى، أصبح نافذة للانكشاف الأمني والمعلوماتي.
نحن إزاء حروب رقمية ستكون تداعياتها خطيرة على العالم بأسره(٧)، حيث استهداف «أهداف سياسية أو عسكرية أو لمجرد الإثارة، أو لتحقيق أهداف إجرامية، حيث يستحوذ المهاجم رقميًّا على المعلومات الإستراتيجية ونظمها، ويقوم بالتجسس وسرقة البرامج الرقمية أو تعطيل وتخريب نظمها، واتخاذ إجراءات لمهاجمة مصادر التهديد، واستخدام نظم رقمية متقدمة، حيث يشهد العالم تطورًا حذرًا وسريًّا في هذا الصدد»(٨)، وواضح أن خطر هذه الحروب لا ينحصر في العالم الرقمي، إنما يتجاوزه إلى الواقع المادي الملموس.
لقد أصبحت الدول في مقدمة القوى الأكثر تأثيرًا في العالم الرقمي، عبر تطوير وتحديث آليات التقدم التقني والمؤهلات التي تَتوفّر عليها. كما نجد ضمن الفاعلين المؤثرين في العالم الرقمي، «العناصر الخطيرة، الجماعات الإرهابية، المرتزقة التابعين لإغراءات ومصالح، أو قراصنة العالم الرقمي، وبخاصة القراصنة الوطنيون، من المؤهلين للتسبب في اضطرابات خطيرة. ولكن، من أجل القيام باعتداءات واسعة رقميًّا، لا مفر من التوفر على المعلومة والتقنية والإمكانات البشرية»(٩).
مقدمات نظرية
نتوقف عند بعض المحددات النظرية التي نرى أنها تساعد الدول العربية في تدبير الأزمات الرقمية، وهي الأهم لأسباب عدة، بل إن أحد أهم أسباب التباين العربي في التعامل مع هذه المستجدات، ذات صلة ببعض المحددات النظرية، ويوجد في مقدمتها الموقف من أهمية الاشتغال على العالم الرقمي، بين اتجاه عربي سائد، يرى أن ذلك الاشتغال لا يستحق كل الهالة الإعلامية والبحثية والسياسية والأمنية التي تصاحبه على المستوى العالمي، وبين آخر مضاد، يرى عكس ذلك، ومنخرط بالتالي في استحقاقات الثورة العلمية، ويتقدم هذا الاتجاه ما تقوم به بعض دول الخليج العربي، كما هو الحال مع السعودية والإمارات.
في السعودية مثلًا؛ وضعت الخطط الملائمة ابتداءً من مطلع العقد الماضي، عبر «تفعيل عناصر مجتمع المعلومات الأربعة: التجارة الإلكترونية، التعليم الإلكتروني، الحكومة الإلكترونية، الصحة الإلكترونية؛ تكوين مجتمع المعلومات الذي يعتمد على التحوّل من المركزية إلى اللامركزية، ومن التعليم القائم على التلقين إلى ذاك الذي يدعم لدى الدارس القدرة على التفكير والابتكار وتعليم الذات؛ تبسيط الإجراءات، وغيرها من المبادرات».
أما الإمارات، فقد تبنّت «منذ سنوات استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع العام وقطاع الأعمال ضمن إستراتيجيتها لتنويع الاقتصاد الهادفة إلى نقلِهِ من اقتصاد يعتمد على النفط إلى تنمية تقوم على المعرفة»، ويندرج خيارها، في سياق الاشتغال على قضايا مستقبلية؛ منها الآفاق التي تفتحها الثورة الرقمية، بما فيها التطلعات التي تتصل بالذكاء الاصطناعي، حتى إنها أطلقت مؤخرًا جامعة للذكاء الاصطناعي.
مواجهة التحديات الرقمية في المنطقة العربية، وفي مقدمتها الأزمات الرقمية، سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية، تفرض إيمان صناع القرار، بأن التحولات ليست مجرد قضايا ذات صلة بالتواصل والتثقيف، كما كان معمولًا به مثلًا، في أولى محطات إطلاق مواقع التواصل الاجتماعي، إنما قضايا مصيرية، تتعاطى معها القوى العظمى بحزم لا يختلف عن تعاملها مع الحروب والأزمات الميدانية على أرض الواقع، بل تعرف انخراط مؤسسات سيادية وحساسة(١٠)، من قبيل مؤسسات الجيش والأمن ووزارات الدفاع والداخلية والخارجية والصناعة.
إذا كان اقتحام العالم الرقمي للحقل السياسي يصبّ في قلب المشهد في الأعوام المقبلة، فالأمر نفسه مع الحقلين الأمني والعسكري، وليس مصادفة أن ولادة شبكة الإنترنت في الأساس، كانت لمتطلبات عسكرية وأمنية في الساحة الغربية، قبل فتح باب العمل بها للجميع في العالم بأسره، ومن باب أولى أن نعاين الأمر نفسه مع التوظيفات الرقمية التي تلجأ إليها القوى العظمى اليوم في معرض خدمة مشروعاتها الإستراتيجية، إلى درجة الحديث عن ولادة «دول مُقرصِنة»(١١)؛ لأنها توظف العالم الرقمي خدمةً لمصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية والإستراتيجية، وأن هذه الدول، «لم تعد تقتصر على المراقبة والتجسس، إنما توظف التطبيقات الرقمية للمؤسسات الأجنبية، الحليفة والمنافسة على حد سواء، سواء كانت مالية أو اقتصادية أو سياسية أو أمنية، ومن هنا أسباب الحرب الباردة الجديدة بين أميركا والصين خلال العشر سنوات الأخيرة».
مقدمات تطبيقية
نتحدث هنا عن أزمات رقمية، بما فيها «الحروب الرقمية» التي تُعد حروبًا تقنية متطورة تعكس قمة التطور الذي وصلت إليه «ثورة المعلومات وبوابتها الحاسبة الإلكترونية، التي شكلت بدورها الأداة المحورية لهذا النوع من الحروب وميدانها الرئيس، فكانت نتيجة لذلك فضاءً للتطور المستمر والتنوع والابتكار في تقنياتها ووسائلها لارتباطها بقمتي الهرم التقني للحضارة الإنسانية والمصالح الحيوية للدول»(١٢)، فمن الطبيعي أن تتميز الأزمات الرقمية بوجود أدوات تقنية تُوظف في الصراعات الافتراضية الدائرة في الفضاء الرقمي، بصور مشابهة للحروب التقليدية التي تدور على أرض الواقع.
ارتفاع مؤشر تعرض المنطقة العربية خلال العقدين الأخيرين على الخصوص لمخاطر أمنية وعسكرية عدة، وقد أحصى أحد الباحثين، مجموعة من أدوات الحروب الرقمية- تفرض على صناع القرار، أخذها في الحسبان؛ منها «اختراق المواقع الرقمية، زرع الفيروسات في البيئات الرقمية، الحرب الإعلامية، القرصنة الرقمية، الأقمار الاصطناعية، الخداع، التجسس، الأسلحة النانوتكنولوجية والروبوتية، وأخيرًا، الغزو الفكري عبر الوسائط المفتوحة».(١٣)
ننوه أخيرًا بمجموعة من المبادرات العربية التي تروم الالتحاق بالركب العالمي المنخرط في الاشتغال على الآفاق الرقمية، وفي القلب منها السبق الخليجي، وهو ما يتطلب التنبيه إلى تحديات عدة تواجهنا جميعًا؛ منها عدم الاقتصار على تنظيم مؤتمرات من دون تفعيل توصياتها، ولو تطلب الأمر تقليد دول الخليج العربي، أي الانخراط النظري والميداني في توظيف الثورة الرقمية في مشروعات التنمية المحلية والإقليمية، وهو ما اتضح خلال مواجهتها جائحة كوفيد 19، أو الرهان على العمل الجماعي لدول المنطقة، أو على الأقل لمجموعة دول في تكتل إقليمي، من قبيل المغرب العربي أو مجلس التعاون الخليجي؛ لأنه في الحالات جميعها، يتطلب المنظور الإستراتيجي الانخراط في مواجهة تحديات دولية مقبلة، تغذيها الثورة الرقمية.
هوامش:
(١) يُقصد بالمنعطف الرقمي، مجمل التفاعلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والدينية والجيو-سياسية والجيو-اقتصادية الناتجة من ولوج الإنسان الفضاء الرقمي واستعماله وترويضه والتحكم فيه.
(٢) انظر: Laurent Alexandre, La guerre des intelligences, l’intelligence artificielle versus l’intelligence humaine, JC Lattès, Paris, p 100.
(٣) Elsa B. Kania, Artificial Intelligence and Chinese Power, Beijing’s Push for a Smart Military—and How to Respond, Foreign Affairs, December 5, 2017, in : https://www.foreignaffairs.com/articles/china/2017-12-05/artificial-intelligence-and-chinese-power
(٤) Gideon Rose, World War Web, Foreign Affairs, Volume 97, Number 5, September/October 2018, p 8.
(٥) انظر على الخصوص الفصل الأول من كتاب الباحثة كارولين فايي لكتابها المهم، وعنوانه: «فن الحرب الرقمية: أو النجاة والهيمنة في الزمن الرقمي»، ط 1، باريس، 2016م.
Caroline Faillet, L’art de la guerre digitale – Survivre et dominer à l’ère du numérique, Dunod, Paris, mai 2016, 266 pages.
تتطرق المؤلفة في الفصل الأول من هذا العمل المهم إلى المقدمات النظرية لاندلاع «الحروب الرقمية» في العالم، أما الفصل الثاني من الكتاب فقد خُصّص للحديث عن معالم وآفاق الحروب الاقتصادية، بينما خُصّص الفصل الثالث لمعالم وآفاق الحروب الأيديولوجية، وأخيرًا، خُصّص الفصل الرابع من العمل للتوقف عند بعض الرؤى لتفادي هذه الحروب.
Caroline Faillet, L’art de la guerre digitale, Op cit, p 26.
(٦) Pierre Jolicoeur, Le rôle des médias sociaux dans la guerre des narratifs. Utilisation des médias sociaux par Daech : défis éthiques et rapports de pouvoir, in : Diplomatie Gd N°41, Medias Entre Puissance Et Influence Octobre/Novembre 2017, p 91
(٧) لمزيد من التفصيل حول واقع ومعالم «الحروب الرقمية»، انظر الكتاب المشترك الذي ألفه فرانسوا لوفيو وإريك ميان، بعنوان: «النجاة من الحرب الرقمية»:
François Levieux et Eric Meillan, Survivre la Guerre Numérique, Edition Picollec, 2017, 186 pages.
(٨) شلوش نورة، القرصنة الإلكترونية في الفضاء السيبراني: التهديد المتصاعد لأمن الدول، مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية، سنة 2018م، المجلد 8، العدد 2، الصفحة 197.
(٩) Frédérick Douzet : « Les Etats mènent en permanence des actions offensives dans le cyberespace », Propos recueillis par Martin Untersinger et Nathalie Guibert , In Le Monde, Paris, 23 – 24 juillet 2018, p 15.
(١٠) يرى أحد خبراء الدراسات المستقبلية أو الدراسات الاستشرافية، الفرنسي ألكسندر لوران، أن الوتيرة التي تتطور بها الخوارزميات الرقمية خلال السنين الأخيرة، تخول للمتتبعين الزعم بأننا نتجه لكي تصبح المنصات الرقمية، وعددها بالمليارات، مؤطرة القوانين على أرض الواقع، وليس المؤسسات التشريعية في المجالس النيابية؛ لأن هذه الأخيرة ستكون عاجزة عن مواكبة هذه المستجدات. انظر:
Laurent Alexandre, La guerre des intelligences Broché, p 67.
(١١) لمزيد من التفصيل في مفهوم «الدول المقرصنة»، انظر كتاب: «@الحرب: صعود المركب العسكري السيبراني»، 2015.
Shane Harris, @War: The Rise of the Military-Internet Complex, Eamon Dolan/Mariner Books, November, 2015, 288 pages.
(١٢) أشرف السعيد أحمد، الحروب في الفضاء الرقمي، دار النهضة العربية، القاهرة، ط 1، 2013، ص 47.
(١٣) محمد بلحاج، قراءة في محددات الحروب الرقمية، مجلة أفكار، الرباط، العدد 31-32، ص 48، 2018.
المنشورات ذات الصلة
صناعة النخب
لا شك في أن «النخب» بما يتوافر لها من قدرات ذاتية مدعومة بالتميز الفكري والثراء المعرفي، وبما تملك من أدوات التأثير...
جاك دريدا قارئًا أنطونان أرتو
كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في...
اليوتوبيا ونهاية العالم… القرن العشرون صحبة برتراند راسل
في 26 أكتوبر 1931م، كتب الفيزيائي والرياضي إدموند ت. ويتاكر، الأستاذ في جامعة إدنبرة، لابنه انطباعاته عن كتاب برتراند...
0 تعليق