كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
قصيدتان
باتجاهِ المَغيب
قائدًا سيارةً
كنتُ أحلم،
كنتُ أعبر الشوارع بسرعة
كأنني أطير،
كنتُ أمسِك بيديّ بعضَ النجوم
وألقي بها إلى العابرين.
قائدًا سيارةً،
كنت أعبرُ الأنهار سعيدًا
بملابسي كاملةً
في كل مرة أرتكبُ فيها
حادثًا مروريًّا مروِّعًا.
كنتُ أقودها إلى مدنٍ بعيدة،
أبعد من كل الظنون،
حاربتُ بها أعداء،
وانتصرتُ عليهم
في نهايةِ المطاف.
سعيدًا كنتُ أقود سيارتي
كل يوم،
باتجاه المغيب،
مادًّا قدميَّ فوق سجادةِ البيت
التي جمّعتها أمي من بقايانا وملابسنا.
مديرًا بين يديّ
غطاءً نحاسيًّا نظيفًا
لأكبر «حَلّة»
في مَطبخِ أمي.
قَد يرجِعُ الغائبون..
قد يرجِعُ الغائبون
يومًا،
ليسألوا عن الظلالِ،
تلك التي تركوها
على أرضية الميدان
ذات يومٍ
مجروحةً ومُثخَنةً
تحلم بالثورة.
قد يرجع الغائبون ليسألوا
عن أصابع لم تعد إلى أكفهم،
أو أرجلٍ غادَرت بعد عِشرةٍ طويلة
فجأةً
وقررت أن تموتَ وحيدةً.
قد يرجعون ليسألوا عن
الأحذية التي مَشت في الثورة،
والكوفيَّات التي تمزقت
والدراجات النارية التي أهلكها العويل.
قد يرجع الغائبون ليسألوا
عن الدموع التي هطلت،
حُزنًا عليهم،
أو عن حناجر الرفاق التي استُهدفت
أثناء اشتغالها بالصُّراخ،
أو عن العيون
تلك العيون التي فُقِئَتْ وهي تنظرُ
بكُلِّ حنانٍ
إلى العَلم.
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق