خدمتني الصدف بأن ألتقي رئيس اللجنة الموسيقية في الجمعية سابقًا الفنان سامي إحسان، كان ذلك في مقر العزاء بوفاة الفنان طارق عبدالحكيم، حينها تحدثنا باقتضاب بعد تأدية واجب العزاء. لم يكن الجو مناسبًا للحديث في كل شيء لكن افترقنا على أن نتقابل في وقت آخر للتحدث والتشاور. وقد كانت مفاجأة لي اهتمام الفنان سامي إحسان ومتابعته أمور الجمعية؛ إذ لم يستغرق التعارف وقتًا، فهو يعرف كل التفاصيل عن الجمعية وتغيراتها ونشاطاتها. ثم كان اللقاء الثاني في منزله وبحضور سهيل طاشكندي مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالجمعية بجدة الذي رتّب اللقاء. وطاشكندي يتمتع بذائقة موسيقية جميلة، وعلاقاته في الساحة الفنية والموسيقية جيدة. وكانت نتيجة اللقاء عودة الفنان سامي إحسان إلى قسم الموسيقا بجمعية الثقافة والفنون بجدة مرة أخرى، بعد أن طلبته وألححت في طلبي عليه من أجل العودة.
في البداية كنت قد أدركت الإحباط العام لدى الساحة الفنية من خلال بعض الأشخاص الذين نقلوا إليّ شعورًا سلبيًّا نحو الجمعية، وما تستطيع أن تقدمه للفنانين. وقد كنت شبه متأكد أن هذا الشعور نفسه لدى الفنان سامي إحسان، إلا أنني في الوقت نفسه، كنت قد لمست التقدير الكبير للدور الذي لعبته الجمعية لأعوام طويلة في مرحلة الثمانينيات وبداية التسعينيات، وكان تقديرًا وشعورًا بالفخر يكتسي كل الذين اشتغلوا في الجمعية تلك الحقبة الفنية الذهبية، كما يسمونها في أوقات احتدام الحديث. عندما كنت أنظر إلى الفنان سامي إحسان كنت ألمس بعض هذا التقدير، وإن كان مغلفًا بالإحباط من دور الجمعية المفقود لاحقًا.
وفاة سامي إحسان تبدد آمالًا كبيرة
وافق سامي إحسان على العودة إلى الجمعية لكن بشرط واحد. قبل أن أعرف شرطه اعتراني خوف كبير، إلا أنه سرعان ما تلاشى، وتحول إلى تقدير هائل؛ إذ كان شرطه عدم أخذ أي مقابل مادي، مثل راتب أو مكافأة مالية مقطوعة من الجمعية، عندها شعرت بفرح كبير، وبالطبع باتفاقنا، ووعد الفنان سامي إحسان بأن يقوم بزيارة مقر الجمعية الجديد. وبالفعل بعد أسبوعين قام الفنان سامي إحسان بزيارة سريعة للمقر، وشاهد الإمكانيات المتوافرة في ذلك الوقت. وتم الاتفاق على أن يتم الترتيب مع حسين الأهدل من جانب الفنان سامي إحسان.
ومن ضمن النقاط التي ناقشناها مع الفنان سامي إحسان:
• مكان لجنة الموسيقا.
• الآلات الموسيقية وأماكنها.
• اختبارات الأداء للموسيقيين الراغبين في التعلم.
• تحديد مواعيد التعلم والتدريب.
• وضع نظام واضح للبروفات المشتركة مع فرقة الإذاعة والتلفزيون.
إضافة إلى نقاط أخرى، مثل: استضافة الفنانين المشهورين، والتنسيق مع التلفزيون والفضائيات.
ومع شديد الأسف تُوفي الفنان سامي إحسان بعد زيارته لفرع الجمعية بأسبوع. كانت وفاته صدمة شديدة لم أكن أتوقعها، فقد كانت صحته جيدة جدًّا، ولم تبدُ عليه أي علامات المرض، فقد جاء إلى مقر الجمعية في الكورنيش سائقًا سيارته بنفسه، وليس معه أحد من أبنائه. وجال في مقر الجمعية وهو ممتلئ صحةً وطموحًا وفنًّا. وبوفاته أسدل الستار على كثير من الطموحات الموسيقية، التي كانت من الممكن أن تختصر كثيرًا من الزمن في المسيرة الفنية في مدينة جدة، إن لم يكن في المملكة كلها.
تم الاتفاق مع نادي الطرب بقيادة الفنان فيصل العمري، وإدارة أحمد كابلي، على أن تقدم أنشطة النادي على مسرح الجمعية. وقدم النادي العديد من الحفلات الغنائية والموسيقية المميزة التي حركت الراكد في الساحة الموسيقية؛ إذ استقطبت المواهب والمهتمين بالفن وكثيرًا من المستمعين. وقد تسابقت القنوات الفضائية إلى عمل اللقاءات المباشرة مع الشباب في نادي الطرب، ودعمتهم، ومنحتهم الفرصة لشرح فكرة نادي الطرب وأهدافه الفنية الجميلة.
كما اشترك فرع الجمعية مع القنصلية الأميركية بجدة في تقديم حفلات موسيقية مشتركة بين فرق أميركية وموسيقيين سعوديين أنتجت بعض المقاطع المشتركة والمميزة، مما هو موجود على اليوتيوب في الإنترنت، يتداولها المتذوقون من وقت لآخر. ومن الأسماء المهمة التي أسهمت في العمل بلجنة الموسيقا في الجمعية، خلال تلك المدة، الفنانون حسين الأهدل، ومحمد خوتاني، وأحمد فلمبان، وسهيل طاشكندي (المسؤول الإعلامي للجمعية بجدة) وإشراف الفنان غازي علي، والفنان طلال باغر وآخرين.
0 تعليق