كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
دكتاتورية القلق..!
القلقُ المتشدّق بحقوق «المقلوقين»
يعتقلني في زنزانة لُغوية
جدرانها الحذف والجزم والسكون..
يمنع عني تناول «أسبرين» الهدنة
والإدلاء بأي تصريح للصمت
ويحذرني من الإصغاء
إلى نشيد العصافير المرحة
ومتابعة نشرة الأمل الصباحية..!!
القلق.. يقيدني بأغلال القانون المغلول
ويمنع عني زيارة الخيال والاطمئنان..
القلقُ.. يجلس بجواري في المقهى،
يختطف من يدي «فنجان» القهوة،
ويرتشفه بصوتٍ مزعجٍ للمارة..
يشعل ملامحي سيجارة يمجّها
بطريقة حشّاشٍ عتيقٍ،
ويلقي عليَّ محاضرة طويلة
عن الحوار الحضاري بين شعوب القلق
وعن فوائد البلاهة
ورياضة الركض حول الفراغ..
القلقُ.. يصادر راتبي الشهري
ويذهب إلى أقرب فندقٍ
ليرقص وينام مع عشيقته الأجنبية،
على حساب مشاعري المنهوبة..!!
القلقُ يشي بي لأجهزة الذباب الطنانة
كي تحوم حولي،
وتقبض على كل إغفاءة عابرة..
القلقُ يفتش ذكرياتي السعيدة
ويمنحها جرعة من التعاسة الثقيلة!!
القلقُ ينجب صغاره
ويتركهم يعبثون ويلعبون في أعماقي
وتلقى شغبهم الدائم
برحابة صدر أبويّة..!!
القلقُ يتوعدني بالكثير من ضربات الجزاء
وبمصادرة جميع سكينتي
إن أقدمت على العمل لدى العزلة،
أو طلبتُ اللجوء الإنساني للصمت
أو حملتُ هدوئي
وانسحبت من جهة الصراع/ الصداع
نحو حقول تأملاتي..!!
القلق المسلّح بصواريخ «الشك»
يترصّدني خلف كل عبارة
وخلف كل شرودٍ..
ويصنّفني في خانة الإرهاب الدولي
إن أعلنت عن شجني
أو سرتُ في مظاهرة سلمية
تطالب ببعض حقوقي في اللاشيء..!
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق