كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
في صفّ مَن يقف علم الاجتماع؟
عرفت المجتمعات العربية منذ أكثر من عشر سنوات تقلبات وتغيرات نتاجًا لما يعرف بالربيع العربي، ومع هذا لم تحدث أي حركة لعلم الاجتماع في اتجاه إيجاد نقاط الضوء، وخلق منعرجات جديدة وحقول اصطلاحية تتماشى وخصوصية المجتمعات العربية. لقد ظل علم الاجتماع، حتى ما قبل الربيع العربي متجمدًا متكلسًا، يعالج الواقع العربي المتحول بنظريات كانت لها سياقاتها الخاصة التي لا تتماشى مع السياقات الجديدة ولا تحمل نسقها الفكري. والإشكال أن الغرب يعترف منذ السبعينيات بوجود إشكالات تعوق تطور علم الاجتماع في حين نتلكأ على المستوى العربي في الاعتراف بذلك.
لا تعوز المجتمعات العربية الوحدات البحثية؛ إذ إنه حتى عام 2015م كان يتوافر في الدول العربية أكثر من 436 وحدة بحثية، وأكثر من 244 مجلة دورية متخصصة في العلوم الاجتماعية، وقد حاولت هذه الوحدات الاشتغال على فكرة مراجعة علوم الاجتماع، وإيجاد تعريفات جديدة لها قصد ابتكار وظيفة جديدة في واقع متحول متغير بما يحمله من ظواهر «تطحن» المجتمعات ولا تسمع «جعجعة» الفكر.
سنة 2019م، نظم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر ضمن مجلسه العلمي محاضرة حول أزمة العلوم الاجتماعية في العالم العربي، وكان السؤال المطروح الذي تُدُووِلَ بكثرة: «هل أزمة العلوم الاجتماعية ناتجة من إشكالات داخلية أو خارجية؟ السؤال كان حافزًا للتفكير في خلق نسق تطوري جديد لهذا العلم بمراجعة العلوم الاجتماعية، وتقديم تعريف جديد لها متناغم مع احتياجات العصر.
يضعنا هذا الواقع أمام الأسئلة الآتية: لماذا لا يُشرَك المختصون من علماء الاجتماع؟ لماذا تغيب الدراسات التي تحمل تصورات وبدائل للمجتمع؟ كيف يمكن لعلم الاجتماع أن يؤدي وظائفه الإنسانية؟ في صفّ مَن يقف علم الاجتماع؟ هل غيّبوه حقًّا أم اختار مجالًا آخر غير دراسة المجتمع والإنسان؟ هل يمكن أن تكون التسميات قد أدخلت هذا العلم في «زحام» دراسات بعيدة كل البعد من هويته في بناء نظريات جديدة قادرة على بناء المجتمعات الجديدة؟
«الفيصل» تكرس ملف هذا العدد للتحديات التي يواجهها علم الاجتماع العربي، في ضوء ما تشهده المجتمعات العربية من تحولات مستمرة. ملف يشارك فيه عدد من الباحثين والمفكرين العرب.
المنشورات ذات الصلة
صناعة النخب في الوطن العربي
صورة النخب وجدل الأدوار محمد شوقي الزين - باحث جزائري مثل المنطوق الأوربي (elite)، تنطوي مفردة «النخبة» في اللسان...
الإبل في الثقافات: شراكة في الحضارة قفْ بالمطايا، وشمِّرْ من أزمَّتها باللهِ بالوجدِ بالتبريحِ يا حادي
آفاق السنام الواحد عهود منصور حجازي - ناقدة سينمائية منذ فجر التاريخ، كان إدراك الإنسان لتقاسمه الأرض مع كائنات أخرى،...
تجليات الفن في العمارة… رحلة بصرية عبر الزمن
العمارة والفنون البصرية علاقة تكافلية مدهشة علاء حليفي - كاتب ومعماري مغربي منذ فجر الحضارة حتى يومنا الحالي، لطالما...
0 تعليق