كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
التنوع القومي والديني في محافظة صلاح الدين وتأثيره في التعايش السلمي
تعد محافظة صلاح الدين، من المحافظات الواقعة في وسط العراق، ومركزها مدينة تكريت، وأكبر أقضيتها مدينة سامراء، تحدها سبع محافظات، هي: بغداد، والأنبار، ونينوى، وأربيل، وكركوك، وديالى، والسليمانية، تحتوي على عشرة أقضية: تكريت والدور والعلم، وسامراء وبلد والضلوعية، والطوز والدجيل والشرقاط وبيجي، وما يتبعها من نواحٍ وقرى، وحسب إحصاء عام 2014م الأخير فإن عدد السكان هو 1.506.000، وبمساحة 24.363 كم٢، حيث تشكل نسبة 5.6% من مساحة العراق بالكامل.
صلاح الدين، تراثيًّا وتنوعًا ثقافيًّا: توجد في مدينة تكريت الكنيسة الخضراء، التي تقع على ضفاف نهر دجلة، وهي إحدى أكبر وأقدم الكنائس في العالم، حيث كانت تمثل تكريت عاصمة لحاكمة من البحرين إلى أفغانستان خلال عام 628م، وهي تشكل رمزًا للديانة المسيحية.
ولمدينة تكريت خاصية كبيرة أيضًا لدى العرب السنة، فهي تحتوي على قبور أربعين فارسًا من فرسان الفتح الإسلامي للمدينة، وقد دفنوا في مزار الأربعين وسط المدينة.
يرجع أصل تسمية المحافظة بهذا الاسم، إلى القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، الذي حرَّر مدينة القدس من الصليبيين، وقد وُلد في مدينة تكريت، وهذه صورة أخرى، تمثل الديانة الإسلامية.
وكما قد سكن اليهود تكريت، حتى حقبة الخمسينيات من القرن المنصرم، وبهذا تشكل مزيجًا ثقافيًّا متنوعًا.
إلى جانب ذلك، فـقضاء الشرقاط، يحتوي قلعة آشور، وهي مركز الحكم في الدولة الآشورية آنذاك، ومن هناك كانت تسير الجيوش، وتدار الدولة، في تلك الحقبة.
أما التنوع القومي، فإن المدن المكوّنة لمحافظة صلاح الدين، قد كانت في المدة ما بين المئة الميلادية الأولى وبين الغزو المغولي، تتضمن قوميتين هما: العرب المتمثلون في بني تغلب وبني إياد وبني النمر وبني الأزد وبني بكر. أما القومية الثانية فهم السريان من الجرامقة والشهارجة، وقد أُضيفت إليهما في العصر العباسي الثاني قوميتان هما: الأكراد والتركمان، فـاستمرت الحال على هذا النحو حتى زمن التتار، ومنذ العصر العثماني صعودًا، فقد باتت المدن المذكورة تضم العرب والكرد والتركمان، وذلك ما نجده الآن في مدينة الطوز وآمرلي وغيرهما.
أهم الفعاليات والأماكن، التي أكدت التعايش السلمي
أولًا– جامعة تكريت: ضمت هذه الجامعة بين كلياتها، العديد من الطلبة من مذاهب وطوائف شتى، حتى لَتجد الشيعة والسنة والعرب والأكراد والتركمان والمسيح، وتجد فيها أبناء الشمال والغربية مع أبناء بغداد والفرات الأوسط والجنوب، وهذا في حد ذاته، يدل على التنوع الثقافي، لدى طلاب الجامعة، وهي من أهم الفئات المثقفة في المجتمع عامة.
ثانيًا– النشاط المدني، ومجال التطوع: من خلال النشاط المدني، ودخول الشباب والفتيات تطوعًا فيه، هيأ ذلك الأمر جوًّا لخلق فرصة من التعارف بين أبناء المحافظة والعمل معًا، وبهذا قضوا على المناطقية والعشائرية.
ثالثًا– هناك كثير من علاقات الترابط الوثيق من صداقة ومصاهرة ونسب، بين أبناء مدن وقرى المحافظة.
المنشورات ذات الصلة
معرض الرياض الدولي للكتاب يختتم فعالياته كتب جديدة وندوات وحوارات وورش جذبت جمهورًا واسعًا
قد لا تتوافر أرقام دقيقة حول الأعداد الكبيرة التي ترددت على معرض الرياض الدولي للكتاب، ولا ما أنفقته هذه الأعداد من...
«زرقاء اليمامة» أوبرا تراجيدية… تنتصر للمرأة وتنفتح على المستقبل
لحظة بدت شديدة الطموح إلى مخاطبة العالم عبر أوبرا سعودية، تأخذ بأهم ما في الأوبرا العالمية من سمات جمالية ومواصفات...
“لقاء مارس 02: تواشجات” دعوة إلى إعادة تصور مستقبل أكثر شمولًا وإنصافًا
فيما يشبه الالتزام الأخلاقي والجمالي، تبنى لقاء مارس السنوي، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، في دورته الجديدة التي...
0 تعليق