كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
غواية الكرسيّ
كنّا صغارًا نختلق دائمًا ما يسلّينا ويفرحنا بروح جماعية عالية ولهفة دائمة التوهج إلى اللعب، كان لدينا مساحة كبيرة للحلم ولم نكن نملك أجهزة فائقة الذكاء أو ذكية، حتى التلفزيون الذي دخل حياتنا ولم يغتصب أحلامنا دفعة واحدة، كان كسحر انسلّ من كيس ساحر في الغيب وتربّع في أفضل مكان في البيوت ليأسر قلوب الكبار والصغار، ننتظره بلهفة عندما كان البث على دفعتين بالأبيض والأسود.
كان كثير من الألعاب التي نلعبها على علاقة مع الكرسي، لعبة «كرسي كراسي» مثلًا التي كانت تقوم فيها فتاتان، يعني أربع أيدٍ تتشابك وتقبض كلّ يدٍ على ساعد اليد الأخرى لتشكّل الأيادي الأربع مربّعًا يشبه مقعد الكرسي، ثم نُجلس واحدة من المجموعة عليها ونرفعها وندور بها ونحن نغني لها كرسي كراسي عمّي جراسي جاب الطرحة حطّا ع راسي.. إلخ، وسط هرج ومرح يلقينا في موجة فرح عارمة. أمّا لعبة الكراسي الموسيقية فكنّا نلعبها وكأنها صُممت لأجلنا ولم نكن نعرف أنها عالمية ويوجد أطفال آخرون في بقاع الأرض المترامية يلعبونها، إلّا متأخرين، وكان الحماس يتملّكنا جميعًا لنفوز بالكرسي وسط تزاحم ومنافسة حامييْن.
وأمّا اللعبة الأكثر صرامة وجدّية، وكانت تتسلّل رهبتها إلينا معزّزة الخوف الذي كانت أسرنا تباشر زرعه في نفوسنا باكرًا لتشاركها المدرسة فيما بعد تلك الرسالة القيّمة من أجل تربيتنا وتأهيلنا لنكون طيّعين مستقبلًا، ثم الشارع والجامعة والوظيفة وغيرها، فكانت لعبة كرسي الاعتراف، لم نكن قد سمعنا بفِلْم كرسي الاعتراف ليوسف وهبي، ولم تكن قد تكونت لدينا خبرة السينما بعد، كذلك لم تكن رواية كرسي الاعتراف للسعودي عبدالله الشاوي قد ظهرت، كنّا نُجلس الواحد/ة منّا إلى كرسي ونصنع جوًّا يليق بمهابة الموقف ونجعل الجالس/ة على الكرسي يعترف أو تعترف بكل الارتكابات، ولم تكن تنقصنا الحيل الطفولية الماكرة لأن نوجّه تفكير المتهم مسبقًا بالنسبة لنا إلى الساحة التي نريد، كان بعض منّا يبكي وهو يعترف بتلك الخطايا الصغيرة التي ارتكبها، ككذبة بيضاء مثلًا، ثم نعاود الكرّة على البقية فلا يبقى بيننا من على رأسه/ا خيمة أو غطاء إذ نصبح مكشوفين بعضنا أمام بعض، حتى تلك اللعبة التي يصدر فيها فرد من بيننا الأوامر، وكنّا نسمّيها قال المعلّم، كانت تتطلّب أن يجلس الموكل إليه مهمة إصدار الأوامر أن يجلس على كرسي ثم يصدر أوامره الاستبدادية علينا بطريقة عكسية.
كان الانطباع الذي ترسّخ في وجداني منذ ذلك الحين أن الكرسي شيء فردي، أو بمعنى آخر لا يمكن لاثنين أن يجلسا عليه، بالرغم من أننا فعلناها صغارًا عندما كانت الأمكنة أقل من عدد الموجودين، وجلسنا في أحضان ذوينا أيضًا إنما على كرسي واحد فقط، لكنه في الوقت ذاته هو شأن شخصي وفردي في ظرف مؤقت مرصود لوقت اللعب فقط، فما إن تنتهي اللعبة حتى يعود الكرسي إلى شأنه كموضوع عام، لنا جميعًا حق استخدامه بالتشارك مع البقية.
كان في بيتنا كراسيّ، كغيري من رفيقات الطفولة، معظمها من الخيزران، وعندما دخلت المدرسة كان كرسيّ المعلمة في الصف من الخيزران وكان له مهابة في نفوسنا فلا نجرؤ على الاقتراب منه حتى قبل دخول المعلمة، وكان يلفتني أن كل تلك الكراسي من الخيزران التي رأيتها في تلك الفترة تتوزع على ثلاثة أشكال؛ مقعد مشغول بطريقة جميلة تمنحه شكل الدانتيل المخرم ومسند للظهر يميز كل نموذج من غيره. لم يكن في بيتنا حينها غرفة طعام متكاملة، كان لدينا طاولة وحولها كراسيّ من الخيزران، وإذ تدلّل أمي الكراسيّ أو الضيوف الذين سيجلسون عليها كانت تضع عليها طراريح قطنية في البداية ثم تحوّلت إلى إسفنجية.
لكن ما كان يبهجني أكثر هي الكراسي التي أسرع للجلوس عليها بمجرّد وصولنا إلى الضيعة لزيارة جدّتي وجدّي، أوّل من كنت ألمح بمجرد اقترابنا من بيتهما هو جدّي الجالس أمام البيت على مصطبة واسعة فوق كرسيّ منها، كرسيّ من القش المجدول على مقعدها، ومسندها عبارة عن عوارض خشبية بين قائمتين تتماديان إلى الأسفل لتشكّلا خلفية الكرسيّ. كنت مغرمة بهذه الكراسيّ، وبتلك التي تبدو كبناتها، الكراسيّ المنخفضة بلا مسند مصنوعة من القش أيضًا.
رهبة وحيرة
صار أمر الكرسي يشغلني بعد أن كان في محيطي الصغير يومها له شكلان فقط شائعان في المدينة، في البيوت وفي المقاهي والمطاعم وفي المدارس وكل الأمكنة، كرسيّ الخيزران وكرسيّ القش، مما تطلب وجود حرفة تقوم على إصلاح العيوب التي يحدثها الزمن، فلطالما أحضرت الكراسيّ المعطوبة إلى الحِرفيّ ليشدّها، هكذا كانوا يقولون «يشدّ الكراسي» أو ليلف عليها حبال القش بدلًا من التالف منها، لكنّ أمر الكرسيّ حيّرني وولّد رهبة في نفسي في المرّة الأولى التي سمعت فيها آية الكرسي، وقد كان اسمها يتردّد أمامي كثيرًا على ألسنة الكبار، عندما يكون الشخص مصابًا بالرعبة تحديدًا، يقولون له: اقرأ آية الكرسي، وعندما تلتها المعلمة علينا في المدرسة الابتدائية انتابتني رجفة وكبر السؤال في رأسي الطفولي، بالأخص عندما تلت ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾، فأعجز عن تصوّر شكل الكرسيّ الذي يتسع السماوات والأرض، لم يكن عقلي الطفولي يستوعب معنى المجاز حينها، لكن صورة غامضة ترتسم في خَلَدِي تأخذ شكل كرسيّ عملاق لا أستطيع تلمّس حدوده لكنني جالسة عليه مع المخلوقات كلّها فيتحوّل الشعور بالرهبة إلى نوع من الاطمئنان الملتبس مثل يقين عليّ الإيمان به كمسلمة لا تقبل السؤال.
كبرت وصار الكرسيّ يتغير، وصارت أشكاله تتعدّد، وصرت أسمع توصيفات متنوعة له، كرسيّ المكتب، كرسيّ دوّار، كرسيّ سفرة، كرسيّ البلكون، كرسيّ أطفال، … إلخ. وصرت ألتفت إلى هذه الأنماط من الكراسيّ التي تتغيّر من شكل إلى آخر ومن مادة إلى أخرى، لم يعد الخشب وحده مرصودًا للكراسي، صار هناك الحديد والكروم وكثير من اللدائن يتحالف معها الجلد أو المخمل أو بعض أنواع القماش الفاخر، ومنها تلك المطعّمة بالصدف المشغولة بأيدي مَهَرة الشام وحرفيّيها الفنانين، لكن أكثر ما كان يستفزني تلك البلاستيكية التي غزت حياتنا وتمادت على بيئتنا، ولم يعد الأمر يتطلّب الانتظار بعد أن يوصّى النجار على تفصيلها إلى أن يأتي دور المشتري، صارت الكراسيّ تعرض في صالات متخصصة بالأثاث الجاهز، منها ما هو مخصّص للمكاتب ومنها للبيوت ومنها للمتنزهات أو الحدائق والشواطئ، صار كل شيء معروضًا بغزارة مربكة، وصرنا أسرى النموذج الذي يصمّمه المتخصصون ويطرحون علينا قيمًا جماليّة تحاصر خيالنا ولم نعد قادرين على ابتكار نماذجنا الخاصة، في كل شيء.
قبل أن أتحرّر من موضوع الكرسيّ كوسيلة استعمالية، أثار مخيّلتي كرسيّ غوّار الطوشة الذي كان يعرض في أواخر ستينيات القرن الماضي، بلهاثه الدائم خلف الكرسيّ الذي يحوي في مقعده المنجّد الكنز الذي خبأته فيه جدّته، لم أكن قد سمعت برواية «الكراسيّ الاثنا عشر» للكاتبين السوفييتيَّيْنِ إيلف وبتروف حينها، لكن الكرسيّ في المسلسل أثار اهتمامي وأنا الطفلة حينها، فأخذت أرسم أشكالًا للكرسيّ على أوراق دفاتري، لأكتشف أن كرسيّ الخيزران وكرسيّ القش وحدهما يتكرّران في رسوماتي، مثلما لو كانا النموذج الأمثل بأبسط حالاته وبكامل طاقته الجمالية الكامنة.
بقي للكرسيّ مكانة خاصة في نفسي، لم أتخلّص من رسمه بأشكال ترنو إلى مرحلة الطفولة حتى وأنا بعمر التقاعد، بعدما أمضيت ما يقارب الثلاثين عامًا في مهنة الطب، بدّلت خلالها أشكالًا عديدة من الكراسي، ونلت ما نلت بسبب جلوسي لأوقات طويلة من آلام في عمودي الفقري، وأنا التي كانت تنصح مرضاها باختيار الكراسيّ المناسبة والوضعيات المناسبة وتجزئة أوقات الجلوس الطويلة باستراحات متكرّرة من أجل حماية الجسد، إلى أن صرت مُسَمَّرة أمام جهاز اللابتوب مستعبدة من قبله لأجل الكتابة، وإلى أن وصلت مع العالم إلى عصر كورونا فصارت معظم الأشغال تنجز عن بعد، وصار الكرسيّ أمرًا أكثر من جبّار.
لكن الكرسيّ تعدّد كثيرًا في بالي، ولم يعد ذلك الشيء المكوّن من مقعد ومسند، ليس لأنه صار اختصاصًا قائمًا بذاته تسخّر له الأدمغة المبتكرة والمخيّلات الخلّاقة وصار يمكن أن يكون أكثر من أربعة أرجل، مقعد ومسند للظهر بكثير، مثلما صرّح مسؤول في معرض «الكراسيّ والتصميم» في بيناكوثيك دير مودرن في ميونيخ ذات مرّة فقط. بل لأنه صار هناك كراسيّ مجازية، لكل واحد سطوته، ولم يعد الكرسيّ وسيلة للجلوس فقط. أخذت المفردات تتكرّر وتتعدّد أمام وعيي كلّما كبرت وزادت اهتماماتي واتسعت النوافذ التي أطلّ منها على العالم أو يقتحمني العالم من خلالها، وراح الكرسيّ يحتلّني من جديد إنما بأسئلة أخرى. كرسيّ الطالب، كرسيّ الأستاذ، كرسيّ البابوية، الكرسيّ الرسولي، الكرسيّ الرئاسي، وغيرها. لكن أكثر ما أثار فضولي وتفاعل في نفسي كان الكرسيّ الكهربائي، الكرسيّ الألماني، وكرسيّ الرئاسة.
الكرسيّ والعنف
لا أعرف بالضبط تاريخ الكرسيّ ومنذ كم من الزمن دخل حياتنا كوسيلة للجلوس، لكنني قرأت ذات مرّة أن الكرسيّ الألماني، الوسيلة الشائعة في تعذيب المعتقلين السياسيين خاصة في الأنظمة القمعية التي لا تعترف بوجود صوت معارض وحيد، تعود جذوره إلى القرون الوسطى، يمكن قبول هذا الافتراض انطلاقًا من التاريخ البشري المترع بالعنف والخيال الذي لا تحدّه حدود في ابتكار أساليب التعذيب والتوحش. من شهادات المعتقلين الذين وثقوا تجربتهم في المعتقلات، وبعض الأعمال الأدبية التي قامت على هذه الثيمات أو القصص، يمكن وصف الكرسيّ الألماني بأنه أداة تعذيب تقوم على تقييد الشخص بوثاق محكم من يديه وقدميه إلى الكرسيّ المتحرك الذي بحركته يجعل الجسد يتمدّد إلى أقصى درجة تسمح بها مرونته ثم المتابعة بالعكس حتى «تُقرف» رقبته أو تتكسّر فقراته، يا لهول وفظاعة التوحّش. ربّما يستحقّ أن يكون كتاب للكاتب السوري أحمد العمر يحمل اسمه «كرسيّ ألماني» عنوانًا.
أمّا الكرسيّ الكهربائي، حيث يُقيّد المعتقل إلى كرسيّ ويُمرّر في جسده تيار كهربائي مدروس التوتّر بشكل يبقى المعذَّب معه قادرًا على الإحساس بالألم، أو يُستخدم في الإعدام، فيستدعي اسمه إلى وعيي فِلْم «The Green Mile»، للممثل البارع توم هانكس، حيث مشهد الإعدام لرجل أسود بريء بواسطة الكرسيّ الكهربائي وهو يطلب عدم تغطية وجهه كي يستقبل موته مفتوح العينين، ما زال يثير في داخلي خليطًا من المشاعر الحارقة المربكة كلّما تذكّرته وكأنه يحدث أمام عيني ويقبض على روحي في اللحظة.
لكن الكرسيّ الرئاسي بقي لغزًا بالنسبة لي، لم أستطع تكوين صورة له أحمّلها ما تستطيع رفعه من معانٍ لها علاقة بالرئاسة، لم تكن الصورة منسجمة في مخيلتي مع الشكل الأوّلي الذي أحتفظ به في ذاكرتي وبين رموز وعيي للكرسي، فكيف يكون للرئيس، أيّ رئيس، كرسيّ يخصّه؟ وبِمَ يفرق هذا الكرسيّ عن كراسينا، نحن الناس العاديين؟ ومن أي مادة يصنع هذا الكرسيّ الذي يمتلك أحيانًا سطوة ومهابة تختصر كل ما تعني الرئاسة من دلالات مفهومية؟
لم أكن أقتنع أن الكرسيّ يمكن أن يكون ملكًا شخصيًّا إلّا إذا كان صاحبه قد اشتراه لنفسه من ماله وليستخدمه كما يحلو له في خدمة نزعاته ورغباته الذاتية المنفصلة عن الآخرين، لكن كرسيّ الرئاسة أمر مختلف؛ فيه من الغواية والجاذبية ما يكفي لأن تجري أنهار من الدماء في سبيله، وأن يكون محطّ أنظار أطراف صراعات تدور حوله مثلما صوّرته رواية «كرسيّ الرئاسة» للروائي المكسيكي كارلوس فوينتس كحدث مستقبلي يتنافس الساسة ويتآمرون فيها للوصول إلى كرسيّ الرئاسة، وأن يكون الطريق إليه مكلفًا، وقد يؤدي إلى إشعال حروب ودمار أوطان، وأنه يمكن أن يتحوّل إلى إرث يتوارثه الأبناء عن الآباء.
لكن هذا الكرسيّ الذي يتبوّأ قمة الهرم القيادي في أي دولة، له مزايا مغايرة في الدول التي قطعت شعوبها أشواطًا في تكريس مفاهيم تبنى عليها الدول الحديثة والمجتمعات المستقرة، كرسيّ لا يُفتح إليه الطريق إلّا بانتخابات يتمسك بها الشعب كحق من حقوقه، ويسعى منطلقًا من واجب الدفاع عن هذا الحق وعن مستقبل بلاده وأبنائه إلى انتخاب من يراه مناسبًا أو جديرًا للجلوس على هذا الكرسيّ من أجل التفرغ لقيادة الدولة لصالح الشعب. في الدول الحديثة والأنظمة الديمقراطية لا مكان للتأبيد على كرسيّ، القول الحكم هو أصوات الشعب، والقائد المنتمي إلى شعبه الذي يعدّ منصبه وظيفة عليا يؤديها، يتنحى عندما يشعر أن الكرسيّ صار ينوء تحته، أو أنه لم يعد قادرًا على الجلوس لمدة أطول فيتنحى ويفسح لغيره المجال والزمن القادم، وها هي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل نموذج يُقتدَى أمام أعين العالم؛ المرأة التي قادت بلادها لأربع ولايات متتالية وكانت سياستها ناجحة ومؤثرة، تقرّر أن تنهض عن كرسيّ الرئاسة في العام القادم عندما ستنتهي ولايتها الأخيرة، وقد قدّمت أقصى ما لديها، أنغيلا ميركل التي سيذكرها التاريخ بأنها مرّت بهذا الكرسيّ فأزهرت بلادها في ولايتها.
المنشورات ذات الصلة
صناعة النخب
لا شك في أن «النخب» بما يتوافر لها من قدرات ذاتية مدعومة بالتميز الفكري والثراء المعرفي، وبما تملك من أدوات التأثير...
جاك دريدا قارئًا أنطونان أرتو
كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في...
اليوتوبيا ونهاية العالم… القرن العشرون صحبة برتراند راسل
في 26 أكتوبر 1931م، كتب الفيزيائي والرياضي إدموند ت. ويتاكر، الأستاذ في جامعة إدنبرة، لابنه انطباعاته عن كتاب برتراند...
مقال عميق، يكشف عن بصيرة ثاقبة، وقدرة على التحليل والحفر في طبقات حياتنا، والانتقال من اليومي المعيش إلى الفكري الراهن، ولم يكن بحاجة إلى الإفاضة وتسمية الأشياء بمسمياتها ليكشف عما يرغب في فضحه ووضعه أمام القارئ الحصيف.