كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
القطرات التي تتسرب من شقوق في سقف الغرفة!
أفتح النافذة وأغلقها، أغلقها وأفتحها، لست مرتبكًا، نعم، لست مرتبكًا،
السماء تمطر،
ولا أثر لرائحة المطر،
الآن السماء تمطر،
أفتح النافذة وأغلقها، أغلقها وأفتحها، مطر بلا رائحة، نعم،
لا أثر لرائحة المطر،
منذ زمن بعيد جدًّا،
لم أشم رائحة المطر،
كان للمطر رائحة، نعم، لم يعد للمطر تلك الرائحة،
الرائحة التي تجعلني منتشيًا…!
تجعلني أتجاهل القطرات التي تتسرب من شقوقٍ في سقف الغرفة،
بيت العنكبوت مزقته القطرات التي تتسرب من شقوق في سقف الغرفة،
الكتب التي استعرتها من الأصدقاء أتلفتها القطرات التي تتسرب من شقوق في سقف الغرفة،
القهوة أفقدتها مرارتها القطرات التي تتسرب من شقوق في سقف الغرفة،
الزاوية التي انتخبتها لنومي وأحلامي احتلتها القطرات التي تتسرب من شقوق في سقف الغرفة.
* * *
… ليس هناك «مجهول» يخفي ظله بجانب ظل الباب، إنه حجر..!، حجر عاديّ وضعته، أنا، ليثبت الباب، ليكتم الأزيز المزعج الذي تخلقه الريح،
أفتح النافذة وأغلقها، أغلقها وأفتحها، القطرات تتسرب من شقوق في سقف الغرفة، والقنوات اختفت ليس لها أثر على الشاشة،
أخمن ما جديد العالم في هذه اللحظات…؟!
تفصلني عن العالم القطرات التي تتسرب من شقوق في سقف الغرفة للحظات،… ربما حلّ السلام في العالم العربي في هذه اللحظات…!
ربما طرد آخر جندي روسي من الأراضي السورية في هذه اللحظات،
ربما وقف اثنان وعشرون مغنيًّا عربيًّا على خشبة المسرح لغناء أغنية «الحلم العربي» في هذه اللحظات…!
فجأة، أفتح النافذة ولا أغلقها… والقطرات لم تعد تتسرب من شقوق سقف الغرفة، والقنوات تعود للظهور على الشاشة،
آخر الأخبار روسيا تبني قاعدة عسكرية ضخمة بالقرب من ميناء طرطوس السوري… لا شيء تغير، نعم، لا شيء تغير…، وليس هناك مغنٍّ يقف على خشبة المسرح…!
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق