للمرة الأولى في زمن الكورونا
أتفحصُ الشارعَ
الذي كان يئنُّ تحت هدير العربات
وصفارات الإنذار
وهشيم الزجاج في التقاطعات
وبقايا الإطارات
وعربدة المراهقين بدراجاتهم الصاخبة
لم يَعُدْ هو الشارع نفسه
اختفت الحياةُ
التي كانت تفورُ في باحة الوقت
والصبيةُ العابرون بين الإشارات
يغسلون المرايا
والنساءُ اللائي يطلبنَ مالًا قليلًا
لترميم أحوالَهن البائسة
صار الشارع وجهًا جديدًا للمدينة
صار لامعًا ونظيفًا
يتوسلُ الناس أن تبقى في البيوت
كأنما يقول
أن الشوارعَ خالية
لكنها تخاف من وباء الجائحة
وعمّا قريب
ستذهب الكورونا
ستختفي المتاريس من الطرقات
والشوارعُ التي ترونها
تحنُّ عاليًا إلى السحاب كي يجيء ماطرًا
ويغسل الوباء من أزاهر الطريق
لأنها الحياة يا رفاق
جميلةُ وعاشقة
مثل طائر برّي لا يعرف الهزيمة.
30/04/2020م
0 تعليق