الفكر العربي.. فوضى وتشويش في الطريق إلى الحداثة
الفيصل | مارس 1, 2020 | الملف
في ختام العقد الثاني من الألفية الثالثة، تلحُّ الأسئلة حول الفكر العربي، وما بلغه العقل العربي من قدرة على المساءلة والتفكيك وتبني مشروعات فكرية جديدة، تودع اليقينيات والأحكام الوثوقية، وتجادل السرديات الكبرى، وتستنبط الدروس والعبر مما سمي بثورات الربيع العربي؟ هل ما زالت الثنائيات «القاتلة» تتحكم في العقل العربي، هل تغلب المفكر العربي على ترهيب السلطة وترغيبها، وبلور موقفًا من استبداد السياسي وبراغماتية السياسة؟
في خضم هذه التساؤلات، يدرك القارئ كم بذل المفكر العربي من جهود لاستيعاب مقومات الحداثة والانتماء إلى الزمن الراهن. ومع ذلك، تكتنف المشهد العربي، بحسب المفكر محمد نور الدين أفاية في حواره الذي ينشر في هذا العدد، فوضى فكرية تشوه فاعلية الفكر وتشوش على الاستعمال الأمثل للأفكار والمفاهيم. داعيًا، لهذا السبب إلى التزام الحذر قبل إصدار أي أحكام تقول بعجز الفكر العربي أو نجاعته.
يتوقع المتابع تأثيرًا مباشرًا ولا محدودًا للمفكر في الوضع الراهن، غير مدرك أنه يمكن الانتظار عقودًا بل قرونًا لمعاينة التأثيرات التي يتركها المفكرون في حياة المجتمعات، وغالبًا يأتي التأثير، في حال أتى، عكسيًّا بسبب الأنساق الثقافية التي تقاوم فكر المغايرة.
على أن الفكر العربي شهد ويشهد طفرات، بين حين وآخر، يتخلى فيها المفكرون عن حذرهم، ذاهبين إلى مقاربة إشكالات معقدة وقضايا محل جدال دائم، ومن زوايا فكرية مختلفة وبآليات تفكير جديدة. وشهدت الألفية الجديدة مرحلة جديدة، حضرت فيها المرأة باحثةً ومفكرة تتبنى قضايا مجتمعها، وتسهم في تحليلها وإعادة النظر فيها، كما تقوم ناجية الوريمي في هذا الملف، بتفكيك المسلّمات المتكلّسة وصياغة تصوّرات جديدة تتفاعل مع المكتسبات القيميّة المعاصرة ولا تقطع مع الخالد من القيم الماضية.
في هذا الملف الذي تتبناه «الفيصل» يشارك نخبة من أبرز المفكرين والباحثين العرب، فيتطرقون من زوايا مختلفة إلى الفكر العربي وأحواله، وإلى بعض رموزه، من باحثات وباحثين.
0 تعليق