كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
بثقةِ العائدِ يتبدّد
الأثرُ مشيٌ يقلّدُ صاحبَه.
الأثرُ سبعُ حماماتٍ وسماءٌ دائخة.
* * *
سر من رآه!!
نطفةُ الجحيم تحرسُ الحدودَ وتتوعّدُ الهواء.
* * *
جِدْ لي عينًا.
اشتدّ الرقباءُ وعينُ العناية في جناحٍ مهمَل.
جِدْ لي عينًا ضريرة.
* * *
سمّيتها «مريم» وسمّتني «عبدالله».
بَقِيَ الرمادُ قليلًا بين أصابعنا، ثم ذهبَ كل شيء.
* * *
الشتاء. إغفاءةُ الضوء. البلل الخفيف.
عطرٌ يفيض بنعومة، ينتشر ويتغلغل، يضعُ ميسمه في الذاكرة.. وبثقة العائدِ يتبدّد.
* * *
شيءٌ ما يبقى في النوم. لا يغادر، ولا تستطيع أن تعود إليه. يبقى وتبقى معه دمعةٌ جافّة تتحسّسُ مكانها، كلّما هبَّ النعاس واضطربتْ بكَ الأوراق.
* * *
أحببتُ حياتي. نزّهتُها حتى غابت عن الشاطئ.
* * *
ليس سيئًا طعمُ الحياة، مع قليلٍ من البذاءة.
* * *
كلُّ الطرق تؤدّي إلى الحنين.
* * *
مسّتْهُ الرقة. أدركَهُ هواؤها. كيف ينجو؟
* * *
تجعّدَتِ الستارة لكثرة ما كانت تداري من الرجفات.
* * *
لا يكاد يمسك بها حتى تصعقه بتيارها الكهربائي.
ورغم ذلك يظلّ لديه ما يدفعه إلى إعادة التجربة مرّاتٍ ومرّات؛ تلك اللذة المعتمة تدوّخه وتبقى طويلًا، وتَشِمُهُ بجدارة الاستدعاء.
* * *
الشتائم هي علّةُ وجوده.
«الكون المقلوب» ذريعتُهُ الأحبّ إلى لسانه.
* * *
انتبَهَ لحريّةِ الدِّيكِ وعبثِ صوته بالمواقيت.
حملَ فرشاته يدهنُ وجهَ الليلِ وظهْرَ النهار.
* * *
انهارَ السَّد، فتفرّقت الأسرار.
أسمالٌ تتمشى بروائح خبيثة.
* * *
«ما كل بيضاء شحمة.. ولا كل سوداء تمرة»
نشأَ على هذا التحديد اللوني الصارم؛ فبرع في الرماديات ولعبة الظِّلال المراوغة.
* * *
كتاب الإرشاد الصحي، بلونه الأخضر، الذي كانت توزّعه أرامكو في الستينات، وظفر به من مكتبة نادي القرية.
لم يبرح ذاكرته بلونه الأخضر الباهت العشبي. وما تزال رسوم الفاكهة نديّةً تحت لسانه.
* * *
يقسم أنه سوف يبوح للشجرة.
لا يعلمون لماذا القسم ولا مسألة البوح لـ«شجرة».
ذات يوم، وجدوه قبالة الشجرة. وضعَ الفأس في عنقه وقال كلَّ دمِهِ لها.
* * *
في درس الرياضيات علموه أن الاقتراض يأتي من الخانة التي تلي. علموه أن الصفر يحفظ الخانة والمكانة.
في درس الحياة نسِيَ كل ذلك أو أُنسيه، وتعلّم تذوّق الأصفار بملعقةٍ صدئة.
* * *
تكفّلَ به الندى رغم أن الغيومَ خاصمتْهُ. هو المضغة التي أَنَفَتْ منها الجهاتُ، فطوَتْ عليه الصحراءُ أحشاءَها.
* * *
«وسمي». الاسمُ الذي أَحَبَّهُ ولم يفقه معناه في طفولته. لم يُنِلْهُ لإيٍّ من أولاده. احتفظَ به يندَى في مهجتِهِ كلّما هلَّ عريسُ المواقيت.
* * *
النافذة علامةُ الوحيد.
النافذة قمرُ الوحيد.
النافذة وحيدٌ شقَّ صدرَهُ وارتفقَه.
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق