هل آن للمقرورِ في جِلبابِه
أن يُودِعَ الدنيا خُلاصةَ ما بهِ؟
يخشى نهايتَه، وفي فمِه فمٌ
ثانٍ يلوكُ الضدَّ من آرابِه
ولديه ينفطرُ السؤالُ، ونارُه
منسِيَّةٌ، والفجرُ ليس بآبِهِ
متشظِّيًا أرَقًا، يلوذُ بعمرِه الـ
ـباقي، فيُودِعُ نفسَه بكتابِهِ
ويعيدُ ترتيبَ الـمَشاهِدِ حينما
شرَعَ الزمانُ يسيلُ من أهدابِهِ
تتوالدُ الصورُ الشجيّةُ كلما
مرّتْ به انعَطَفتْ إلى محرابِهِ
يعرضنَ بعضَ العمْرِ: ساعةَ صبوةٍ
وقتًا سخيًّا، قطعةً من صابِهِ
طفلًا بحضنِ أبيهِ يغمسُ نفسَه
متطهِّرًا من مُشجِياتِ غيابِهِ
غِرًّا يؤلِّهُ حُمقَه، كهلًا مشى
متلدّدًا، شيخًا رهينَ شبابِهِ
٭ ٭ ٭
لا وقتَ للصمتِ الذليلِ، فقد مضى
وعدُ اللُّحونِ بأن ترنَّ ببابِهِ
فإذا تعثّر وعدُها فلمن إذن
يمضي، ومن يسقيه ثلجَ مآبِهِ؟
ولمن إذن يصغي؟ لأمسٍ ناعسٍ؟
لـمُنى الرمالِ؟ لشِعرِهِ المتشابِهِ؟
فإذا تسلَّل في الزمانِ شعورُه
واستُلَّ مِنْ جنبيه جمْرُ رِغابِهِ
وانساقَ في وادي الحياةِ سؤالُه
هَيْمانَ يبحثُ عن طيوفِ جوابِهِ
فهناك يبتدئُ احتمالًا ثانيًا
أن يقرأَ الدنيا بعينِ سرابِهِ
0 تعليق