كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
السياحة الشتوية في السعودية.. بلون الصحراء
يزدهر في هذا الوقت من العام السياحة الشتوية في السعودية، فالمملكة تمتلك مناطق سياحية شتوية جاذبة وفريدة ورائدة في عدد من المناطق مثل: عسير والباحة وجازان وغيرها، التي تكثر فيها السياحة الشتوية من متنزهات صحراوية وقرى تراثية وغيرها، وتعد مقصدًا مهمًّا للسياح والزوار للاستمتاع بالمواقع الطبيعية والتاريخية والتراثية بها، حيث تشهد هذه المناطق اعتدال الأجواء خلال شهور فصل الشتاء، مع وجود الكثير من المهرجانات والفعاليات السياحية المنوعة في هذه المناطق.
عرف السعوديون السياحة الشتوية منذ القدم، فكانوا يقومون في فصل الشتاء برحلات سياحية للمناطق الصحراوية، بغرض الترفيه والتخييم والاستمتاع بطبيعة الصحارى، وممارسة الأنشطة والفعاليات ذات العلاقة بعناصر ومقومات سياحة الصحراء الثقافية. ولعب تنوع البيئات الطبيعية واعتدال المناخ في السفوح والأودية الخضراء وعلى شواطئ البحر الأحمر دورًا كبيرًا في جذب الكثير من الباحثين عن الدفء إليها.
هيئة السياحة تدعم
أوضح عبدالله بن عبدالملك المرشد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لقطاع التسويق والبرامج، أن الهيئة تهتم بصورة كبيرة بالسياحة الشتوية في المملكة، واستغلال المميزات التي تتمتع بها، وتنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات، بهدف زيادة الإقبال على السياحة الشتوية من المواطنين والسياح من دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرًا إلى أن الهيئة عملت على إعداد وتنفيذ عدد من البرامج السياحية في صحارى المملكة، وهو ما أسهم في زيادة التوعية بمناطق المملكة كوجهة فريدة للسياحة الشتوية وتعزيز الصورة الإيجابية لشتاء المملكة.
وأفاد أن السياحة الشتوية في المملكة تعتمد على السواحل ممثلةً في الخليج العربي شرقًا، والبحر الأحمر غربًا، والسهول خصوصًا في تهامة عسير إضافة إلى الصحارى في وسط المملكة وشمالها، مضيفًا أن الأمطار التي تهطل على مناطق المملكة تسهم في نجاح موسم السياحة الشتوية. وذكر أن الصحارى تشكل معلمًا مهمًّا في السياحة الشتوية بالمملكة؛ فالصحارى تمثل السواد الأعظم من الأراضي السعودية (صحراء الربع الخالي، وصحراء النفود الكبير، وصحراء الدهناء، وصحراء الصمان)، كما أنها تعد من أهم نقاط الجذب السياحي في فصل الشتاء، مبينًا أن صحارى المملكة تمتاز بتوافر الطبيعة الخلابة والكائنات الحية والنباتية الفريدة، إضافة إلى توافر العديد من المواقع التاريخية والأثرية والتراثية.
وقال المرشد: «تسهم المخيمات الصحراوية السياحية المنتشرة في عدد من مناطق المملكة بترخيص من الهيئة، في إيجاد رحلات سياحية متكاملة وممارسة التخييم والأنشطة والفعاليات ذات العلاقة بتراث الصحراء مثل السفاري والرحلات إلى الروضات والفياض والأودية والشعاب، ورياضة التطعيس بسيارات الدفع الرباعي، وإقامة المخيمات في المناطق الربيعية، واستعراضات الطيران الشراعي، والتزلج على الرمال، وتسلق الجبال. وأيضًا إقامة أمسيات وعروض الفنون الفُلكلورية البدوية، وراليات السيارات الحديثة ذات الدفع الرباعي، ومهرجانات المأكولات الشتوية، وسفاري الجمال.
من جهته، أشار المهندس عبدالعزيز آل حسن مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إلى أن فرع الهيئة بمنطقة الرياض يقوم بجهود كبيرة في مجال التوعية البيئية وبخاصة في موسم الشتاء، مبينًا أن مسؤولي الفرع يقومون بتقديم المعلومات التي تحذر الشباب وترشدهم لاتباع التعليمات في التخييم بالمواقع الآمنة، مثل تمیر وروضة الخشم والوسطى وأم الشقوق وغيرها من المواقع التي تتمیز بتوافر المتنزهات البریة والأودیة والشعاب المعروفة.
ويلفت إلى أن سياحة الرياض تتعاون بشكل موسع مع البرنامج التوعوي «لا تترك أثر» بهدف تعزيز وعي ومشاركة المواطن والمقيم في منطقة الرياض، بالمحافظة على المناطق الطبيعية وحماية المقومات السياحية الطبيعية، مؤكدًا أن السلوكيات الخاطئة في المواقع السياحية والتراثية تحتاج لتضافر الجهود لتصحيحها.
مهرجانات وفعاليات
نظمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع شركائها في القطاعين العام والخاص عددًا من الفعاليات والمهرجانات الثقافية والتراثية والرياضية والترويحية خلال فصل الشتاء في مختلف مدن المملكة. ومن أهمها: مهرجان تراث الصحراء في حائل، ومخيم الربيع بمحافظة النعيرية بالمنطقة الشرقية، ومهرجان الصقور بمنطقة الحدود الشمالية، ومهرجان الغضا بمحافظة عنيزة بمنطقة القصيم، ومهرجان ليالي ربيع نجران، ورالي حائل الصحراوي، ومهرجان الربيع بعروق الطرفية، ومخيم الربيع بروضة خريم بمحافظة رماح، ومهرجان الربيع بروضة الكسر بمحافظة الزلفي، ومهرجان العسل في محافظتي المجاردة ورجال ألمع، ومهرجان الحريد بجزر فرسان، ومهرجان المانجو في جازان، ومهرجان جازان الشتوي، وغيرها.
مقاصد سياحة
منطقة عسير: تتعدد مناطق جذب السياحة الشتوية في منطقة عسير، حيث تشكل محايل عسير مقصدًا شتويًّا لتميزها بمعدلات حرارة مناسبة، وإقامة عدد من البرامج الشتوية في متنزهاتها، حيث يمارس الزوّار العديد من الهوايات المختلفة والمتنوعة مثل: التخييم، والشواء في الهواء الطلق، وصيد الأسماك، والرحلات البحرية.
المنطقة الشرقية: تعد محافظة النعيرية وجهة شتوية مميزة في المنطقة الشرقية، يَفِد إليها السياح من داخل المملكة ومن دول الخليج، وهي من المناطق الصحراوية الرائعة، التي يستحب فيها التخييم وبخاصة في فصل الشتاء، حيث الحياة البرية، ورحلات الصيد، والجبال الشاهقة، والسهول، والرمال الذهبية التي تكسو المكان، والطقس الدافئ، إضافة إلى إقامة سباقات الهجن والعديد من الأنشطة الترويحية الأخرى.
منطقة جازان: تعدّ جازان من الوجهات السياحية المفضلة للسياح في المملكة بالشتاء، لما تمتاز به من تنوعات جغرافية تشمل الجبال والسهول والسواحل والجزر والعيون الحارة والمواقع السياحية ومناطق الغوص، وتعد بموقعها على البحر الأحمر مدينة معتدلة المناخ، ويفضل العديد من السياح من داخل السعودية ومن دول الخليج زيارتها في فصل الشتاء للتمتع بالحرارة والدفء.
منطقة تبوك: تمتاز مدينة تبوك بمناخ بارد وممطر في الشتاء، وتتأثر في بعض الأيام بمناخ البحر الأبيض المتوسط، كما تنخفض درجة الحرارة بها؛ مما قد يؤدي إلى سقوط الثلوج بكثرة، بجانب توافر العديد من المواقع التاريخية والسياحية بها.
منطقة الباحة: بشكل عام، مناخ منطقة الباحة معتدل البرودة شتاءً، فيما تُغطي المناطق الجبلية فيها أشجار صنوبرية محلية تسمى العرعر، إضافة إلى أنواع عديدة من الأشجار المثمرة.
منطقة حائل: تتوافر في منطقة حائل مقومات عديدة للسياحة الشتوية، تتمثل في سياحة الصحراء، والكثير من الآثار في البراري التي تتحول في الشتاء إلى مناطق بانورامية.
منطقة مكة المكرمة: تجذب جدة السياح والزوار في فصل الشتاء بدرجات حرارتها المرتفعة طوال موسم الشتاء، بجانب توافر المزارات السياحية مثل البلدة القديمة في وسط المدينة، والأسواق الشعبية، وكورنيش جدة وغيرها، كما تتميز المدينة بأن الصحراء تمثل أغلب مساحتها، ولذلك فهي أنسب مكان للسياحة في فصل الشتاء.
انتعاشة اقتصادية محلية
يسهم النمو المتسارع للسياحة الشتوية في تحقيق أرباح عالية على مستوى قطاعات الإيواء والفنادق والمطاعم والمنتجعات والمدن الترفيهية، ومراكز التسوق وتعزيز ثقافة النشاط السياحي الشتوي في مناطق المملكة والمجتمعات المحلية، فيما يظهر الأثر الاقتصادي للسياحة الشتوية بشكل ملموس من خلال ما يجده المجتمع المحلي من فرصة مواتية لبيع المنتجات المختلفة، والمأكولات الشعبية، وإشغال منشآت الإيواء السياحي للزوار والسياح.
المنشورات ذات الصلة
معرض الرياض الدولي للكتاب يختتم فعالياته كتب جديدة وندوات وحوارات وورش جذبت جمهورًا واسعًا
قد لا تتوافر أرقام دقيقة حول الأعداد الكبيرة التي ترددت على معرض الرياض الدولي للكتاب، ولا ما أنفقته هذه الأعداد من...
«زرقاء اليمامة» أوبرا تراجيدية… تنتصر للمرأة وتنفتح على المستقبل
لحظة بدت شديدة الطموح إلى مخاطبة العالم عبر أوبرا سعودية، تأخذ بأهم ما في الأوبرا العالمية من سمات جمالية ومواصفات...
“لقاء مارس 02: تواشجات” دعوة إلى إعادة تصور مستقبل أكثر شمولًا وإنصافًا
فيما يشبه الالتزام الأخلاقي والجمالي، تبنى لقاء مارس السنوي، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، في دورته الجديدة التي...
0 تعليق