أيّها الربّان! في غير أوانها،
تُبتلَى بالحكمة.
جفت الأخشاب، وتوارت الأسلاب.
وَيْلَكَ! آزِرْ.
(«في سكّة التايهين». عاليًا، رفعَ صوتَ الأغنية ودلَّى قدميه في المعمعة).
يعتني بسخريته جيدًا كأعزّ الأولاد.
(يجب أن تستمر الحياة. يجب!).
تلك النافذة المواربة، يعرفها النسيم.
بخَفَرٍ يمرُّ بها، يقبض من العطر والزرقة ما سوف يتبختر به عندما يصل إلى الجبال.
نودِيَ إلى المزاد.
تداعَى الهِلْكةُ وبُسِطَتْ شجرةُ الزقّوم.
كالغصن مالت وانفلتت.
جفَّت الريحُ، والأرجوحةُ لها خشخشةُ حديقةٍ مهجورة.
امضِ يا قابضُ لإمرك. المنجلُ في يدك. أنت الحصّادُ والموسمُ تَلَعَ الرقبة.
الجمرةُ سائسُ الليل.
لا الكهف ملجأ ولا البحر مفر. ثمة رحابةٌ من تحتك. ثمّة نبعٌ. آه لو تعرف كيف تعود، وتضرب بقدمَيِ الطفل.
العطشُ الفاتن لغةُ الظل.
ارتشفْ برفق وأوغلْ في تؤدة.
المِسرجةُ تطوف.
حنانُ الضوءِ وهدأةُ الظلّ.
ما أكثر نُسَخك وما أقلّك.
يا أيّها الأمل! كن أعمى وأقبِلْ عليّ.
ما لهذا العمر يركض وفي قفزاتٍ وحشية؟
كم في هذا الفراغ من فردوس!
اعبرْ إليه. لا تخف ولا تتردّدْ.
تكلّمَ الرمادُ.
غابَ الاسم، وتفتّت الصورة.
يا خيرَ جليسٍ
أسألك ورقةً بيضاء
وهامشًا غيرَ معطوب.
الريشةُ على هواها وتدّعي الريح.
ملتاعٌ بجرّةٍ فارغة.
مَن يردُّ إليه ولو حفنةً من رمادِهِ الضائع.
وهل كانت حياتك غير هذه الطائرة الورقية؟
اشتبكتْ خيوطُكَ وقليلُكَ ينفد.
سُدًى منك كلُّ هذا التحديق.
إنَّ البرقَ لا يخيّم.
لا تلوموا الظل؛
فقد أدركتْ قلبَهُ التجاعيد.
«تفرق كتير»* طعامُ الليل وصلاتُه. نجمتُهُ العالية. فليستمرّ الليل. فليستمر.
——
*الفنانة نجاة.
من الخزانة المنقوبة في جدار الليل، تسلّلتْ «عشقت الليل»*؛ فـسِلتُ حتى آخر الأعضاء.
——
*الفنان طلال مداح.
هذا بابُ الليل. لا يَفتح إلا لحنجرةٍ عفيّة؛ تدير المفتاحَ وتدير بابَ الليل. اندلعتِ «الناس المغرمين»* تقتلعه اقتلاعًا.
——
*الفنان محمد عبدالمطلب
0 تعليق