القصيدةُ تبكي وتضحكُ
تغفو وتصحو
القصيدةُ تُثبتُ
ما شاءت المفرداتُ لها من ظلالٍ وتمحو
من ملامح شاعرها ما تشاءُ
القصيدة نار وماءُ
يولدان معًا
ويظلان مشتعلين ومندفقينِ معًا
والقصيدة ذاك الملاك الذي قد نفته السماءُ
إلى الأَرْضِ، تلك التي احتضنته
لينبتَ من رحمِ الأَرْضِ قمحُ
ليحصده الجائعونْ
والقصيدة تلك الوساوسُ، تلك الهواجسُ
تعبرُ كالبرقِ في القلبِ
تلك الظنونْ
التي لم تزل منذ كانت تلحُّ
لنتبعها في الظلامْ
القصيدةُ عينُ الحروفِ التي لا تنامْ
والقصيدةُ ما يتفتّقُ في القلبِ
إذ يتصارعُ فينا ضمادٌ وجرحُ
فيعزبُ عنّا حسابُ الزمانِ، لننسى عبورَ الدقائقِ
ننسى مرورَ الثواني
القصيدةُ تبحرُ من دونما أملٍ في الوصولِ
إلى ضفةٍ أو مواني
والقصيدة تلقي بصنارة الكلمات ببحر المعاني
لترجع في آخر اليوم (إن رجعت)
وهي تحملُ في قعرِ جَعْبَتِها حفنةً من أغاني
القصيدة تمشي على الشوكِ
حافيةَ الروحِ
لكنها لا تصيخ لصوتِ الألمْ
القصيدةُ مولعةٌ بالضلالِ
وكم أوشكت أن تتوه ببرِّيَّة الكلماتِ
فما دلَّ من خرجوا يقتفون خطاها عليها
سوى خيطِ دمْ
سائلًا من حشاشة شاعرها
ليبلَّ عروقَ الورقْ
لكأنَّ القصيدةَ نارٌ متى لامست كفَّ شاعرها
في الظلامِ احترقْ
أم تراه يضيءُ!
القصيدةُ رشقُ المطرْ،
وهو يصعدُ نحو السَّمَاءِ، وطفلٌ بريءُ
يتسلقُ في نشوةٍ درجَ الليلِ نحو القمرْ
القصيدةُ ما لا يغيبُ وما لا يجيءُ!
0 تعليق