كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
نصوص
1
هادئًا كعادتي
أعود مساءً حاملًا محفظتي السوداء. أحكّ ذقني في أثناء العودة قائلًا: الناس نوعان، نوع مثل العشبة التي تحرق اليد، ونوع مثل البذرة التي تلسع الظّهر. وأظل أفكر كثيرًا في العشبة والبذرة أيّهما الأجدر بالبقاء في كفيّ مدّةً أطولَ. أحيانًا أقولُ: العشبةُ اليانعة فأتذكّر مقصّ الأعشاب والبستانيّ اللّئيم وأحيانا أقولُ: البذرةُ اللّينةُ فأتذكّر طمعَ الفلّاح.
لا أعرفُ حقًّا أنّني اخترتُ إحدَاهُما، هذه العشبة اليانعة التي قطعها مقصّ بستانيّ أم تلك البذرة اللّينة التي فلقَها محراثُ حقل؟
2
هي كلمة.. هي كلمة
هي عشبة بمجرّد سقوطها مثل ملاك، هي زهرة بمجرّد وصولها إلى يد بستانيّ، هي حبّة قمح بمجرّد سقوطها من منقار، هي شمس بمجرّد أنّك انتظرتها ألفَ عام، باسطًا ذراعيك مثل كلب قرب مدخل الباب.
3
الربيع
كيف لي أن أشكر الرّبيع على تأخّره في المجيء هذا العام. فقد انتظرت قدومَه خائفًا بعد أن فعل بي الشّتاء فعلَته بريحٍ صفّرت في أذنيّ لياليَ طويلةً. حدّثني الشّتاء أكثرَ من مرّة متوعّدًا أن الرّبيعَ -شقيقَهُ- لن يأتي إلّا لقطع رأسي، فقط، لأنّني جادلته طويلًا حول هبوط فصل خامس خنقَتْه أمُّه خَشْية الفضيحة.
4
سأبحث عن بيت جديد
حاولتُ أن أجدَ بيتًا جديدًا، فالبيت الذي أقيم فيه صار قديمًا كما ترون.لا أملك تلفازًا، أو ثلاجةً لحفظ الخضر والبيض واللّحوم، أو صحونًا للأكل وأواني للطبخ. فقد صارت الكتبُ أوانيَ مصعُوقةً والأقلامُ ملاعقَ والكلماتُ أحْبُولةً للضّوء. وصار من المقرف أن أبصُقَ على الشّمس كلَّ صباحٍ متوعّدًا ببيع العالم مقابل سلّة بيض فاسد.
5
إهانة
صار من التفاهة أن أدّعي أمام جُلّاسي أنني أعمل خادمًا مطيعًا لدى هذه السيّدة، فهي كما ترون صارت تهينني وتمعن في إذلالي أمام الجيران. ذلك أنّها حكمت عليّ مؤخّرًا ألّا أبرزَ عضلاتي المفتولة في أثناء قلع أعشاب الحديقة. فأنا زوج محتال في نظرها بملازمتي لشجرة البرتقال كلّ يوم. لم أكن لصًّا سيئًا كما يتراءى لكم؛ لأني لم أكن أريد غير حراسة الشمس.
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق