مثلَ من يبحثُ
في راحلةِ الأيامِ
عن أرضٍ شريدةْ
ناقشًا بالظنِّ
في ذاكرةِ اللحظةِ
للمنفى قصيدةْ
تجلسُ الآنَ بقربي
كلماتٌ لم أقلها
ذكرياتٌ لم أعشها
وتناجيني دروبٌ لم أطأها
أي دربٍ يتقنُ العزفَ
على ما أشتهي
من مدنٍ حبلى بأحلامٍ عنيدةْ
وأنا الممتدُّ
في كل جهاتِ الشكِّ والصدقِ
جذوري نفرتْ من قبضةِ الطينِ
وأغصاني مفاتيحُ سماواتٍ جديدةْ
أرسمُ الآن تفاصيلَ مواعيدي
التي فاتتْ
وأمحوها
بأشباحِ تفاصيل
وأمضي
قاطفًا من ثمرِ الوقتِ الذي يعجبني،
مطلقًا ظلي
إلى أقصى احتمالاتي الأكيدةْ
غير أني
موثقٌ بالخوفِ
والعمرُ مواقيت
من القوةِ والضعفِ
وظلٌّ لمكيدةْ
ويظنُّ الدهرُ بي خيرًا
ولمْ يشربْ معي
من علقمِ الصبرِ
ولم يسهرْ معي ليلًا
على طاولةِ الفقدِ
ولم يأكلْ معي يومًا جريدةْ
أكتبُ الآنَ
إلى المنفى قصيدةْ:
يا ملاذَ الضوءِ
في خُلوتهِ الأولى
ويا عرشَ الضياعاتِ
ويا أُنسَ العذاباتِ
ويا ظلَّ الجراحاتِ الطريدةْ
ها أنا أنفقتُ
قربانًا إلى الوصلِ حياتي.
وتنازلتُ -كما تدركُ-
عن إرثي من البهجةِ
فارقتُ مصباتي
ولم أفتنْ بما يُغري
فهلْ تمنحني يا سيد الأوطانِ
بعضًا من لياليكَ السعيدةْ؟
0 تعليق