كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
هل من مشترك بين كرة القدم والكتابة؟
هدى الدغفق – الرياض – الفيصل
ما علاقتك ككاتب بكرة القدم، من واقع خبرة شخصية باللعبة أو مراقب لشغف الأصدقاء باللعبة؟ هل تجذبك المهارات الفردية لللاعبين؟ ما الفارق بينها وبين مهارات الكتابة؟ ما رأيك في سوء الظن بين المثقفين العرب وكرة القدم، في التكريس السياسي لها؟
تساؤلات «الفيصل» يجيب عنها عدد من الكاتبات والكتاب:
وحيد الطويلة: الجهلة فقط ينسون المتعة ويتذكرون النتائج بين كرة القدم والرواية
ربما القاسم بين الفن والرواية أن كليهما يبحث أولًا عن المتعة.. هناك من يريد النتيجة بالطبع وهؤلاء من خلقوا فكرة التعصب لفريق أو لكاتب.. هذا التعصب المقيت هو الذي أنتج كتابًا مهما فازوا لكنهم في الغالب تنقص نصوصهم المتعة… وكما هناك حكام أغبياء جهلة هناك نقاد أغبياء.. ربما تمرُّ على حَكَمٍ هفوةٌ لم يرها أو أساء تقديرها في لحظة وهذا طبيعي. لكن ذلك يجب ألّا يكون في حالة ناقد.. على أية حال هناك خطة ما واضحة لفريق ما قد تتغير بتغير ظروف اللعب مع مدرب ذكي.. هناك أيضًا خطة في ذهن الروائي.. تتغير أيضًا بطبيعة مباراة الرواية وبما توده الشخصية رغمًا عن أنفك.. يحدث هذا أيضًا في الكرة لكنه يستلزم مهاجمًا من عيار روماريو لا يعرف مدربه ماذا سيفعل وهو ربما لا يعرف ذلك إلا في خياله العارم. معظم المدافعين في الملعب حتى مهما كانت إجادتهم لن تجد خيالًا منهم إلا في حالات نادرة.. باريزي ممتاز لكنه بلا خيال حتى باكينباور.. أكره المدافعين لا أستثني منهم أحدًا إلا حالات نادرة مثل الضلمي والبياز في المغرب. هل تعرف حكاية مجدي عبدالغني المعروف بمجدي مقشة.. كان هيديكوتي يقسم اللاعبين في التمرين الأخير إلى فريفين: الأحمر والأبيض أما الباقون فيتركون الفريق لم يعد لهم مكان.. كل لاعب له من يعوضه… لكن مقشة رفض الخضوع لذلك وراح يدور حول الملعب في انتظار أن يصاب أحد اللاعبين وهو ما كان.. أصيب واحد وهبط مقشة للملعب ومن يومها لم يخرج حتى خرجت روحنا.
مثله مثل من يكتب ثلاثين رواية.. لكنه لم يبدع يومًا.. حاضر في كل شيء عدا الإبداع. الإبداع يحتاج إلى خيال.. فان باستن مبدع رغم أنه أنتج رواية واحدة.. تحتاج روائيين من عينة كرويف وبيتجا الإيطالي الذي كان موهوبًا لكنه لم يحصل على جائزة فنسوه… إنه صبري موسى الرواية. هناك بناء مشترك وخطة وتوزيع للأدوار.. الرواية الحديثة أخذت نهج الكرة؛ أصبح المدافعون يهاجمون، والشخصيات الثانوية في رواية ما ربما هي من تبقى في ذهنك. وتتراجع الشخصية الرئيسة لحساب الثانوية… تكتيك اللعب وتكنيك الرواية. في الكرة لا تستطيع أن تلعب من دون مدافعين… في الرواية يمكنك أن تفعل هذا… تلعب طوال الوقت مهاجمًا.. في الكرة لا تستطيع أن تلعب من دون حارس مرمى.. في الرواية يمكنك أن تفعل هذا لتترك للنقاد بابًا يهاجمونك منه.. في الكرة يمكنك أن تفعل مثل إيطاليا تدافع في الأدوار الأولي ثم تهاجم حين تصل لربع النهائي… في الرواية هذا مؤلم حتى لو ربحت إيطاليا وأبدعت في الدفاع.. في الكرة هناك جمهور مجنون ينسى البداية السيئة طالما سيربح في النهاية… في الرواية لن ينتظرك جمهورك ولن يغفر لك حتى لو غفر لفوكنر.
شيء واحد قد يريح جمهورك إذا فزت بجائزة حتى لو كانت رديئة وهذا أسوأ ما يحدث.. والمتعصبون والجهلة ينسون المتعة ويتذكرون النتائج. الكرة والكتابة يشتركان في متعة الهجوم بحساب حتى لا تنكشف الخطة باكرًا… الدفاع والهجوم حسب الحالة.. هناك روايات تلعب بطريقة دفاع المنطقة، ثم تهاجم في النهاية لكن الدفاع يحتاج للمتعة حتى لا يهرب القارئ وحتى لا يموت المتفرج.. الهجمة المرتدّة تحتاج شخصيات ذكية تنفذها لتحرز الهدف ثم تعود لقواعدها.
كاتب مصري.
——————
هناء حجازي: شرطي المرور يوقف السيارات ليعبر أبي
لم أكن الوحيدة التي أنظر إلى والدي بإعجاب وفخر، كان يشاركني في ذلك غالبية سكان مدينة جدة، ولم أكن أفهم سبب ترحيب الجميع به وهو يمشي في الشارع، وحين أوقف له شرطي المرور السيارات كي نعبر الطريق وهو يرفع يده بتحية شخص يشعر بالامتنان لأن أبي سمح له أن يوقف السيارات من أجله، أيضًا لم أفهم، كنت أسمع الناس تحيي أبي في كل مكان، بصوت مرتفع وحبور عظيم، وكنت أسأله أنا الطفلة التي لا تعرف معنى الشهرة: بابا، هل تعرفهم؟ كان أبي يبتسم لي ونكمل طريقنا وأنا متعجبة لتكرار الموضوع كلما أخذنا في نزهة أنا وإخوتي.
أبي، لاعب كرة القدم الشهير، كابتن نادي الاتحاد وكابتن المنتخب، عبدالله حجازي، أبو عابد كما يناديه المعجبون، ولدت بعد أن ترك اللعب، لكنه لم يترك النادي، ظل معروفًا ومحبوبًا حتى وفاته، ظل يخدم كرة القدم في النادي وفي المنتخب حتى النهاية. لذلك كرة القدم بالنسبة لي ليست مجرد لعبة، أو رياضة نتابعها في التليفزيون ونشجع بتعصب أو بروح رياضية ناديًا نختاره؛ كرة القدم حياة عشتها مع أبي. صور اللاعبين وهم يقفزون في الهواء أو يركلون الكرة ليست صورًا أشاهدها في الجرائد، هذه صور أراها في ألبوم العائلة. أبي ضمن تشكيلة الفريق، أو واقفًا يصدّ كرة، أو يتسلّم الكأس من يد الملك سعود والملك فيصل، كل هذه الصور من تاريخ العائلة، مبنى النادي مبنى أعرفه من الداخل لأن أبي كان يصحبنا أحيانًا لمشاهدة الفلم السينمائي الذي اعتاد النادي أن يعرضه كل أسبوع، كنشاط ثقافي وترفيهي.
وحين يغيب أبي أسابيع وربما شهورًا كنا نعرف أنه يرافق الفريق أو المنتخب في معسكراته استعدادًا لبطولة ما. ظل أبي وفيًّا لعشقه لهذه اللعبة، لم يتركها قط، ظل سحرها يناديه، وبعد أن ترك اللعب واعتزل أكمل المشوار كمدرب للحراس؛ لذلك ظلت كرة القدم جزءًا من حياتنا. أتذكر جيدًا كيف كان يعود من الوظيفة في الثانية ظهرًا كي يشاركنا الغداء ثم يرتاح قليلا، ويستيقظ في الرابعة كي يشرب الشاي وهو ينتظر «باص» النادي في الشرفة مرتديًا زيه الرياضي. هذا برنامجه اليومي الذي لم يتغير. أتذكر أيضًا اللاعبين الذين قدموا من مدن أخرى، يستضيفهم أبي في بيتنا كي يساعدهم على التأقلم مع الحياة في مدينة أخرى، يشعرهم بالألفة ويمنحهم الجو العائلي الذي يعرف أنهم يفتقدونه. فكان يجعلنا نحن أبناءه نجلس معهم ونشاركهم المائدة والحوار والتسلية.
قوانين اللعبة، الاستمتاع بها، الحماس والصراخ والحزن حين ينهزم الفريق والفرح والصخب حين يفوز، هذه ليست أشياء تعلمتها أو اكتسبتها من الآخرين، هذه أشياء يومية عشتها منذ فتحت عيني على الدنيا. أعرف الفاول والبلنتي والآوت والأوف سايد؛ لأنها الكلمات التي كانت تستخدم في ذلك الوقت، قبل أن تُعرَّب ويُلزَم المعلقون أن يستبدلوا بها الخطأ وركلة جزاء وخارج الملعب وتسلل.
ما زالت عروقي تضج بالحماس لكرة القدم، أبي لم يعش طويلًا، مات وأنا في السنة الأولى في الجامعة، حماسي لكرة القدم يختلط بالحنين إليه، ويطيل الشعور بأنه لا يزال معنا.
كاتبة سعودية.
——————
شاكر عبدالحميد: نجوم يسقط عليها الناس أحلامهم
كنت حارس مرمى شديد المهارة، وكان من الصعب أن تدخل مرماي كرة، وفي الصبا كنت أمارس الجري وألعاب القوى وكرة القدم. في الصبا كانت كل المدارس بها ملاعب كنا نمارس فيها الرياضة، وكانت كرة القدم هي الاهتمام الأول للجميع، كانت الكرة التي في المدارس جديدة وجميلة، كرة نتلمسها فنعجب بها، أما منظرها فقد كان رائعًا إلى درجة تثير الدافعية والخيال. كان الأهلي والزمالك يسيطران على المشهد كما هو الحال الآن، وكنا نهتف بأسماء لاعبيهم أمثال: عادل هيكل، وصالح سليم، ومصطفى الشاذلي وغيرهم، وعلى الرغم من ضيق الإمكانيات في ذلك الوقت فقد كان هؤلاء نجومًا يحققون المعجزات، لدرجة أن الأهلي هزم بنفيكا بطل البرتغال في الستينيات، ولاعَبَ بطلَ إنجلترا توتنهام في مبارة عظيمة. كانت لدينا فرق تلعب مباريات دولية، وبعض اللاعبين تحولوا إلى التمثيل، كصالح سليم وعادل هيكل، كانت أدوارهم وأعمالهم في السينما قليلة، لكنهم استطاعوا الانتقال بفيض الشهرة من الملاعب إلى الشاشات البيضاء.
كانت الكرة في زماننا كما هي الآن جزءًا من انشغالات الناس، ومحاولاتهم للتوحد مع اللاعبين الذين يسقطون عليهم أحلامهم، فلاعب مثل محمد صلاح بالنسبة للناس بطل، يسقطون عليه أحلامهم، ويحلمون بأن يكونوا مثله، تمامًا كما يحدث مع البطل على المسرح، فهم يعتبرونه البديل بالنسبة له، حيث يحقق نجاحاتهم المتخيلة والمأمولة، وهكذا صلاح وغيره في عالم الكرة، يشكلون خيال الناس، وينتقل حبهم وتشجيعهم كما تنتقل عدوى التشجيع. ولعل الكثيرين لا يعرفون أن الأصل القديم لفكرة الكرة والإستاد هو المسرح الروماني القديم، حيث كان يلقى بالمحكوم عليهم للأسود، فكان الناس يجلسون في المدرجات الحجرية ليشاهدوا المصارعة بين الأسود والمجرمين، ويتوحدون مع البطل سواء كان الأسد أو المجرم، هذه الفكرة التي انتقلت إلى كرة القدم حيث المدرجات سواء الأولى أو الثالثة، وحيث المنصة التي كان يجلس عليها الإمبراطور والأمراء، التي أصبحت لرئيسي الفريقين أو رجال الفيفا ومعهم رئيس الدولة أو من يمثله.
والكُتاب ينتابهم الحسد تجاه لاعبي كرة القدم لسببين؛ الأول أن الكتاب يرون أنهم يقومون بعمل أسمى وأرقى من وجهة نظرهم؛ لأن الكتاب يستخدمون العقل والخيال، ويعتبرونه ملكة عليا، وهم غير مدركين أن استخدام الأقدام مرحلة أخيرة ضمن منظومة من المراحل السابقة عليها لدى لاعب كرة القدم، هذا الذي لا بد أن يتمتع بالخيال وسرعة التفكير والقدرة على اتخاذ القرار والإدراك لجنبات الملعب، فضلًا عن أن الكاتب يعمل بمفرده باستثناء النقاد والقراء فيما بعد، لكنّ لاعب كرة القدم يتعامل مع خصم آخر مباشر. ومن ثم فاعتقاد الكُتاب أنهم يقومون بنشاط أعلى من لاعبي كرة القدم هو اعتقاد غير صحيح، والسبب الثاني في هذا الحسد أن لاعبي الكرة يحصلون على أموال طائلة، في حين يعيش أغلبية الكتاب ،إلا من رحم ربي، حالة من الفاقة وضيق ذات اليد التي تجعلهم يرضخون لشروط قاسية في الحياة.
ناقد مصري ووزير الثقافة الأسبق
——————
إبراهيم عبدالمجيد: في الحقبة الناصرية.. كل رؤساء الأندية من الجيش
في الخمسينيات، حيث بقايا الحقبة الملكية، كانت المدارس كلها بها ملاعب كرة قدم وسلة، وكانت الأحياء الشعبية في الليل تقيم مباريات ليلية بينها وبين بعضها، وكانت الإسكندرية منقسمةً أحياء شعبيةً فقيرة مثل كرموز وكوم الشقافة وغيرهما، وهذه كانت تلعب في الغالب الكرة المصنوعة يدويًّا من الشراب -الجوارب القديمة- ونادرًا ما تلعب بالكرة البولي أو الجلد المعروفة لنا الآن، أما أحياء محطة مصر وغيرها فكانت تلعب بالكرة البولي، فهي أحياء الأثرياء والأرستقراطيين، وكانوا يلعبونها في الأندية الرياضية، ونادرًا ما تكون في الشوارع مثل الأحياء الشعبية التي كنت من أبنائها. كنت من عشاق الكرة ولاعبيها في صغري، حتى إنني في لحظات كنت أقول لنفسي: لو عاد بي الزمن فلن أتمنى سوى أن أكون لاعب كرة قدم، يحدث هذا في لحظات الضيق، لكن في الغالب طبعًا لا، فلو عاد بي الزمن فلن أتمنى سوى أن أكون كاتبًا؛ لأنني أحب الكتابة وأستمتع بها.
دائمًا ما يرى بعض من الكتاب أو حتى البسطاء في الشارع أن الكرة نوع من اللهو، وأموال تنفق على لا شيء، وربما يرى بعض أيضًا أنها صنعت من أجل إلهاء الناس عن متابعة شؤون السياسة والحكم، وربما يعود هذا الأمر إلى الحقبة الناصرية، ففيها كان كل رؤساء الأندية من الجيش، ومن ثم ربط الناس بين ظهور الكرة ومبارياتها ونقلها في الراديو والتليفزيون وبين الحالة السياسية والحربية، لكن الأمر تغير الآن، فنادرًا ما يكون رؤساء الأندية من الجيش، وهم بالانتخاب وليسوا بالتعيين، ومن ثم يصعب الربط بين الإلهاء السياسي والنشاط الكروي. بالطبع الحسد قائم، فلاعبو كرة القدم يظهرون على الشاشات، وينتشرون جماهيريًّا بقوة وبسرعة، ويجنون مالًا أكثر وأهم من عشرات الكتاب، لكن هذا الأمر موجود في كل شيء، فالسيناريست يأخذ أفضل من الروائي، والممثل يأخذ أكثر منهما، وهكذا. ومن ثم فالكتابة في كل مكان لا تأخذ ما تستحقه، ودائمًا ينظر إليها على أنها الأقل ماديًّا. وعلى كلٍّ فالكرة ليست مجرد لعبة أو موهبة، إنها صناعة كبرى، بها جماهير وإعلانات وإعلاميون ومدربون وعمال ورؤساء أندية وغيرها. هذه الصناعة ونجاحها لا يجعل أموالها تعود على شخص واحد، ولكن على كل عناصر اللعبة، وهي عمل جماهيري وليست عملًا نخبويًّا.
كاتب مصري.
——————
عالية شعيب: الساذج من يغار من لاعبي الكرة
لا يخفى على نبيه منفتح ذهنيًّا ومثقف مطلع أن الحكام والسياسيين العرب استخدموا لعبة الإشغال والإلهاء للناس عبر رياضة الكرة، لإبعادهم عن الأمور المهمة والقضايا المصيرية. ثم حولوها لتجارة مربحة وضخوا فيها الانفعال والمشاعر والهوس الجماهيري والاستهلاكي. ومنه نشأ العنف والفرقة والاختلاف والخلاف والعنصرية والشتائم. سواء الكرة المحلية أو الأجنبية. وكنت في صغري أشجع نادي القادسية في الكويت. وكنا نختار اللون الأصفر رمزًا لولائنا للنادي. لا يمكن مقارنة الكتابة بالكرة من ناحية اهتمام ومتابعة الجمهور. فالكرة تشغيل للجسد، وتحريك الطاقة والحيوية والاستمتاع، في حين الكتابة تحتاج لجهد عقلي وتفكير وتحليل وانتباه، ونحن شعوب لا تريد التفكير وتشغيل المخ؛ لذلك نجد زحامًا على مباراة كرة في حين المكتبات فارغة والرائج في المعارض كتب الأبراج والتنجيم والطبخ وكتب السحر والشعوذة. فكل ما يخاطب المشاعر ويدغدغ القلب والحواس، ويطبطب على الجهل، يبيع. أما ما يكشف الحقيقة ويشجع على التنوير والتغيير للأفضل والإصلاح فلا أحد يريد أن يشغل نفسه و«يصدع» رأسه بهذا. الكاتب الساذج وربما المبتدئ هو من يغار من لاعبي الكرة؛ لأن الكتابة قيمة عليا سامية. فكما أن الكرة رياضة للجسم. تعتبر الكتابة رياضة الروح والإحساس. ورغم أن المردود المادي عال للاعبي الكرة ويعتبر بعضهم نجوم إلا أن الكاتب الأصيل لا يرتجي مالًا من إبداعه. رغم أن بعض الكتاب نجوم يتقاضون مبالغ فلكية مقابل كتبهم. لكن هذا يأتي بعد جهد وصبر وتضحيات عديدة.
كاتبة كويتية
——————
ليلى الأحيدب: شخص بلاشغف محبط ويفتقد للحياة
الشغف هو روح الحياة. شخص بلا شغف هو شخص محبط وكئيب ويفتقد للحياة. ومن أشكال الشغف أن نقع في غرام أمر ما، نتابعه ونتعلمه ونحسن صنعه. في كرة القدم لم يكن ذلك الخيار متاحًا لنا بوصفنا فتيات؛ لذلك كان التشجيع هو لغة الشغف الوحيدة التي نمتلكها. أتذكر أننا في مراهقتنا كان نجم ماجد عبدالله ساطعًا كمجرة ولم يكن النصراويون فقط هم من يبجله، بل كانت الجماهير السعودية بأكملها ترى فيه النجم الذي لن يخذلها.
شغف الجماهير بماجد عبدالله اتخذ شكلًا بعيدًا عن التعصب، كان نجم النصر والمنتخب، لا أحد يكرهه، ولا أحد ينتقص من قيمته، بل كنا نردد: «نبدى بتسعة قبل ما نقول واحد»:
تسعة هو رقم ماجد عبدالله نجم الجماهير. أذكر مثال ماجد عبدالله لأنه نموذج للاعب الذي اتحدت حوله الآراء، مثله مثل لاعب البرازيل بيليه، الجوهرة السوداء. والآن لدينا النجم الشاب المصري محمد صلاح لاعب ليفربول، كثيرون شغوفون بلعبه لكننا لا نتعصب له لأنه عربي؛ لأن كثيرين أيضًا شغوفون برونالدو، لاعب ريال مدريد، وميسي لاعب برشلونة. الشغف شيء جميل ما لم يتحول إلى حزب يمجد شيئًا ويحتقر شيئًا آخر، يصبح الأمر مزعجًا حين يتعنصر الشغف، ويتعصب ويصبح رديفًا للكراهية لا رفيقًا للودّ.
أتذكر أن أحد الكتاب العرب من الذين فازوا بالبوكر وكان شديد التعصب لمنتخب بلده لدرجة أنه كتب مقالًا ينتقد شعبًا بأكمله تعصبًا لمنتخب بلده! وكان مقالًا بذيئًا مليئًا بالعنصرية المقيتة، تصرفه أوغر صدور البلدين وجعل من الكرة وهي اللعبة الجميلة منجنيق كراهية متحرك يقذف الحمم بين بلدين عربيين ربطتهما اللغة والدين وفرقتهما الكرة. الكرة المدورة التي تقول أنا بشكل دائري كيلا يكون أحد رأسًا والآخر قدمًا. مدورة بلا زوايا حادة تجرح، فلماذا تؤذون بعضكم بي؟! هذا التعصب المؤذي ليس شغفًا جميلًا وليس دلالة تحضر بل دلالة جهل وغباء.
الشغف لا يقود أبدًا إلى نفق الكراهية؛ لذلك فالشغف بكُرة القدم أو أي رياضة أخرى مطلوب ما لم يتعدَّ إلى التعصب والعنصرية. كرة القدم رسالة سامية لمن يفهم منطقها. أما أولئك الذين يكرهون ويحقدون ويشتمون ويركلون ويتلفظون بالبذيء من الكلام لأجلها فهم مرضى لا معجبون.
كاتبة سعودية.
——————
رؤوف مسعد: التسلل غير محسوب
في مدرجات ملاعب كرة القدم يحتشد الآلاف بطبولهم وأعلامهم، يزأرون استحسانًا أو استهجانًا لموقف لاعب أو لصافرة حكم، في حين يحتشد ملايين آخرون من جنسيات مختلفة أمام أجهزة التلفاز يتابعون مباريات يذيعها، يأملون في تفوق فريق معين على فريق آخر. يحتشد الملايين في الملاعب بأرجاء الكرة الأرضية يتابعون طقسًا احتفاليًّا له قواعده وكَهَنَتُه ومعابده، فإذا ما وقف شخص ما في وسط ميدان ما بمدينة ما في العالم وهتف بحياة محمد صلاح أو رونالدو سوف يتجاوب معه كل من سمعه، لكن إذا ما هتف بحياة نجيب محفوظ فلن يجد إقبالًا إلا من ناس معينة، هذا هو الفرق الشاسع بين لاعب كرة القدم والكاتب، مهما نال هذا الكاتب من أرفع الجوائز العالمية، سيظل اسمه وكنيته مجهولين للأغلبية في العالم، على العكس من لاعب كرة القدم. طقوس الملاعب لها قوانينها، أما طقوس الكتابة فهي بلا قوانين، فلا يمكن بحال الإجماع على أن كاتبًا ما تسلل إلى نص كاتب آخر وسرق أفكاره، على العكس من أن يتسلل لاعب ليسرق الكرة ويسددها في شباك الخصم، وفيما يلعب اللاعبون كفريق متجانس فإنه لا يمكن للكُتاب أن يتعاونوا ويتفاعل بعضهم مع بعض كفريق متجانس، فكل كاتب هو شخص منفرد متفرد وشخصاني، يكتب بطريقته الخاصة التي يستخلص منها الآخرون والنقاد القواعد الجديدة في الكتابة، على العكس من كرة القدم التي حددت قواعدها مسبقًا، ولا يمكن لفريق ما أو لاعب ما أن يتخطاها، أما الكتاب فهم يخلقون من أعمالهم القواعد الجديدة، أي أنهم يضعون العربة أمام الحصان، ويعلنون أنك لا تنزل إلى النهر مرتين.
كاتب مصري يقيم في هولندا.
——————
محمود الريماوي: من مظاهر القوة الناعمة
زار كاتب هذه الكلمات قبل مدة قصيرة بلدًا عربيًّا هو المغرب الذي يمتاز من بين ما يمتاز به بكثرة المقاهي التي تتسم بنظافتها وخدمتها الجيدة وبثها لمباريات (تسمّى هناك: مقابلات) كرة القدم. ويحدث أن يكون الرواد يشغلون نصف عدد كراسي المقهى الكبيرة، لكن ما إن يبدأ بث مباراة، حتى يغص المقهى فجأة بالرواد، الذين يجلسون في صفوف منتظمة، مفعمين بالاهتمام والترقب والتركيز الفائق، وما إن يُسجَّل هدف حتى ينفجر الرواد معًا مطلقين صيحة مدوية ترتجّ لها جدران المكان. والواضح أن هذه اللعبة باتت تجتذب أوسع اهتمام جماهيري في العالم، وهو أمر عزّزه انتشار الفضائيات ثم وسائل الاتصالات الحديثة التي تبث المباريات قديمها وجديدها. وقد تضاعف الاهتمام مع الدعم الذي تلقاه اللعبة والرياضة عمومًا من الجهات الرسمية ومن القطاع الخاص في أغلبية دول العالم. وهو ما يقرّبنا من الحديث عن علاقة كرة القدم والرياضة عامة، بعالم السياسة؛ إذ بات جليًّا أن دول العالم ترى في الرياضة ومسابقات الألعاب الأوليمبية فرصة لإظهار تميزها، ولتثبيت حضور هذه الدولة أو تلك على الخريطة وجعلها جاذبة للاهتمام، مع ما لذلك من انعكاس على السياحة وعلى الصورة العامة للبلد. وشيئًا فشيئًا يزداد الإدراك بأن الرياضة هي من مظاهر القوة الناعمة التي تستحق إيلاءها كل اهتمام شأنها في ذلك شأن العلوم والآداب والفنون.
وتتصل بذلك العلاقة الناشئة بين كرة القدم والبيزنس، فإقامة المباريات الكبرى يوفر فرصة كبيرة لاجتذاب السياح وتنشيط حركة الطيران، ويوفر فرصة مماثلة للشركات والمؤسسات والمصانع للترويج لسلعها ومنتوجاتها، ويوفر دخولًا لشركات الإعلان ومحطات التلفزة كما يوفر ضرائب ورسومًا على المداخيل المتأتية من المناسبات الرياضية. أما ما يتعلق بالعلاقة بين الأدب والرياضة، فمن الشائع أن يعزف أدباء وفنانون عن الانغماس في متابعة هذه اللعبة، غير أن الأجيال الجديدة من هؤلاء باتت ترى أن كرة القدم هي من مظاهر الحياة العصرية غير القابلة للإنكار أو التجاهل. علاوة على أن أدباء مرموقين أقروا بافتتانهم بهذه اللعبة ومن هؤلاء الكولومبي غارثيا ماركيز الذي كان طموحه للتفوق في كرة القدم يفوق (في مرحلة شبابه الأولى) طموحه الأدبي، وكذا الأديب نجيب محفوظ.
وأجدني أتفق مع الرأي القائل بأن كرة القدم تستثير مشاعر بدائية غائرة في النفس لمتابعة الطريدة واقتناصها، وأن مراوغة الكرة بأقدام اللاعبين على درجة من الشبه مع مراوغة الكلمات بين أيدي الأدباء. إن كرة القدم في النهاية هي لعبة نظيفة، ومن أبرز الألعاب الجماعية التي تعتمد على جهد فريق متكامل، مع إتاحة الفرصة لكل لاعب لإظهار مهاراته الخاصة به، خلافًا لمعظم ألعاب الرياضة التي تقوم على التنافس الفردي، وأحسب أن هذه الميزة: جماعية اللعبة، هي ما تشد الجموع الغفيرة إليها، وهي التي تستثير لدى بعض مشاعر الانحياز الأعمى وصولًا إلى التعصب وكراهية الآخر.
كاتب أردني.
——————
صلاح حسن: الكاتب لاعب ماهر
كنت في صبايا لاعب كرة قدم جيدًا، وكنت أسأل نفسي: هل تريد أن تكون لاعبًا أم شاعرًا أم ممثلًا؟ لكنني في النهاية اخترت أن أكون شاعرًا، ثم درست المسرح، أي أنني حققت ميزتين هما الشعر والمسرح، ولم تختف محبتي لكرة القدم، كانت لدينا مراكز للشباب في الحي، وكنا منضمين لفريق من الشباب ونلعب بشكل دوري، وكانت مهارتي في اللعب بالكرة قوية وواضحة، وذات يوم جاء مدرب أجنبي للمنتخب الوطني، وكاد أن يختارني إلى المنتخب، لكنه غيّر رأيه فيما بعد لحسن الحظ، وإلا كنت قضيت حياتي ركضًا وراء الكرة، بالطبع لم أحزن ولم أندم على الشهرة والغنى اللذين لم يصيباني جراء تركي اللعب، وانشغالي بالشعر والمسرح، فقد كنت حينها لاعبًا هاويًا، ولم تكن الأضواء متوهجة وقتئذ حول الكرة بالشكل الذي نراه الآن، كما أنني كنت مشغولًا بالمسرح والشعر، إلا أن الكرة ظلت في دمي. أحببت لاعبين كبارًا من العراق أمثال هادي أحمد وعدنان درجال وأحمد راضي، لكن ميسي ومارادونا كانا أبرز اللاعبين العالميين الذين استحوذوا على إعجابي، فقد فتنت بمهاراتهما الفردية الباهرة، وقدرة أي منهما على تسجيل الأهداف في أية لحظة. وطيلة الوقت كانت تشغلني المقارنة بين مهارات اللاعبين الفردية ومهارات الكتاب، كنت أتابع أسلوب كل منهم في العمل واللعب، وأتصور أن الكاتب الماهر هو لاعب ماهر، وأن اللاعب الماهر بطريقة ما هو كاتب ماهر أيضًا، فاللاعب الماهر يستطيع أن يحتفظ بالكرة أكبر وقت ممكن، أما الكاتب فإنه يستطيع أن يجلب انتباه القارئ ويسحبه معه حتى النهاية، أما في المسرح فالأمر أكثر وضوحًا، حيث يصل التشابه إلى حد التطابق، فالمخرج يقابل المدرب، واللاعبون يشبهون الممثلين، وساحة الكرة في مقابل خشبة المسرح، والتمرين يجري على الساحتين، أما الابتكارات الفردية فهذه يستطيع أن يراها المشاهد بسهولة، سواء في الملعب أو خشبة المسرح، واللامتوقع في كلتا الحالتين هو تدخل السياسة وإفسادها لكل شيء، حيث ينحرف الهدف الجمالي إلى شيء آخر.
في كأس العالم المقبل سأحرص على مشاهدة الفريق الهولندي والبرازيلي والأرجنتيني والإسباني، وسأتذكر أنني كنت أحب أن أجترح حركات في كرة القدم، وأنني نجحت في مرات قليلة، لكنني مع الكتابة وعلى الورق أصبحت أكثر نضجًا، وأن كلًّا من اللاعب والكاتب يمكنه أن يكون سفيرًا جيدًا للبسطاء، بشرط الحب والنية الصافية، سأتذكر أيضًا أن السحر في اللعب هو حصول غير المتوقع، في حين السحر في الكتابة هو قلب الواقع أو نسفه والحديث عن المسكوت عنه، وأن الفرق بين لاعب كرة القدم والشاعر هو أن اللاعب يركض كثيرًا والشاعر يخطط ويتأمل أكثر، وفي النهاية سأتمنى الفوز لمن يلعب أفضل.
مسرحي عراقي يقيم في هولندا.
——————
علياء المالكي: النساء لا يجدن العمل في فريق
المهتمون بالثقافة عادة لا نجدهم يتابعون أخبار الرياضة –الكرة تحديدًا– ربما لأنهم منهمكون في هوايات أخرى تعبر عن الجانب الحسي أكثر من الجانب العضلي، وهذا واضحٌ في ملامحهم التي تحاول الإمساك بالنجوم في السماء لا بالكرة على أرض الملعب، لكننا بالرغم من ذلك نجد أن المعادلة هذه غير شاملة فهناك من الأدباء والفنانين من رواد المقاهي يجلسون بانتظار مرير حتى تبدأ مباراة كرة القدم لمتابعة كل اللحظات التي تنتقل بها الكرة بين هدفهم وهدف الخصم. وهناك من كتب قصائد امتدح بها بعض اللاعبين وهناك من تفنن في رسم الحركات الرياضية بكل حالاتها، وبالطبع لا يخفى ما لدور المباريات الكروية في تغيير الكرة الأرضية سياسيًّا والرهانات التي تقع على عاتق المدربين لرفع علم الدولة أو إعلان الهزيمة، ودور هذه اللعبة في تحسين الروابط بين الدول كمباريات العراق والسعودية مؤخرًا حين أصبح العراق راعيًا في مباراة ودية جرت على أرضه في محافظة البصرة، وكان الجميع ينتظرها ويرحب بهذا اللقاء الذي طال انتظاره واتضحت خلاله السمات الودية على أرض الواقع لا أرض الملعب فقط بعد قطيعة طويلة. لذا فهذه اللعبة غيرت البوصلة وصاغت معادلة جديدة نرتضيها كشعوب مُحبة للسلام، هنا الرياضة استطاعت أن تشير إلى أحد العوامل المشتركة بيننا كدول عربية مجاورة بعيدًا من الرؤية القاصرة على مناطق الاختلاف، كما تفعل منصة الشعر وهي تجمع الشعراء على منصة واحدة. أما إذا حلمنا بفريق كرة قدم نسائي فسأضحك حتمًا لأن النساء لا يجدن اللعب كفريق بمقدورك أن تثق به، فالتسلل هو الأسلوب الأمثل للمرأة.
شاعرة وإعلامية عراقية
——————
مايا الحاج: درويش كتب عن مارادونا
أستغرب فعلًا موقف الأدباء العرب من بعض القضايا التي يتطلعون إليها باستعلاء غير مبرّر، مثل الرياضة والفنون الشعبية والأزياء… فالأدب هو في الأساس انعكاس حياتنا عبر مرآةٍ يتجوّل بها الكاتب طوال الطريق، كما يقول الكاتب الفرنسي ستندال في تعريفه للرواية. اقتصرت الكتابة الروائية مثلًا على موضوعات ثابتة منها الحب والوطن والهوية، في حين غابت عنها موضوعات أخرى اعتبرت أقلّ شأنًا. لكنّ بعض الكتّاب (روائيين وشعراء ومفكرين) كسروا هذه الثوابت اللامنطقية في الأدب وتطرقوا إلى مسائل اعتبرت هامشية إبداعيًّا.
كتب إدوارد سعيد مثلًا عن تحية كاريوكا مقالةً اختصر فيها موقفه من الرقص الشرقي الذي ظلّ أسير النظرة الذكورية له. وكتب محمود درويش قصيدة عن دييغو مارادونا في عام 1986م، عقب فوز الأرجنتين بكأس العالم، وتساءل:«لماذا لا تكون كرة القدم موضوعًا للفنّ والأدب؟». ولم يكن سؤاله غريبًا لأنه عاش في أوربا وقرأ اهتمام الناس- سواء كانوا شعوبًا وأدباء وسياسيين- بلعبة كرة القدم التي كانت حاضرة في مقالات كبار المفكرين وكتاباتهم، ومنهم ألبير كامو الذي وصف كارهي هذه اللعبة بـ«الأغبياء». وخلال السنوات الأخيرة قرأت بعض الأعمال الجديدة التي اتخذت من كرة القدم موضوعًا لها، منها رواية أحمد محسن «صانع الألعاب» ورواية شكري المبخوت «باغندا».. وعلى المستوى الشخصي كنت مولعة جدًّا بهذه اللعبة التي تستحوذ على تفكير الإنسان وأعصابه وتضعه تحت ضغطٍ كبير، فإما أن تخلّف فيه شعورًا بالسعادة العارمة وإما أن تجعله خائبًا وحزينًا. كنت أحبّ هذه الحالة التي تحيلنا لاعبين أساسيين في المباريات، وإن كنّا نشاهدها من قارة أخرى. والمفارقة أنني في مراهقتي كنت أفضّل لاعبي كرة القدم على نجوم الغناء والتمثيل، فكنت معجبة بديفيد بيكهام ولويس فيغو وراوول غونزاليس وتريزيغيه وكانافارو…
ثمة «سحر جماعي» تمارسه هذه اللعبة على العالم. تصنع من شباب فقراء نجومًا وتعيد الصوت لدولٍ أبكمتها الإمبراطوريات الكبرى. كرة القدم تخلط الأوراق التي رتبتها سياسات الدول الكبرى، وتمنح المهمشين فرحةً ضاعت وسط زحمة العالم وقسوته. إنها مجرّد لعبة… لكنها أيضًا صورة عن الحياة. من الخارج، ترى ملعبًا ولاعبين ومحكمين. أما واقعًا، فيشارك فيها زعماء وسياسيون ورجال المافيا والأثرياء… وبين الصورة المرئية واللامرئية، لا ننتظر نحن سوى بهجة عابرة يقدمها لنا أبطال يركضون من دول العالم كله خلف طابة واحدة.
كاتبة أردنية.
المنشورات ذات الصلة
صناعة النخب في الوطن العربي
صورة النخب وجدل الأدوار محمد شوقي الزين - باحث جزائري مثل المنطوق الأوربي (elite)، تنطوي مفردة «النخبة» في اللسان...
الإبل في الثقافات: شراكة في الحضارة قفْ بالمطايا، وشمِّرْ من أزمَّتها باللهِ بالوجدِ بالتبريحِ يا حادي
آفاق السنام الواحد عهود منصور حجازي - ناقدة سينمائية منذ فجر التاريخ، كان إدراك الإنسان لتقاسمه الأرض مع كائنات أخرى،...
تجليات الفن في العمارة… رحلة بصرية عبر الزمن
العمارة والفنون البصرية علاقة تكافلية مدهشة علاء حليفي - كاتب ومعماري مغربي منذ فجر الحضارة حتى يومنا الحالي، لطالما...
0 تعليق