كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
قتلت الحنين بدم بارد
لم أترك الغابة. الغابة تركتني. لم تعترف بي الشجرة التي أنجبتني. صرتُ ابنًا للموج. والموج حضن وأرجوحة. لذا لا زلت هذا الطفل.
كيف خانني الموج مع الريح. لم أعرف الريح حين تغضب. عرفتها حين صحوت وحيدًا في البرزخ. تذكرت يدي التي تسبح في النهر. تذكرت الغزالة المسجونة بين ضلوعي المسروقة. لم أفعل شيئًا؛ لأني صرت شجرة، وحولي غابة، ولا زلت هذا الطفل.
٭٭٭
يدي تسبحُ وحدها في النهر. أمّا ضلوعي، ضلوعي المسروقة. فقد صنعوا منها سجنًا لغزال. وأنا أرى الغزال وأبكي. بكائي غزير. دموعي صارت بحيرة لا تلتقي مع النهر أبدًا. والغزال وحيد بين ضلوعي المسروقة. أتنفّس من عينيه وأبكي.
٭٭٭
قطّعت كلَّ يدٍ له
حشوتُ رئتيه بكلِّ أنواع المخدرات
علّقت طرقَهُ كلَّها على المشانق.
جوّعتُه وعطّشتُه،
ربطتُه مثل كلبٍ في صحراء.
غلّقتُ شبابيكه وأبوابَه بالأسمنت
حاصرتُه في زنزانةٍ لا تعرف ضوءًا
حرمتُه من التنفّس حتّى..
ورغم كلّ هذا
وفي لحظة إشراقٍ:
اكتشفتُ أنّني القتيل
قتلتُ الحنينَ بدمٍ باردٍ
منذ سنواتٍ وأنا أذبحُه يوميًّا
بسكينٍ حافيةٍ أشقّ أعناقه.
كلّما صحا صوتُه، أخرستُه بالحرق
في داخلي مقابر لأصواتٍ محروقةٍ.
كلّما فتح عينيه، رششتُهما بالغبار.
ذاكرتي مغلّفة بطبقاتٍ من غبار أبدي.
منذ سنواتٍ وأنا أقمعُه يوميًّا
كسّرت أقدامَهُ الكثيرة
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
0 تعليق