عنكبوتٌ صبور وهادئة
والت ويتمان(5)
عنكبوتٌ صبورةٌ وهادئةٌ،
لاحظت أين تقف على صخرةٍ صغيرةٍ منعزلةٍ قرب الشاطئ،
لاحظت كيف تستكشف الفراغ الشاسع المحيط بها،
إنها تطلق خيوطًا، خيوطًا، خيوطًا، من تلقاء نفسها،
تفكُّ بكرَتها الأبدية مسرعةً بلا تعب.
وأنتِ يا روحي حيث تقفين،
منفصلةً، محاطةً بمحيطاتٍ من فضاءٍ لا يمكن قياسه،
تتأملين، تجازفين، تبحثين وتُطْلِقين خيوطك صوب النجوم لتصليها ببعض،
حتى تصنعي الجسر الذي تنشدين، وترمي المرساة حيث تريدين،
حتى يتشبّث خيطك الهلامي الرقيق بمكان ما، آهٍ يا روحي.
انتظر
جالواي كينيل(6)
انتظر الآن.
لا تثق بكل شيء إذا كان عليك أن تفعل.
لكن ثِقْ في الساعات. ألم تحملك
في كل مكان، حتى الآن؟
ستصبح الأحداث الشخصية ممتعةً مرةً أخرى.
سيصبح الشعر ممتعًا مرةً أخرى.
سيصبح الألم ممتعًا.
البراعم التي تُفتّحها المواسم ستصبح ممتعة.
القفازات المستعملة ستصبح جميلةً مرةً أخرى.
ذكرياتها ستبعث الحاجة لليَدِ التي لبستها.
أسى العشاق هو ذاته:
عندما نطلب أن نملأ
ذلك الفراغ الهائل المنحوت
من هكذا كائناتٍ صغيرةٍ؛
الحاجة لحبٍّ جديد
هي الإخلاص للقديم.
انتظر.
لا تذهب مبكّرًا.
أنت مُتعَبٌ. لكن الجميع مُتعَبٌ.
ولا أحد مُتعَبٌ بما يكفي.
انتظر قليلًا واستمع:
موسيقا الشعر،
موسيقا الألم،
موسيقا النول تَحِيكُ حبّنا مرةً أخرى.
كُنْ هناك لسماع ذلك، سيكون الوقت الوحيد،
الأهم من ذلك كله، سماع وجودك كلّه،
تَمرّن بالأحزان وهي تَعْرضُ ذاتها في إنهاك تام.
0 تعليق