أعترفُ أنني قلتُ: صحن الكعك. أقرُّ كذلك بأنني أجبتُ موافقًا على سؤالِ الابنِ إن كانَ عليه أن يضع كاملَ الكعكةِ في الصحنِ. ولا أنكرُ أن الكعكة كانت تحتلُّ ثلاثة أرباع طاولة المطبخ. إذن، أليس عليَّ توقُّع أن يدركَ طفل ذو عشر سنوات ما المقصود بصحن الكعك؟ راقبتُه حين...
نصوص
قصيدة إلى القمر
كان ذلك في ليلة داكنة رأيت القمر فوق برج الكنيسة المصفَرّ مثل نقطة فوق حرف الآي. أيها القمر.. أي روح داكنة.. تمشي بك في الظل مربوطًا إلى رسن بوجهك المستدير.. وصورتك الجانبية؟ هل أنت عين السماء ذات العين الواحدة؟ أي ملاك حزين.. ينظر إلينا تحت قناعك الشاحب؟ ما...
قصص قصيرة جدًّا
على أرض واحدة تعطيه ظهرها وتنام على شقها الأيسر بدافع الأعباء المنزلية والحكومية المتكررة. يعطيها ظهره وينام على شقه الأيمن. أما الطفل: يستلقي بينهما على ظهره وينظر إلى السماء في اعوجاج. الدرس الأول يدون الأطفال في السطر الأول: إن الفراشات كائنات لطيفة تنشر البهجة....
قصيدتان
1- فتاة الكوتشينة من بين أوراق الكوتشينة أرادت أن تفر الفتاة لولا أن لا عاشق لها خارج اللعبة فتاة الكوتشينة التي تغمز للاعب الذي يحوزها ولا تتوقف عن الابتسامة والغمز كلما نظر إليها فتاة الكوتشينة التي تحترق وتصير رمادًا ما إن تضعها يد على الطاولة 2- فتى الكوتشينة أنا...
القصيدة
القصيدةُ تبكي وتضحكُ تغفو وتصحو القصيدةُ تُثبتُ ما شاءت المفرداتُ لها من ظلالٍ وتمحو من ملامح شاعرها ما تشاءُ القصيدة نار وماءُ يولدان معًا ويظلان مشتعلين ومندفقينِ معًا والقصيدة ذاك الملاك الذي قد نفته السماءُ إلى الأَرْضِ، تلك التي احتضنته لينبتَ من رحمِ الأَرْضِ...
قلق
تحب الجبنة وتخاف من الرمادي، تشتري الباذنجان وتتحاشى الزيت، يمشي معك قلقك في الشارع كجرو يتنزه، تكتب قصيدة عن مدينة بعيدة وجواز سفرك مُنتهٍ، تفعل ما في وسعك كي لا تنزل دهشتك في تخفيضات محلات سنتر بوينت. كل الذين تحبهم لا تلتقيهم دومًا «كي تجنبهم قائمة العادي، أروع...
أبي يجلس في الظلام!
لدى والدي عادة غريبة؛ إنه مغرم بالجلوس وحيدًا في الظلام. أحيانًا أعود إلى البيت في وقت متأخر جدًّا. البيت مظلم، أدخل بهدوء لأنني لا أريد أن أزعج والدتي حيث إن نومها خفيف. أمشي على رؤوس أصابعي...
نصوص
1 هادئًا كعادتي أعود مساءً حاملًا محفظتي السوداء. أحكّ ذقني في أثناء العودة قائلًا: الناس نوعان، نوع مثل العشبة التي تحرق اليد، ونوع مثل البذرة التي تلسع الظّهر. وأظل أفكر كثيرًا في العشبة والبذرة أيّهما الأجدر بالبقاء في كفيّ مدّةً أطولَ. أحيانًا أقولُ: العشبةُ...
التوأم الذي صار وحيدًا
نهض عمر من فراشه قبل طلوع الشمس. كانت تلك إحدى عاداته الثابتة إلى ما قبل أربعة أشهر، حين كان هو وشقيقه التوأم ينامان متجاورين. نادته أمه ليخرج من غرفته ويتناول الإفطار مع رجال وأصدقاء العائلة، لكن صوته أتى من خارج البيت؛ «شابع يامّه الله يحفظك». تقدمت بضع خطوات من...
مجنون التلّ
مجنونُ التلّ ينشّفُ ضوءًا فوق حبال الجيرانِ، ويكتب ما يمليه عليه الظلُّ. يُسيّلُ أغنيةً في وادي زقلابَ، يرافق أشجارَ الليمونِ، يُحدّثها عن حربٍ حرقت أرواحَ الأخضر واليابسْ. برميلٌ محشوٌّ بظلامٍ مسنونٍ ألقاهُ الطيارُ الأعمى من طائرةٍ عمياءَ على حقلِ القمحِ النائمِ في...
يمضي مثل عابر سبيل
قرأت حكاية ممتعة عن الحياة الجديدة، عن مادة مظلمة فوق رؤوسنا العظيمة، هناك في الآفاق البعيدة، كيان موحٍ ومعتم يريد أن يخبرنا شيئًا طازجًا وجديدًا، شيئًا يناقض نظريات الجاذبية الكونية، هناك حياة هادئة تنادينا، شيء غامض وموحٍ مثل قصيدة سردية، يقول لنا: إن الحياة متجددة...
اسمي
عليك أن تعترف يا سليماني بأنها ليست المرة الأولى. هذه ليست بالمرة الأولى، أجل، اعتَرِفْ وأَقِرَّ؛ فالاعتراف سيد الأدلة، والإقرار بها نصف الطريق لحل المشكلة. ليست المرة الأولى التي أتهجى بها حروف اسمي كطفل ولا أعرفه، ولا أعرفني! أكتبه حرفًا حرفًا: س ل ي م ا ن ي، أتأمله...