نصوص

الغِبطة

الغِبطة

الصفعة‭ ‬التي‭ ‬تلقيتها‭ ‬ظُهر‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬يد‭ ‬أمّي‭ ‬تركتِ‭ ‬احمرارًا‭ ‬لا‭ ‬تُخطئه‭ ‬عينٌ‭ ‬على‭ ‬خدي‭. ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬صفعة‭ ‬حاقدة‭ ‬أو‭ ‬مُؤنبة،‭ ‬كانت‭ ‬حركة‭ ‬لا‭ ‬إرادية‭ ‬تُلازمها‭ ‬باستمرار‭ ‬وتصدرُ‭ ‬عنها‭ ‬كلّما‭ ‬فاجأها‭ ‬أمرٌ‭ ‬ما‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭...

أمي وآشا

أمي وآشا

تلك الليلة الماطرة والباردة كانت ليلة موحشة شعرت فيها بالخوف، ذلك الخوف الذي يحتاجه الإنسان أحيانًا، ويثير في النفس رغبة حميمية بألا يكون وحيدًا، ذهبت إلى غرفة أمي وبخجل وقفت على الباب، لم تسألني تلك الأسئلة التي تشعرني فيها بأنني كبرت ويجب أن أنام في سريري. بل أشارت...

تسع قصائد ريفيّة

تسع قصائد ريفيّة

1 ‮«‬مثلما‭ ‬للنهار‭ ‬شمس‭ ‬كذلك‭ ‬للّيل‭ ‬شمس‮»‬ حدثني‭ ‬جاري‭ ‬البهلول‭ ‬وأردف‭ ‬رافعًا‭ ‬جزرةً‭ ‬في‭ ‬الهواء اللّيل‭ ‬والنهار،‭ ‬الشمس‭ ‬والقمر،‭ ‬كهذه‭ ‬الجزرة لا‭ ‬تتعب‭ ‬نفسك،‭ ‬كذلك‭ ‬الخير‭ ‬والشرّ‭ ‬كهذه‭ ‬الجزرة‭.‬ بئر‭ ‬القرية‭ ‬مسكونة‭ ‬بخلق‭ ‬غير‭ ‬خلقنا...

قصص

قصص

الأبوان لا يعرف من ينظر من بعيدٍ إليهما؛ هل يجرّ الأب ابنه أم أن الولد هو من يدفع أباه مثل سجين؟ بدت ذراع الأب المشعرة مثل حبلٍ يطوّق عنق حيوانٍ فارّ بينما كان ساعد الولد أشبه بعقب بندقية تقود الأب إلى زنزانته. كانت ذراع الأب وساعد الولد متساويين في الطول. يبلغ طولهما...

إن كان ثمَّ متّسع

إن كان ثمَّ متّسع

هل آن للمقرورِ في جِلبابِه أن يُودِعَ الدنيا خُلاصةَ ما بهِ؟ يخشى نهايتَه، وفي فمِه فمٌ ثانٍ يلوكُ الضدَّ من آرابِه ولديه ينفطرُ السؤالُ، ونارُه منسِيَّةٌ، والفجرُ ليس بآبِهِ متشظِّيًا أرَقًا، يلوذُ بعمرِه الـ ـباقي، فيُودِعُ نفسَه بكتابِهِ ويعيدُ ترتيبَ الـمَشاهِدِ...

فستان أمي

فستان أمي

السادسة صباحًا؛ دون استراحة ودون هوادة تحرث أمي الوقت، لا تهادنه ولا تتحايل عليه بل تنقضّ على كل لحظة فيه لتزجّها في ضيق ذلك النهار، تتحول إلى آلة لا تكف عن الدوران، تعمل وتشرف على كل التفاصيل، تعيد تدوير البيت لتكبر مساحته فجأة ويصبح متسعًا لعدد أكبر من الضيوف، تلمّع...

نصان

نصان

تطول الكتابة عنك اختلقت الحكاية وإن طال عمري لشدة الرواية ٭ ٭ ٭ قد تطول الكتابة عنك وتقصر علي قد يتكامل فيك الكلام وينقص فيّ قد أنتظرك لتخرج إلى الضوء ثم نمشي معًا لعل الطريق تشهد عليك وتشهد لي كنا كنا تسعة نزيد، أو ننقص قليلًا خرجنا إلى تخوم الحرب نرصدها ونستصفي...

أحيانًا يُضحِي البكاءُ طريقةً أخرى للغرق

أحيانًا يُضحِي البكاءُ طريقةً أخرى للغرق

تعثرت قدماي في السعادة، والآن أضحى الجرح يحتل حياتي كلها. لحسن الطالع أن تتوافق دموعك مع عطشي. قدماك، أحيانًا، تقودان خطاي. لم يكلفني الأمر سوى أقل القليل كي أحبك... لعل ما مررت به نسيان سرمدي. ما من شيء أسوأ من أن تسقط بين مطرقة المسافة، وسندان النسيان. الحب هو كذلك...

الجمرة سائسُ الليل … نصوص قصيرة جدًّا

الجمرة سائسُ الليل … نصوص قصيرة جدًّا

أيّها الربّان! في غير أوانها،تُبتلَى بالحكمة. جفت الأخشاب، وتوارت الأسلاب. وَيْلَكَ! آزِرْ. («في سكّة التايهين». عاليًا، رفعَ صوتَ الأغنية ودلَّى قدميه في المعمعة). يعتني بسخريته جيدًا كأعزّ الأولاد. (يجب أن تستمر الحياة. يجب!). تلك النافذة المواربة، يعرفها...

مَجَازٌ مُرْسَل

مَجَازٌ مُرْسَل

لا يَتذكرُ كَيفَ هَوَى يُمكنُ أنْ دَرجُ البَيتِ  لم يتلقَّ خُطاه  ويُمكنُ أن كانَ يصعدُ بين سَدِيمٍ وآخرَ واختفتِ الجَاذبيةُ  أو كان يَقرأُ  من شُرفةِ البيتِ طالعَة  وتَوهمَ أن الحياةَ تَمدُّ يديها  فسامحها  واغتَوى بالسقوطِ على مهلِه رُبَّما ظَنَّ أن فتاةً مُمَددةً ...

مجرد رغوة

مجرد رغوة

لم يلق التحية لدى دخوله. كنت أمرر أفضل شفراتي على المسن وحينما تعرفت إليه بدأت في الارتجاف، إلا أنه لم يلحظ الأمر. استمررت في تمرير الشفرة لكي أخفي ما حل بي. شرعت في تجربتها فوق طرف إبهامي وتأملتها مجددًا أمام الضوء. كان في تلك اللحظة ينزع حزامه الملغم بالطلقات الذي...

الأصل

الأصل

سمعت صوت زجاج يتكسّر بطريقة لم أعهدها من قبل، لم يكن تكسّرًا بل تفتتًا، وكأنه يعود إلى ما كان عليه، قبل أن يصير زجاجًا. حاولت تنظيف ما استطعت منه، لكن معظمه تسرّب واختفى في الشقوق الطولية للسجادة البلاستيكية التي تفترش أرض غرفتي. ولأنني كسول بطبيعتي تركت السجادة كما...