(1) - هل تدري لماذا أحببتك؟ - لا.. - طبعًا ليس من السهل أن تعرف. - كيف لي أن أعرف. - هل تودُّ أن أخبرك لماذا؟ - نعم.. لِم لا؟ أخبريني. - لأنك تشبه حبيبي. - نعم؟ أشبه حبيبك؟ لم أفهم. - تشبهه شبهًا كبيرًا كأنكما توأمان. - هل لديك حبيب آخر؟ - نعم.. - أوه.. يا...
نصوص
باروير سيفاك.. وريث المذبحة
باروير سيفاك واحد من كبار شعراء أرمينيا. تحفر أعماله الشعرية في أعماق التراجيديا الأرمينية منذ بداية التاريخ، حتى ذروة الدم في مذبحة 1915م. تتوزع أشعاره بين ملحمية وتاريخية وحداثية، وتنبش في جذور الخراب الكوني، مع إيمان لا يتزعزع بقدرة البشرية على بدء حياة جديدة وسط...
الليل
هو الليلُ هو الشرفة البيضاء هو الحدائق التي تتورَّدُ مقاعدُها بهجةً بالزائرين هو الأمكنة التي تستيقظُ عند غروب الشمس ولا تنام حتى ترهقها طَرَقَاتُ النهار هو السماء التي تلبسُ أساورَها وتزغردُ حين توجعها دغدغةُ الرّعد هو الليل الذي كنتُ على شوارعهِ أحصي قطرات الحكايات...
لم تكن نزهة
لم تكن نزهة تلك التأملات الطويلة في اهتزاز الأشجار أو تكاثف الصوت في هواء ساخن أو تنفس رئة معطوبة اندست في قميصه فعادت الحنطة تغني في كف فلاح بحب وحشي أجثو على ركبتي أكتب قصيدة وأردد: في هذه الجهة الوحيدة من العالم تسكنني ولأنك مجهول اسمك تتوزع أزهار صفراء على طاولتك...
الحُب شجرة ضخمة
حول الأحزان ولكن تلك الأحزان التي أُفصح عنها، تَختلف عن كل الأحزان التي يقولها الآخرون. ليلة جبل(*) آلي بوسعي الصياح، باسم تدليل السكون. ولكن بصمت، لأنني أخشى من فرار السكون. حول السعادة خارج الدار، عاصفة ثلجية، وبداخل حجرة النوم عصيدة حلوة وموقد. العاصفة الثلجية...
المراثي الثلاث للّامُبالي والصيّاد وصاحب الأقفاص
1- مَرثيةُ اللامُبالي (لا يهمُّني أيّ نوعٍ من الطيورِ سأكون، سئمتُ الالتصاقَ بالأرض). هذا ثالثُ عُصفور أو خامسُ عصفور أو عاشرُ عصفور أو في الحقيقة لا أذكرُ عددَ العصافيرِ الَّتي رأيتُها تموتُ في هذا المكان. / ودائمًا بسببِ حالةٍ مَرضيّةٍ غامضة يدَّعي صديقُنا أنْ لا...
خيـبة هدهد
لا تسأل الجرح: مَن داوى، ومَن نكأَ؟ هذا سؤالك قد كلّت يداه، وذا وهدهد الأمنيات البِيض سافرَ في خبّأتَ أفراحك الغرّاء فانطفأت وكم تلبّستَ إحساس القصيد إلى تشكو السراب وقد نمّقتَ صورته كم انتبذتَ رصيفَ الصمت تقطعه محدودبَ الفِكر تمضي للوراء على تُملي على الخطوة الأولى...
شوارع سائحة في الحصار الجليل
(1) لقاء قال لي صاحبي: نلتقي في المساء وغاب... يجيء المساء ولما يجئ صاحبي... جاءني نعيه في المساء. (2) يباس - من أين يبدأ جرحك؟ من جثة في الرماد الثقيل؟ أم من القلب متسعًا لانهمار البرودة؟ من أين؟ - كل الشوارع سائحة في الحصار الجايل. وحدك الآن تشعل نار البراءة في...
بثقةِ العائدِ يتبدّد
الأثرُ مشيٌ يقلّدُ صاحبَه. الأثرُ سبعُ حماماتٍ وسماءٌ دائخة. * * * سر من رآه!! نطفةُ الجحيم تحرسُ الحدودَ وتتوعّدُ الهواء. * * * جِدْ لي عينًا. اشتدّ الرقباءُ وعينُ العناية في جناحٍ مهمَل. جِدْ لي عينًا ضريرة. * * * سمّيتها «مريم» وسمّتني «عبدالله». بَقِيَ الرمادُ...
القرينة
صوتها مثل لؤلؤة تضيء في العتمة. كأنها قرينتي من العالم الآخر نفس العينين الحائرتين اللتين تتحركان في كل اتجاه. كأننا التقينا من قبل في حلم أو ربما في زمن آخر أكثر براءة. كأنها مرآة روحي المنكسرة أتأمل على سطحها البقع التي تغطي القلب. لسنا بحاجة إلى لغة حين...
ليلة من ألف ليلة ضائعة
باقٍ من الزمن سبعة أيام وأعود أدراجي: موظفة درجة ثالثة بوزارة الثقافة تعمل بشكل أساسي في شارع طلعت حرب بوسط البلد. بعد أسبوع لا مزيد من الورديات الليلية بمطار القاهرة الدولي، لن يكون هناك مجال لتأمل الطائرات الراحلة والقادمة وتَمَنٍّ لو كنت داخل إحداها قاصدة سَفرًا...
المسَافةُ في زمَنِ الحَرْبِ
بدأ الجمهورُ بالحضورِ والتوافدِ إلى قاعةِ المركز الثقافي. سنوات طويلة مرتْ، كنتُ فيها طفلةً صغيرةً بعمرِ الثامنة، بدأت بالتعرف إلى المركز وأذهبُ لاستعارة قصصِ الأطفال منه، كانت بالنسبة لي شغفًا يغمرني لاكتشاف العالم من حولي بأقدامي الصغيرة والقصص التي كنتُ أحفظها في...