بِمَ كَتَبَ الشُّعَرَاءُ قَصَائِدَهُمْ؟ بِالْبَرْقِ وَانْحِدَارِ الدِّمَاءِ مِنْ خِيَانَاتٍ مُبَكِّرَة تَكْشِفُ لِي وُثُوقًا وَأَنَا لَا أَسْتَطِيعُ الْوَفَاءَ خَارِطَةُ الْحُزْنِ خَاوِيَةٌ إِلَّا مِنْ غَرْغَرَةٍ وَصَفَّارَةِ إِنْذَارٍ أُرِيدُ أَنْ أُحَرِّكَ الصَّمْتَ...
نصوص
تجويف في شجرة
لم ير شجرة أكبر منها في ضخامة الجذع وكثرة الأغصان. وبعد أن دار حولها، حيَّره سواد الأعشاش التي تعد في فروعها بالعشرات. رائحتها المركزة، كأنما جُمعت فيها روائح الطبيعة، حادة ومسيطرة، لكنها لا تشغل الأنف بتقصي الروائح والتقاط منابعها، بل تفعمه بخلاصتها، فتبدو المعرفة...
التهاب تنفسي لرئة حرة
مسكينٌ أيّها الموت لستَ سوى حارسٍ صغيرٍ للغيبِ الهائل لن يروّض خيولَك أحدٌ لن يشحذ مناجلَك ابنٌ ضالٌّ لن يتذكّر صريرَ أسنانِكَ سوى الأحياءِ المقهورين. أنتَ، حيثُ أنتَ، على عتبةِ النهايةِ لصٌّ تسرقُ المعتلينَ...
قصص قصيرة جدًّا
أم اللجة ترتفع أصوات في كل مكان، الضجيج يترجم ردات فعلي كمن يحاول تفادي ضربات غير مرئية.. آخذ العقال، أنسى المفتاح أحملهما، فأترك حقيبة اليد، أتأبطها فيسقط العقال، ألتقطه لأشيع باب المنزل، فأراه مفتوحًا ولم أقفله.. أقفل الباب، أحمل الأغراض وأرميها على المقعد المجاور،...
بيت السيدة ملعقة
في كل واحد منا بيت، لا يمكن تجاوزه بيسر، حيث نبتت الألفة لأول مرّة، وتشكلت الصور وفتنة الخيالات. ننغلقُ على هذا البيت الذي يسكن مخيلتنا لنحميه بداخلنا، ونستعيده بصورة مفرطة في انتكاساتنا اللانهائية، ربما ليس كما عشنا فيه واقعيًّا، ولكن بقدر ما نرغب أن يكون بيتًا...
العصبة.. سردٌ بلا دليل
هناك دومًا عُصبة مكوّنة من ثلاثة أو خمسة أشخاص يجمعهم هوى مشترَك تتآلف فيه مصالحهم ورؤاهم... ومع أنهم يتذرعون بكل ما لديهم من حصافة تدل على تماسكهم، فإنّ هناك على الدوام نهايةً لهم غير متوقّعة حتى من لَدُنِ القدر؛ نهاية دون إعداد مُسبق تشتتهم وكأنهم لم يلتقوا من...
أسطورة الشاعرِ الرسّام
الشِّعرُ سِحرٌ يُفقِرُ العُمْرَ لكي يَغنَى الكلام (حسين البرغوثي، من كتابه «مرايا سائلة»). [كثيرٌ من الماء وقليلٌ من التراب، ثُمّ هواءٌ ونار.. هل هذه هي أنا، القصيدة الكونيّة؟ أم أنّني كائنٌ خُرافيٌّ تشكّل في مناخ لا علاقة له بتركيب الكائن البشريّ؟]. في الكتاب كانت...
قصائد نثر معاصرة من الأدب الأردي
عليكَ مهابةُ الشعراء ذي شأن ساحل يجب أن تخافَ الشعراء لديهم قنبلةٌ بينَ أيديهم مصنوعةٌ منَ الأحلامِ، إذا تنمّرتَ عليهم كثيرًا لسوفَ يفجّرونَ بها الحائطَ، وإذا حاولتَ سلبَها منهم سيرمونُها إلى الماءِ، كل ما لديهم لنْ يسمحوا لأحدٍ بأخذِها، ولو جمعتَ الحشود والجيوش على...
تمتمات
«الحب ليس رحلة ترفيهية للشاطئ الحب صقل للسكاكين وممارسة للقتل» لم يكن اصطدامًا كان ملامسة غرق لكنه لم يمت كان مهيئًا لسقوطها لدخولها في محيطه لاستبدال وقته ومكانه لمحرقة عري وعويل لم يصدق صار ليلًا وصار نهارًا صار فضاءً لللا شيء حتى إذا مر عابر ورآه أنصت لسقوطه.. * *...
كلمات
أجلسوه على مقعده لسنوات ووضعوا في يده سكينًا وكيبوردَ ومقصًّا وقالوا له: لا نريد أجنحة للكلمات عندما تصادف كلمة بجناحين لا تتركها قادرة على الطيران يمكنك أن تكسر ما تشاء من الحروف وأن تقص ما تريد من المسافات وعلامات الترقيم وأن تحذف النقاط كلها، أنت آمن من العقاب...
الحجر
كنتُ مُزْدَحِمًا غَيمةٌ دارُها والمدى يوغلُ في العنادْ جَـنّةٌ نارُها والرؤى يُجَلّـلُها السّوادْ بَـيْـتُها شَـرقَ حارَتِـنا صَـوتُها خَـيلُ قَريَـتِـنا عِشقُها رَجْفَةُ العُمر في وَجَـعِ الـرّقادْ * * * كنتُ مُزْدَحِـمًا أيقنَ التّرحالُ بأنّي حَجرْ غَلّفَـني...
كنت هنا من قبل
هذا الدرب أعرفه.. بعد العطفة الأولى، نخلة مائلة حتى ليخيّل للرائي أنها تتهاوى. سيلوح منزل أبيض مصبوغة شبابيكه بالأحمر. هاهو المنزل.. سوف أخطو إلى عتبته وأدق الباب، ولما لن يردّ أحد، سأدور حول السياج وفي الحديقة، سأرى أرجوحة حمراء اللون أيضًا. هل رأيت كل ذلك منذ زمن...